سيسكو تدعو المؤسسات في الشرق الأوسط إلى تبني إنترنت الأشياء عبر التحول الرقمي
عشية انطلاق النسخة الأولى من معرض إنترنت الأشياء 2015، والذي يقام في دبي يومي 8 و 9 يونيو الجاري، دعا المسؤولون التنفيذيون في شركة سيسكو المنظمات العاملة في الشرق الأوسط إلى تبني حقبة إنترنت الأشياء والاستراتيجيات التي تساهم في تمكين الرقمنة.
ووفقاً لشركة غارتنر فإن 75% من الشركات حول العالم إما أن تصبح شركات رقمية أو تكون في طور التحوّل بحلول العام 2020. وفيما تمتلك عدة شركات خططاً لمبادرات التحول الرقمي للأعمال بالفعل، تتنبّأ غارتنر بأن 30% فقط من تلك الجهود ستكلّل بالنجاح نظراً لعدم توفر الخبرة الفنية. وفي الوقت الذي تتحول فيه الدول والمدن والقطاعات والشركات إلى كيانات رقمية فإنها ستدرك الفرص الهائلة التي تتيحها الموجة القادمة للإنترنت -وهي إنترنت الأشياء- لتحقيق إيرادات أعلى وتحسين تجارب العملاء والمواطنين وإيجاد نماذج جديدة للعمليات لتحقيق القيمة، بحيث تسير المؤسسات في الشرق الأوسط على خطاها.
في تعليقه على الأمر قال السيد ربيع دبوسي، المدير العام لشركة سيسكو الإمارات: "فيما يتبنى العملاء فلسفة إنترنت الأشياء فإنهم يحاولون وضع استخدامات تقنية المعلومات والتقنيات التشغيلية في سياق القطاعات التي يعملون فيها. وفي الشرق الأوسط نرى فرصاً ضخمة في القطاع العام، إذ تسعى الحكومات إلى إيجاد مصادر جديدة للإيرادات وتحقيق تجارب أفضل للمواطنين وتوفير فرص عمل جديدة. وبالمثل نشهد فرصاً هائلة في قطاعات تجارة التجزئة والطاقة والخدمات المالية والرعاية الصحية، لنساعد العملاء في تبني إنترنت الأشياء. لا تحقق معظم الشركات القيمة الكاملة من مشاريعها الرقمية لأنها لا تدرك بأن استراتيجيتها الرقمية واستراتيجية الأعمال تصبح متطابقة وتندمج في استراتيجية واحدة. وفي هذا الجانب يساعد فريق سيسكو للخدمات الاستشارية العملاء في تطوير الاستراتيجية الرقمية المناسبة لتحول أعمالهم والتفوق في قطاعاتهم."
الزيادة الهائلة في أعداد الأجهزة والتطبيقات في الشرق الأوسط وإفريقيا يدعم التحول الرقمي - وزيادة الحركة عبر بروتوكول الإنترنت بواقع 44 بالمائة بحلول عام 2019 في المنطقة. وفقاً لأحد تنبؤات سيسكو لمؤشر التواصل الشبكي المرئي 2015، والذي كشفت عنه الشركة الأسبوع الماضي، فإن الحركة السنوية عبر بروتوكول الإنترنت ستزداد بواقع ثلاثة أضعاف بين عامي 2014 و 2019، لتصل إلى حجم قياسي قدره 2 زيتا بايت. ومن العوامل التي يتوقع أن تساهم في نمو تلك الحركة ارتفاع أعداد مستخدمي الإنترنت وازدياد الأجهزة الشخصية والتواصل بين الأجهزة M2M وارتفاع سرعة اتصال النطاق العريض وتبني خدمات الفيديو المتقدمة.
وبحسب التوقعات لمنطقة الشرق الأوسط وإفريقيا، فسيشهد العام 2019: وجود 218.3 مليون مستخدم للإنترنت في المنازل لديهم اتصال ثابت بحلول عام 2019. ستكون فئة التواصل بين الأجهزة هي الأكبر بوجود 93 مليون جهاز متصل. تصبح الأجهزة اللوحية الفئة الأكبر من الأجهزة المنزلية (باستثناء التواصل بين الأجهزة) بعدد قدره 63 مليون جهاز لوحي ومعدل نمو سنوي مركب يبلغ 25.8%. ستكون مواقع التواصل الاجتماعي هي خدمة الإنترنت الأكثر استخداماً في المنازل وبواقع 176 مليون مستخدم (أي 81 بالمائة من مستخدمي الإنترنت في المنازل) بمعدل نمو سنوي مركب يبلغ 10.5%. ستكون هناك 69 مليون منزل يحتوي تلفزيونات رقمية. يصل عدد مستخدمي الفيديو حسب الطلب VoD حوالي 4.1 مليون مستخدم (6% من مستخدمي التلفزيونات الرقمية في المنازل). يرتفع عدد مستخدمي الأجهزة المتحركة للأعمال إلى 53.6 مليون مستخدم. يبلغ متوسط ما يمتلكه مستخدم الأجهزة المتحركة لأغراض العمل 2.3 جهاز متحرك /اتصال (بما فيها التواصل بين الأجهزة). ستكون فئة التواصل بين الأجهزة هي في قطاع الأعمال بوجود 145 مليون جهاز متصل (بما فيها التواصل بين الأجهزة) سيكون هناك 3.1 مليون مستخدم لخدمات الاتصال الجماعي عبر أجهزة الحاسوب المكتبية.
أبحاث سيسكو للخدمات الاستشارية تبين بأن التحول الرقمي يحتاج إلى إدارة فعالة للبيانات والتحليل لتحقيق المزايا التشغيلية والعملية. في عام 2015، أجرت سيسكو للخدمات الاستشارية دراسة شملت 14 دولة (منها الإمارات ونيجيريا وتركيا)، كشفت عن الحاجة الملحة ليتبنى قطاع النفط والغاز التقنيات الرقمية المدعومة بإنترنت الأشياء ليحافظ على أفضليته التنافسية.
تولّد المنصات البحرية للنفط بيانات يتراوح حجمها بين 1 و 2 تيرابايت يومياً، معظمها حساسة للوقت وتتعلق بإنتاج المنصة أو بالسلامة في منصات الحفر. وتعتبر الاتصالات عبر الأقمار الصناعية الرابط الأكثر شيوعاً بين المنصات البحرية، بحيث تصل سرعة نقل البيانات إلى 64 كيلوبايت - 2 ميغابايت في الثانية، مما يعني أن نقل حصيلة يوم واحد من بيانات المنصات النفطية إلى مخزن مركزي يحتاج إلى 12 يوماً. يعتبر تقييم ونقل البيانات القيّمة أساس التعامل مع هذه المشكلة. فالاستراتيجية الفعالة للبيانات يمكنها الكشف تلقائياً عن الحاجة إلى إرسالها إلى البنية السحابية للتحليل أو إن كان بالإمكان تحليلها في الشبكة، بحيث يتم جمع البيانات (على أجهزة الاستشعار والحفارات والمعدات وغيرها). تسمح تلك بالحوسبة الطرفية وتسمح إمكانات التحليل للشركات العاملة في قطاع النفط والغاز باكتساب رؤية أوضح للوضع الحالي لتتيح بذلك أفضليات تشغيلية وعملية بارزة:
اعتبرت ميزة "سرعة أكبر في حل المشاكل" الفائدة الأولى للشركات والتي تتحقق من التقنيات المتصلة وإنترنت الأشياء، تليها ميزة "تحكم أفضل بالعمليات" و "تعزيز سلامة العامل". أما الفوائد التشغيلية التي تترتب على إنترنت الأشياء فتتضمن تحقيق "كفاءة أكبر في الإنتاج" في المركز الأول، تليها "تقليل وقت التوقف عن العمل" و "تحسين أداء المعدات". يرى المشاركون في الاستطلاع أن إنترنت الأشياء سيحسن الكفاءة التشغيلية وبخاصة في ما يتعلق بمراحل الإنتاج ضمن سلسة القيمة، ليكون جانب الإنتاج هو المستفيد الأول برأيهم.
في هذا الصدد قال السيد شكري عيد، مدير سيسكو للخدمات الاستشارية لمنطقة الشرق الأوسط وأفريقيا وروسيا وكومنولث الدول المستقلة: "لتكون المؤسسات جاهزة لذلك التحول الرقمي فإن عليها تغيير استراتيجيتها للأعمال وتقنية المعلومات وأن تربط كل شيء وتتبني أساليب التحليل وتأمين التقنيات والعمليات. فقد كشفت دراستنا عن كون الاستقصاء من البيانات المجال الأهم لتحسين كفاءة العمليات وتحليل البيانات، ليكون الداعم الأول لإنترنت الأشياء في سبيل تحسين وتسريع اتخاذ القرارات. تساهم الرقمنة في تحوّل أساليب العمل في العديد من القطاعات، كالنفط والغاز والخدمات المصرفية وتجارة التجزئة والسياحة والصناعات التحويلية وغيرها، وسيساهم ذلك بدور في توفير فرص العمل والمساهمة في النمو الاقتصادي القائم على الابتكار."