تعد فئة الشباب من أكثر الفئات تأثرا بالتغيرات الاجتماعية، مما جعلها إحدى الفئات التي استهدفتها خطط التنمية باعتبارها أهم القوى البشرية، وتمثل نقطة الانطلاق لكثير من البرامج التنموية والاجتماعية. والشباب في هذه المرحلة الحساسة من العمر وهي ما بين 15-30 سنة لا يستطيعون في الغالب استيعاب التغيرات السريعة التي يمرون بها بصورة جيدة، مما قد ينعكس على سلوكهم وتصرفاتهم. وتمثل فئة الشباب أكثر الفئات العمرية في المجتمع نتيجة لزيادة نسبة المواليد والتقدم الصحي والوعي الثقافي الذي شهدته المملكة في السنوات الأخير، ولله الحمد. ونظرا لأن الشباب أكثر القوى العاملة المؤثرة في فرص العمل، وأكثر فئات المجتمع رغبة في التجديد واستيعاب المتغيرات، فهم أكثر قدرة على التفاعل والاستجابة لمخرجات التعليم والتقنية، ويرجع ذلك إلى خصائص أساسية مميزة لمرحلة الشباب من أهمها الرغبة الدائمة في البحث عن الجديد، وتبني الآراء تأكيدا على بلوغ مرحلة عمرية مستقلة. وفي ضوء ذلك، بدت أهمية قيام مؤسسات المجتمع التربوية والثقافية والاجتماعية بوضع الخطط من أجل مستقبل أفضل للشباب، وتأسيس مركز متخصص لدراسة أوضاعهم، يتولى رصد الدراسة والتحليل لقضاياهم ومشكلاتهم الحالية والمستقبلية بطريقة علمية، وإعداد التوصيات الإجرائية الملائمة التي تعود بالنفع عليهم وعلى مجتمعهم. وقد توج هذا التوجه بموافقة خادم الحرمين الشريفين رئيس مجلس الوزراء رئيس مجلس التعليم العالي –يحفظه الله- بالتوجيه البرقي الكريم رقم 1086/م ب وتاريخ 26/1/1428هـ على قرار مجلس التعليم العالي برقم (9/44/1427) وتاريخ 21/10/1427هـ القاضي بإنشاء "المركز الوطني لأبحاث الشباب".