نعي جميعنا أهمّية احترام حرمة بيوت بعضنا لدى زيارتنا الواحد للآخر، والأمر ذاته ينطبق عند زيارة بلد غير بلدنا، أو منطقة غير منطقتنا. فكلٌّ منّا لديه أسلوبه في التعامل وما يضايقه وما يفرحه. ولكن، نشعر أحياناً بأننا لا نعرف كيف ندلّ معارفنا من غير العرب، في حال طُرِح السؤال علينا، على أصول السلوكيات المستحبّة وتفريقها عن المستهجنة في منطقتنا، منطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا. ولهذا، نقدّم لك بعض النصائح التي بالإمكان مشاركتها مع كل من يستفسر عن الأمر بأسلوب سهل وواضح. الطعام: في البلاد العربية بشكل عام، على المرء تناول الطعام بيده اليمنى كدلالة احترام. وبسبب طباعنا كشرقييّن نميل إلى إغداق ضيوفنا بأجود ما نضعه على المائدة، ولهذا على الضيف عدم التعليق بصورة سلبية عند مواصلة السكب في طبقه، بل عليه أن يعي أنّ مكانته عالية الشأن في عين مستضيفيه. حالما يرى المستضيف الطبق فارغاً سيواصل السكب، ولهذا يُنصح الزائر بترك الطعام في طبقه عند الشعور بالشبع تفادياً للإحراج. الشراب: يمنع احتساء المشروبات الكحولية في المناطق العامة. وفي بلاد الخليج، كل من يثمل في المناطق العامة يضع نفسه أمام المُساءلة القانونية. شهر رمضان المبارك: يمنع خلال الشهر الفضيل الأكل والشرب والتدخين ومضغ العلكة في العامة ضمن ساعات الصيام. اللباس: يختلف الأمر بين بلدان المنطقة، إذ يتوجب على النساء في الخليج مراعاة التستر أكثر مما هو مطلوب في بلاد الشام. فالنساء الخليجيات يرتدين في العادة ثياباً فضفاضة تغطي الشعر والذراعين والساقين، أمّا أغلب رجال الخليج لا يرتودن السراويل القصيرة "الشورتات". وبالنسبة إلى أصحاب الجنسيات الأخرى، فبإمكان النساء ارتداء القطع العلوية ذات الكم الكامل أو نصف الكم والرجال يرتدون الشورتات، خاصة إن كانت البيئة غير تقليدية، كأن تكون في المول مثلاً. ولهذا يتعين على من هم من خارج هذه البيئة احترام هذه الطباع في البلدان المعنية وارتداء ما يتوافق معها. والأهم من هذا، يحرّم على الجميع انتعال أحذيتهم داخل المساجد، وهذا من أبرز الأمور الواجب تنبيه مَن هم مِن خارج نطاق بيئتنا إليها. تحية السلام: لا تَقبَل جميع النساء العربيات السلام باليد، ولهذا يُنصَح الرجال بانتظار المرأة أن تمدّ يدها للسلام فإن لم تفعل، يكتفي الرجل بوضع يده اليمنى على صدره كدلالة احترام. وينطبق الأمر ذاته فيما يتعلق بالمرأة الأجنبية والرجل الخليجي على وجه التحديد، فإذا مدّ الرجل يده للسلام بإمكان المرأة السلام باليد. إظهار العواطف: إظهار العواطف على الملا بشكل فاضح وواضح أمر ممنوع كلياً. التقبيل والممارسات الخادشة للحياء تضعك عرضة للمساءلة القانونية وخاصة في الخليج. فثقافة الوطن العربي إسلامية ومن الواجب احترام حرمة بلاده. قد يظن البعض أنّه لا بأس بهذا إن كان الطرف الآخر الزوج أو الزوجة، ولكن هذا غير صحيح، فالأمر محرّم على الجميع. إمساك الزوج بيد زوجته أمر مقبول ولا عيب فيه. المواصلات العامة: احترام المرأة أمر بالغ الأهمية في عين الرجل الشرقي، ولهذا قد يستغرب أصحاب الجنسيات الأخرى عند رؤية الرجال يقفون في وسائل المواصلات العامة، كالباصات مثلاً، كي تجلس المرأة حتى وإن كان المقعد المجاور له شاغراً. فيجب تنبيههم إلى أهمية هذا الأمر وتفضيل النساء على أنفسهم في هذه المواقف. الشرطة السياحية: على النساء اللواتي يتعرضن للمعاكسات التوجه إلى الشرطة السياحية في البلد المعني كي يأخذ عناصر الشرطة التصرف اللازم مع من يضايقون النساء بتعليقاتهم أو تصرفاتهم التي تخدش الحياء. الكرم والجود وحسن الضيافة من أهم ما يميز ثقافتنا وحضارتنا كعرب في منطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا، وعلى زوّار المنطقة إظهار الاحترام المتبادل كي تسير الحياة ومجرياتها بتناغم تام لا خلل فيه. فإن تعرضت يوماً لسؤال عن آداب السلوك في منطقتنا، لا تتردد بالإجابة مستعيناً بما قرأت تواً.