السياحة والضيافة | الخميس 14 مايو, 2015 12:11 مساءً |

قد نكون اعتدنا التفكير في أوروبا على أنّها القارة التي تتضمن دول العالم البديعة والتي ما أن تُذكَر حتى تتبادر إلى أذهاننا أسماء مثل ألمانيا وفرنسا وإسبانيا وإنجلترا. ولكن، إن وجّهنا أنظارنا إلى ما يتعدى بريق أوروبا الساحر وتوغّلنا إلى قلبها لوجدنا أنفسنا في جنان بديعة، على غرار بودابست عاصمة هنغاريا – أو المجر، كما يسميها البعض. يتوسّط هذه الجنّة نهر الدانوب الذي يفصل بين الجزئين المكونّين لهذه العاصمة، بودا إلى الغرب وبست إلى الشرق. ولهذه الجزئية ميزة ذات مكانة رفيعة في قلوب عشاق الرومانسية، بفضل الجسور السبعة الواصلة بين الطرفين، فيشعر العشاق وكأنهم في صفحات رواية رومانسية تعود إلى عصور أوروبا الغابرة.
30 مليون هو عدد السيّاح المتوافدين إلى هذه المدينة كل عام. فما السبب وراء ذلك وماذا يدفعهم إلى معاودة زيارة هذه المدينة؟ قد يكون للموازنة بين العناصر المتناقضة النصيب الأكبر في ذلك. فما توفّره بودا من مبانٍ تاريخية عريقة ومتاحف وسَكينة وطبيعة خضراء، نجد مقابله النقيض في بست والمتمثل في عنصر الجذب السياحي لأفضل أماكن حياة السهر. فبعد أن تغلق المحلات أبوابها في تمام الساعة الثامنة، لا يتسنى للمرء القيام بنشاط غير السهر أو تناول العشاء في أحد المطاعم.
حضارة هذه المدينة وثقافتها غنيتان، وخير دليل على ذلك فن عمارتها المتميز. قد تكون قلعة بودا أفضل دليل على روعة هذه الفنون المعمارية العريقة في بودابست. شيّدت هذه القلعة الملوكية، أو بالأحرى القصر، عام 1265 على مساحة تمتد 4.73 كم2، واللافت للنظر أنّ اليونسكو صنفتها ضمن قائمة "مواقع التراث العالمية" عام 1987. واستمراراً على نهج المعالم التاريخية، ينصَح الزائر، وبالأخص المولع بالماضي الغابر ومغامراته، أن يمر بحصن الصيادين، أو ما يعرف باسم فيشرمانز باستيون، كي يظلّ في أجواء القرون الوسطى ورونقها. يبعد هذا الحصن الأبيض مسيرة عشر دقائق عن القلعة، والجدير بالذكر أنّ أبراجه السبعة تمثّل القبائل الهنغارية السبع التي استقرّت في حوض بانونيا عام 869. أمّا للاستمتاع بمساحات واسعة من الطبيعة الخضراء والانطلاق بين أحضان الطبيعة لممارسة النشاطات أو الاستلقاء فوق العشب واستنشاق الهواء الطلق في النهار وحضور أضخم السهرات، فليس هناك مكان أروع من جزيرة مارغريت.
ولاختبار معالم الحياة المعاصرة في هذه المدينة النابضة بأوجه الحياة المتعددة، ليس هناك ما هو أجمل من شارع ڤاتسي، وهو الشارع الأهم في هنغاريا، إذ هو وجهة سياحية شهيرة يتضمن نخبة المحلات التجارية والماركات بالإضافة إلى المطاعم من كافة الفئات. وبالنسبة إلى الأسعار، فإن بودابست تشتهر بكونها واحدة من العواصم ذات الأسعار المريحة والمقبولة، وهذا يجعلها الوجهة المفضلة للفئة الشابة.
كي تكون الرحلة على أكمل وجه، من اللحظة الأولى إلى الأخيرة منها، يجب أن تكون الإقامة في مكان مريح يناسب احتياجاتك. وللاختيار من بين فنادق بودابست الـ31 ذات النجوم الخمس والتي تتراوح أسعارها بين 48 دولاراً و250 دولاراً لليلة الواحدة، ما عليك سوى انتقاء الفندق الذي يلبي احتياجاتك من القائمة التي يستعرضها لك موقع هوتيلز كومبايند ، الموقع الإلكتروني المختص بالمقارنة بين فنادق كافة دول العالم.
بالفعل، لم يعد سحر أوروبا متمركزاً حول دولها ذات الأسماء الرنّانة، فقد جاء عهد البلدان التي قد نكون نسيناها. فماذا تنتظر؟ ها هي مغامرة العمر بتاريخها العريق تناديك!
هوتيلزكومبايند