السيارات | الأربعاء 18 فبراير, 2015 7:59 صباحاً |

كشفت شركة تويوتا للسيارات مؤخرا عن حزمة جديدة من التقنيات المتقدمة للأمان ومساعدة السائق على الطريق، وذلك ضمن سعيها الدؤوب والمتواصل لتعزيز مستويات السلامة في القيادة وتقليص فرص الحوادث المرورية إلى الحد الأدنى. وقد قدمت شركة تويوتا تلك التقنيات كجزء من توجهها لتقديم حزم المزايا التقنية المتكاملة للأمان والتي تعمل معا كمنظومة واحدة ضمن ما يعرف بمفهوم إدارة السلامة المتكاملة.

وفي هذا السياق، أوضح الدكتور عادل محمد عزت، المدير التنفيذي للتسويق بشركة عبد اللطيف جميل، أن الاهتمام بالبحث والتطوير الدائم لأنظمة السلامة يأتي في صميم فلسفة عمل شركة تويوتا وأولوياتها، وقال: "في خضم الابتكارات التقنية المتطورة التي تضيفها شركة تويوتا على الدوام للنهوض بقطاع صناعة السيارات عالميا، فإنها لم تغفل ما تتطلع إليه المجتمعات في العالم عندما يتعلق الأمر بالطرق من تقنيات ومعايير للأمن والسلامة، وذلك كأولوية قصوى ضمن استراتيجيتها للتطور". وأضاف الدكتور عادل: "إن من أهم جديد هذا العام، أن قد اعتمدت تويوتا مفهوم إدارة السلامة المتكامل الذي يحدد توجهات الارتقاء بتكنولوجيا السلامة وتطوير السيارات لعقود مقبلة".

ومن ضمن تلك الأنظمة التي طورتها شركة تويوتا للسيارات، نظام مساعدة السائق على ركن السيارة عبر تقنية السونار للإيقاف الذكية (ICS)، والتي من شأنها أن تساعد في تخفيف الاصطدامات أو الوقاية منها عند إيقاف السيارة أو عند الانطلاق بها من وضع السكون. كما أضافت الشركة نمطاً جديد إلى نظام تويوتا للعرض البانورامي، لمساعدة السائقين على استعراض العناصر المحيطة بهم قبل الانطلاق. وتخطط تويوتا لاستخدام هذه الأنظمة المحدثة في عدد من موديلاتها الجديدة التي تعتزم إطلاقها خلال العام 2015م.

وتعمل خاصية الإيقاف عبر السونار الذكية في سيارات تويوتا على رصد المعيقات وتساعد في تخفيف الاصطدامات أو الوقاية منها عن طريق التسارع المطرد في حال الضغط على الدواسة بالخطأ. ويتضمن النظام الجديد المزيد من أجهزة الاستشعار حيث يرصد الأجسام من مسافات بعيدة، مما يمكنه من توسيع عمق وعرض النطاق المستشعر.
من جهة أخرى، أجرت تويوتا تحسينات على شاشة العرض البانورامية التي تظهر موقع المركبة على شاشة نظام الملاحة، وذلك عبر إضافة ميزة الرؤية عبر السيارة، حيث يقوم السائق بالضغط على زر يسمح له بالتنقل بين العرض التقليدي -الذي يعرض المشاهد كما لو أن السائق ينظر من أعلى السيارة-، والعرض الشفاف- الذي يمنح السائق القدرة على رؤية المشاهد المحيطة به كما لو أن السيارة شفافة. وبالمقارنة مع العرض التقليدي، فإن العرض الشفاف يمكنه إبراز أهم المعيقات التي تتواجد حول المركبة، مما يسهل عملية رصدها وتجنبها.

وفي نفس السياق، فقد أوضحت شركة تويوتا أنها تعتزم -اعتباراً من العام القادم- إطلاق نماذج تقنية جديدة لحزمة مصابيح LED شعاعية تمنح تحكماً ودقة أكبر في توزيع الضوء على الطريق عبر نظام تحكمٍ مستقل.

تتكون حزمة المصابيح الشعاعية الجديدة (LED Array AHS) من عدة مصابيح مستقلة تتميز كلٌ منها بتحكم ذاتي، ومرتبة في صفٍ واحد، مما يتيح نطاقاً أوسع للإضاءة -مقارنة بنظم الإضاءة السابقة- ودون أن تسبب أذية مباشرة لأعين السائقين القادمين من الجهة المعاكسة. فعلى سبيل المثال، يمكن لحزمة المصابيح الجديدة إضاءة الفجوات المظلمة بين السيارات والمركبات سواءً في الأمام أو الأخرى القادمة من الجهة المعاكسة، ما يجعل من السهل الكشف عن المشاة الذين يعبرون الطريق، كما أنها تعمل على توزيع الضوء حسب متطلبات مجموعة واسعة من ظروف القيادة؛ سواءً كان ذلك داخل المدن، بحيث تضيء مساحة واسعة من الطريق أو خارجها، كما تضيء مسافات طويلة أثناء القيادة بسرعات عالية. كذلك، يقوم النظام بضبط توزيع الضوء حسب حركة عجلة القيادة، ما يؤدي إلى تحسين رؤية المنعطفات قبل الوصول إليها. وكل هذه الوظائف تجتمع في حزمة المصابيح الشعاعية (AHS) الجديدة لتوفر إضاءة يعتمد عليها أثناء القيادة ليلاً.

كما تعتزم شركة تويوتا للسيارات إطلاق مجموعة من تقنيات الأمان النشط التي قامت بتطويرها مؤخراً والمصممة لتساعد على منع أو تخفيف الحوادث عند مختلف السرعات. وسيتم إطلاق هذه التقنيات ضمن حزمتين من حزم برنامج الأمان النشط "Toyota Safety Sense"، واللتان سيتم إطلاقهما في عام 2015 في العديد من موديلات وفئات سيارات الركاب في أسواق حول العالم. وستتوفر هاتين الحزمتين بأسعار منافسة من أجل تشجيع انتشار استخدامها.

وسيتم توفير اثنتان من تلك الحزم اعتماداً على نوع المركبة، وهما الحزمة C للسيارات المدمجة، والحزمة P للسيارات متوسطة الحجم وسيارات الفئة العالية. وتضم حزمة الأمان النشط C العديد من تقنيات الأمان النشط التي تتوفر حالياً في مركبات تويوتا، ومن بينها نظام الوقاية من الاصطدام (PCS) والذي يساعد على منع وتخفيف الحوادث، ونظام التحذير من الانحراف (LDA) الذي يساعد على منع المركبات من الانحراف عن مساراتها، ونظام الإضاءة البعيدة الأوتوماتيكي (AHB) الذي يسعى لتوفير رؤية مثالية خلال القيادة الليلية. وتدمج حزمة الأمان النشط من تويوتا نظام الرادار الليزري ونظام الرادار متناهي الدقة والمدعم بكاميرا عالية التقنية لتوفر اعتمادية عالية وأداء مثالي.

كما تضم تلك الحزم تقنيات للمساعدة في تجنب الاصطدامات أو التخفيف منها، حيث يقوم النظام بتفعيل التحذيرات الصوتية والمرئية بالإضافة إلى المساعدة في الكبح، وبعد ذلك، يقوم بتفعيل الكبح الأوتوماتيكي في حال لم يقم السائق بالكبح في الوقت المناسب.

وقد قامت شركة تويوتا للسيارات أيضا بتعديل عددٍ من موديلاتها الجديدة لتكون متوافقة مع مجموعة متقدمة من الأنظمة المساعدة لبنية السيارات، تعمل عبر تردد لاسلكي مخصص لأنظمة النقل الذكية. حيث ستعمل النظم الجديدة على تأسيس اتصال بين الطريق والمركبة وبين المركبة والأخرى، وذلك لغاية جمع المعلومات التي لا يمكن الحصول عليها عبر أجهزة الاستشعار المعتادة. وهكذا، يتم نقل المعلومات حول المشاة الذين يستخدمون الطريق، خصوصاً عند التقاطعات التي يصعب رؤيتها من مسافة بعيدة، وذلك بواسطة أجهزة استشعار تم تركيبها في مستوى أعلى من الطريق، وبالتالي استشعار المركبات القادمة من الاتجاه المعاكس عبر مجموعة من الاتصالات بين الطريق والمركبة وبين المركبة والأخرى. بالإضافة إلى ذلك، تعمل التحذيرات السمعية والبصرية على المساعدة على تنبيه السائقين من أي مخاطر محتملة. كما تعمل ميزة مثبت السرعة الذي طورته تويوتا حديثاً ليعمل عبر الرادار على رصد المركبات في الأمام والخلف، وذلك للمساعدة على الحفاظ على المسافات الآمنة معها خلال القيادة على الطرق السريعة.

وفي ذات السياق، أوضح الدكتور عادل: "إن شركة تويوتا للسيارات، بالإعلان عن هذه التقنيات الجديدة، تؤكد بأنها مدركة إلى حدٍ بعيد ما تتطلع إليه المجتمعات، لذا فقد اعتمدت تويوتا مفهوم إدارة السلامة المتكامل الذي يحدد توجهات الارتقاء بتكنولوجيا السلامة وتطوير السيارات، ويغطي معظم جوانب القيادة من خلال دمج تقنيات وأنظمة سلامة المركبات الشخصية بدلاً من النظر إليها باعتبارها وحدات تعمل كلٌ منها على حدة".

وتلتزم تويوتا على الدوام بتقديم المبادرات المتنوعة الرامية لمعالجة قضايا السلامة المرورية، بدءاً من تطوير مركبات أفضل وتقنيات أكثر أماناً، ووصولاً إلى المساعدة على توفير بيئة مرورية آمنة والمساهمة في أنشطة التثقيف والتوعية بهذا المجال.