خبراء الطيران يسلطون الضوء على أهمية الوقاية من الأضرار الأرضية في منطقة الشرق الأوسط
سيقوم نخبة من الخبراء في صناعة الطيران المشاركين في الدورة الثالثة من القمة العالمية لسلامة الطيران هذا العام، بمناقشة التدابير التي يجب أن يتخذها اللاعبون الإقليميون للحد من الحوادث بسبب الأضرار الأرضية، والتي تعدّ السبب الرئيسي لحوادث الطيران في منطقة الشرق الأوسط.
وأكد المجلس الاستشاري للقمة، والمكون من أبرز قادة سلامة الطيران في دولة الإمارات العربية المتحدة والعالم، على أهمية منع الأضرار الأرضية التي يتزايد الاعتراف بها كواحدة من القضايا الرئيسية التي تواجه صناعة الطيران في المنطقة.
وستقوم الجلسات الاستراتيجية المتخصصة في القمة باكتشاف السبل التي يمكن لقطاع الطيران اتباعها من أجل تعزيز سلامة مدرجات المطارات، وذلك من خلال التركيز على المخاطر التي تواجه الرحلات وكيفية التغلب على هذه المخاطر على النحو الذي يؤدي إلى ضمان رحلات آمنة وناجحة. وسيقوم الخبراء أيضًا باكتشاف أفضل الممارسات والحلول للحد من حالات انحراف الطائرات، والدور الذي يمكن أن يقوم به مراقبو الحركة الجوية في سلامة المدارج والممرات، وخاصة في حالات الهبوط الاضطراري.
ولا تزال حوادث الطائرات على مدرجات المطار تشكل تحديًا مشتركًا، وغالباً ما تعزى إلى عدم الامتثال للوائح الدولية الخاصة بالمناولة الأرضية. ووفق البيانات الصادرة عن الاتحاد الدولي للنقل الجوي "الأياتا"، فقد أصبح هذا الموضوع يكتسب أهمية متصاعدة في المنطقة، حيث يشهد نموًا سريعاً مع تزايد نشاط حركة الطيران.
وقال القبطان خواكيم ويرث، مدير العمليات في الهيئة العامة للطيران المدني في قطر: "لا يزال موضوع السلامة يشكل أولوية قصوى في قطاع الطيران في منطقة الشرق الأوسط، ولدينا أنظمة واسعة قيد التطبيق من أجل تعزيز سجلات السلامة في أنشطتنا في الوقت الذي نعمل فيه على توسعة نطاق التنسيق عبر مختلف المجالات، بما في ذلك الابتكار والتدريب بين الأطراف المعنية. وتعتبر الرقابة على أساس الأداء واتخاذ القرارات على أساس المخاطر هي الأدوات المناسبة للتعامل مع قطاع النقل الجوي الإقليمي المتنامي".
وقال نائب رئيس أول لشؤون السلامة في طيران الإمارات، القبطان هنري دونو، "لا تزال شركات الطيران والمطارات مستمرة في الاستثمار بصورة مكثفة في مجال التدريب والتكنولوجيا. وعلى الرغم من ذلك، فإنه لا ينبغي بأي حال أن يكون الابتكار مقتصراً على شركات الطيران، بل يجب على الجهات العاملة في مجالات المناولة الأرضية ومراقبة الحركة الجوية وغيرهم من مقدمي الخدمات، بما في ذلك خدمات التموين، الحرص على التنسيق للمساعدة في الارتقاء بسجل السلامة في هذه الصناعة".
وبالإضافة إلى مناقشة الأضرار الأرضية التي تلحق بالطائرات، سيتناول المشاركون قضايا السلامة الأخرى مثل تتبع الطائرات والأخطار الناجمة عن حمل المواد الخطرة والتعاون الفعال وخطر أنظمة الطائرات من دون طيار.
يشار إلى أن الدورة الثالثة من القمة العالمية لسلامة الطيران هذا العام تقام تحت رعاية سمو الشيخ أحمد بن سعيد آل مكتوم، رئيس هيئة الطيران المدني في دبي، رئيس مطارات دبي، رئيس مجلس الإدارة والرئيس التنفيذي لمجموعة الإمارات، وسوف تستضيف هيئة الطيران المدني في دبي هذه القمة التي تنظمها مجموعة ستريم لاين للتسويق.
وتُعقد القمة أيام 16 و 17 مارس المقبل 2015 في دبي، ومن المقرر أن يجمع هذا الحدث الأطراف ذات الصلة بصناعة الطيران على المستويين المحلي والدولي، وسيشارك بها العديد من الهيئات التنظيمية وشركات الطيران ومشغلي المطارات والشركات العاملة في مجال تصنيع الطائرات والجمعيات منظمات الرائدة في مجال السلامة وشركات تقديم الخدمات ومراقبة الحركة الجوية، وذلك من أجل مناقشة الاستراتيجيات والتحديات الرئيسية في تحسين ثقافة السلامة. وسينخرط المتحدثون الدوليون في حلقات نقاش وجلسات استراتيجية ونقاشات جماعية من أجل استكشاف المواضيع المتعلقة بسلامة السفر الجوي. وسيقوم الخبراء أيضًا بعرض عدد من دراسات الحالة الإقليمية حول الطرق التي يمكن اتباعها للتغلب على تحديات تطبيق وتنفيذ إجراءات السلامة المعمول بها والجديدة تماماً.
ومن المتوقع لهذا الحدث أن يستقطب ما يزيد على 300 شخصية من الأطراف الرئيسية ذات الصلة على المستويين المحلي والدولي من الهيئات التنظيمية وشركات الطيران وشركات تشغيل المطارات وشركات تصنيع الطائرات والجمعيات والمنظمات الرائدة في مجال أنظمة السلامة وشركات توفير خدمات المراقبة الحركة الجوية. وسيجتمع هؤلاء تحت سقف واحد لمناقشة الاستراتيجيات والتحديات الرئيسية لتحسين ثقافة السلامة في هذه الصناعة.