دول الخليج مدعوّة لتبني التقنيات المتقدمة في محاربة الأمراض المعدية
دعا عدد من الخبراء السلطات الصحية في دول مجلس التعاون الخليجي إلى المسارعة في نشر حلولٍ تقنيةٍ متخصصةٍ قالوا إن من شأنها الإسهام في منع انتشار الأمراض المعدية، لا سيما في أعقاب تفشي أمراض مثل الملاريا وفيروس إيبولا على مستوى عالمي.
وجاءت تلك الدعوة على هامش معرض البيانات الكبيرة، المصاحب لمعرض إنترنت الأشياء، المنعقد في دبي.
وتعتبر دول مجلس التعاون الخليجي من الدول الأكثر عُرضة لمخاطر الأمراض المعدية،جرّاء النمو السكاني المتسارع واتساع شريحة المسنين، إذ من المتوقع أن يزداد الطلب على العلاج من الأمراض المعدية بنسبة 216 بالمئة بحلول العام 2025، حين يصل الإنفاقالمتوقع على الرعاية الصحية في هذا الدول إلى 60 مليار دولار، وفقاً للمنتدى الاقتصادي العالمي.
ويموت في جميع أنحاء العالم سنوياً أكثر من 600 ألف شخص بسبب الملاريا، وفقاً لمنظمة الصحة العالمية، التي تشير أرقامها كذلك إلى أكثر من 27 ألف حالة إصابة بفيروس إيبولا أدّت إلى وفاة ما يزيد على 11 ألف شخص.
ويتطلب منع انتشار الأمراض الوبائية نُظُماً صحية عامة قوية تكفل الكشف المبكر عن انتشار العدوى بين الحيوانات والبشر، وتضمن التشخيص الصحيح والاستجابة السريعة لوقف ذلك الانتشار، وفقاً للبنك الدولي، الذي يتوقع أن يكلّف تفشٍّ وبائي في العالم الاقتصاد العالمي ثلاثة تريليونات دولار.
وقال عرفان خان، رئيس التقنية لقطاع عمليات العملاء العالمية لدى "إس إيه بي"، إنعشرات ملايين الأجانب من المقيمين والزوار يمرّون عبر منطقة دول مجلس التعاون الخليجي سنوياً "ما يجعلها في حاجة ماسة إلى تبني حلول البيانات الكبيرة الفورية الأكثر تقدماًوالتي يمكن أن تتتبع انتشار الأمراض المعدية وتسيطر سريعاً عليه، لا سيما في أوساطالشباب والمسنين الأكثر عرضة للخطر".
وأضاف خان: "تُظهر منصة "هانا" من "إس إيه بي" قوة الحوسبة المركزية الفورية لقواعد البيانات المستندة على السحابة/ والتي يسهل الوصول إليها عبر الأجهزة المتنقلة، ما يمكّن المختصين في الرعاية الصحية من تسجيل أعراض المريض، وتقديم تشخيص أوليله، وتتبع أي طفرات أو تغيّرات في الأعراض تحدث بتغيّر المكان والزمان".
وقدّم خان محاضرة بعنوان "تبسيط المبادرات التجارية في مجال البيانات الكبيرة وتسريعها"، بالاشتراك مع البروفيسور الدكتور جيرار كروسه، رئيس قسم علم الأوبئة في مركز"هيلمهولتز" الألماني لأبحاث العدوى. وكانت الحكومة الألمانية قد شرعت في دعم تحالفالمؤسسات العلمية في ألمانيا ونيجيريا، والذي يرمي إلى إطلاق نظام "المراقبة وإدارة الاستجابة ونظم التحليل" (SORMAS) بهدف تطبيق أفضل الممارسات في استكشاف الحالات الصحية الخطيرة والسيطرة عليها، مثل انتشار فيروس إيبولا في غربي إفريقيا، وذلكبالاستعانة بقدرات التحليلات البيانية التي تنطوي عليها منصة "هانا" السحابية من "إس إيه بي".
واعتبر البروفيسور كروسه أن منطقة الخليج مهيّأة لتصبح من المناطق الرائدة على الصعيد العالمي في الوقاية من الأمراض الفتاكة "بفضل الانتشار الواسع لإنترنت النطاق العريض المتنقلة، وزيادة الإنفاق على قطاع الرعاية الصحية، والتوسع في استخدام الحلول المتنقلة".
تجدر الإشارة إلى أن "إس إيه بي"، العملاقة العالمية في برمجيات الأعمال، أقامت شراكة معمؤسسة "الصندوق العالمي" الخيرية لدعم الجهود الرامية إلى وضع حد للأمراض الفتاكة فيكل من ساحل العاج والسنغال وجمهورية الدومينيكان ولاوس وأوغندا وجنوب أفريقيا، وذلك في إطار التزامها بالحصول على التمويل اللازم وتقديم حلول مبتكرة للمناطق النامية. كما أقامت "إس إيه بي" شراكة مع الشركة البرازيلية الناشئة "فوماجت" بهدف مكافحة الأمراض المنقولة بالنواقل في البرازيل وأنغولا وجمهورية الدومينيكان