اسمٌ ارتبط وتأصّل في وجدان الشباب العربي، سواء من مشجعي نادي برشلونة لكرة القدم أو من غير مشجعيه. صار الاسم مألوفاً على ألسنتنا مما خلق رابطاً عاطفياً مع هذه المدينة الإسبانية التي ليس بالإمكان سوى وصفها بـ"العريقة". فكما يشير شِعار النادي "أكثر من مجرد نادٍ"، هكذا هي برشلونة، أكثر من مجرد مدينة أوروبية ضمن مجموعة بلاد حوض البحر الأبيض المتوسط. حالما تطأ قدمك أرض برشلونة تشعر وكأنك انتقلت بالزمان والمكان إلى أجواءِ فنّاني الرسم في القرن الـ19، فتنبهر من تأثير الفنان غاودي في المدينة بشكل عام، وتحديداً عندما ترى كنيسة ساغرادا فاميليا، أي "العائلة المقدسة"، التي تنقل من يراها إلى أجواء قوطية غابرة لا نختبرها كعرب في منطقتنا إلاّ من خلال أفلام هوليوود التي تعود للعصور الوسطى. إنّها تحفة معماريّة فنيّة لم يتمكّن غاودي من إتمامها بسبب وفاته، ولكنّها معلم إسباني أساسي رغم هذا. وتستمر هذه الأجواء القوطية الآسِرة مع الحي القوطي، مركز مدينة برشلونة القديمة، الذي تعود معظم أبنيته إلى العصور الوسطى بل وحتى زمن استعمار روما للمدينة. وتماشياً مع مسيرة الرحلة الفنية هذه، يتعين على عشّاق الفن زيارة متحف بيكاسو، أحد أهم المتاحف الفنية وأكثرها شعبية، وذلك بسبب احتاوئه على أكبر مجموعة من أعمال الفنان بابلو بيكاسو الغني عن التعريف. تجربة الطعامِ حكاية أخرى مع هذه المدينة التاريخية، وإن كنت تسعى لتناول لقمة طعام تقليدية ضمن أسلوب عصري، ما عليك سوى الاستعانة بأحد التطبيقات الإلكترونية التي صارت فعلياً بديلاً عن أي دليل سياحي، فهناك Yelp وTripAdvisor وغيرهما الكثير. إذ بمجرد أن تدخل كلمة "برشلونة" على التطبيقات الإلكترونية من هذا النوع وتختار "الطعام الإسباني"، يظهر لديك ما يزيد عن ألف معطم، فتختار أوّلها، مثل Can Paixano وCera 23 وLa Pepita. وتماشياً مع استغلال التكنولوجيا والتطبيقات والمواقع الإلكترونية للتمتع برحلة متكاملة، بالإمكان اللجوء إلى واحد من أبرز مواقع المقارنة بين أسعار الفنادق، هوتيلزكومبايند دوت كوم، للبحث عمّا يلائم احتياجاتك فتنتقي الفندق أو مكان المبيت الأنسب لك. فإمّا أن تختار فندقاً فاخراً مثل W Hotel Barceolna بـ173 يورو في الليلة أو بيت الشباب Hostel St. Marius-Gracia بـ30 يورو. الخيارات لا حصر لها والقرار الأخير لك! بالإمكان زيارة برشلونة في أي وقت من العام، وذلك لاحتوائها فعلياً على نشاطات مختلفة في كل فترة. فالمهرجانات تكاد لا تنقطع والروح الاحتفالية لشعب هذه المدينة لا تنفكّ تولد طاقة إيجابية تجذب عشاق السفر والأجواء العفوية إليها مرة تلو الأخرى. ففي يناير هناك موكب المجوس، وفي فبراير هناك كرنفال برشلونة، وبعد ذلك هناك مهرجان الفلامينكو الذي يليله سباق الفورمولا واحد في مايو، متبوعاً بمهرجان موسيقى سونار ومهرجان هارلي ديفيدسون ومهرجان غراسيا ومهرجان النار، وصولاً إلى مهرجان الأبراج المؤلفة من الناس في أكتوبر ومهرجان موسيقى الجاز في نوفمبر. إنّها بالفعل مدينة لا تعرف الكلل ولا الملل طوال أيام السنة. فعلاً، برشلونة هي "أكثر من مجرد مدينة"، والحديث عنها بإيجاز لا يعطيها حقّها. نصيحتنا لك أن تبدأ بالتخطيط لرحلة العمر ذات اللمسات العربية في أجواء أوروبية، فتكون أثريت تجربتك الثقافية وأشبعت روحك من أصالة تاريخية تستمر في إذهالك. إنهّا مدينة مثالية للرحلات العائلية. فماذا تنتظر؟ برشلونة تناديك.