يرعى خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز آل سعود -حفظه الله-، بمشيئة الله تعالى، في النصف الأول من شهر رمضان المبارك، حفل تسليم جائزة نايف بن عبدالعزيز آل سعود العالمية للسنة النبوية والدراسات الإسلامية المعاصرة، وجائزة الأمير نايف بن عبدالعزيز آل سعود التقديرية، ومسابقة الأمير نايف بن عبدالعزيز آل سعود لحفظ الحديث النبوي، الذي تنظمه الأمانة العامة للجائزة بالمدينة المنورة.
وأوضح مستشار سمو وزير الداخلية عضو الهيئة العليا للجائزة وأمينها العام د. ساعد العرابي الحارثي، أن ما حققته جائزة الأمير نايف بن عبدالعزيز آل سعود للسنة النبوية والدراسات الإسلامية المعاصرة كان بفضل الله وتوفيقه أولاً، ثم بفضل دعم ومباركة خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز آل سعود -حفظه الله ورعاه- لهذه الجائزة، التي أسسها صاحب السمو الملكي الأمير نايف بن عبدالعزيز آل سعود -رحمه الله-، وتجسيداً لاهتمام وحرص المملكة للعناية بكل ما من شأنه خدمة مصدري التشريع كتاب الله وسنة نبيه صلى الله عليه وسلم، وتكريم العلماء والباحثين في مجالي السنة النبوية والدراسات الإسلامية المعاصرة.
وأكد د. العرابي الحارثي أن خدمة الإسلام والمسلمين لا تمثل اهتماماً وحرصاً لقادة هذه البلاد الكريمة فقط، وإنما هي في الواقع فعل تجسد عبر التاريخ في أعمال جليلة وإنجازات رائدة شملت أنحاء العالم، مما جعل للمملكة مكانة متميزة ودوراً رائداً بين دول العالم، في خدمة كتاب الله عز وجل وسنة نبيه صلى الله عليه وسلم، عبر عنايتها المتواصلة ودعمها المستمر واهتمامها الدائم لكل ما يخدم كتاب الله تعالى وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم، ويحقق الرفعة والعزة والسلام للمسلمين.
وبين الأمين العام للجائزة أن الجائزة تعد واحدة من هذه الأعمال الجليلة، انطلقت باهتمام ورعاية لصاحب السمو الملكي الأمير نايف بن عبدالعزيز -رحمه الله-، تشجيعاً للبحث العلمي الجاد للعلماء والباحثين والمفكرين والمثقفين والمهتمين بالدراسات الإسلامية، خاصة ما يتعلق منها بالسنة النبوية من مختلف أنحاء العالم، وإثراء للساحة الإسلامية بالبحوث العلمية المؤصلة، وإبرازاً لمحاسن الدين الإسلامي الحنيف وصلاحيته لكل زمان ومكان.
وأوضح د. ساعد العرابي الحارثي أن الأمانة العامة للجائزة، تستقبل في كل دورة من دورات الجائزة العالمية، المئات من الأبحاث في موضوعات الجائزة بفرعيها للسنة النبوية والدراسات الإسلامية المعاصرة، التي تعرض على لجنة الفرز، ثم تعرض بعد ذلك على لجنة الفحص الأولى، وبعد مناقشتها في ضوء شروط منح الجائزة يتم اختيار الأبحاث المجازة منها والتي تحال إلى لجنة المحكمين النهائية؛ التي تتكون من نخبة من أبرز العلماء على الساحة العلمية داخل وخارج المملكة وعددهم 12 محكماً بواقع ثلاثة محكمين في كل موضوع، ولضمان تحقيق الموضوعية والدقة أثناء التحكيم، تم إرسال الأبحاث إلى لجان التحكيم باستخدام الرموز والأرقام السرية للأبحاث، دون تضمينها أي معلومات تدل على شخصية الباحث.
وقال د. العرابي الحارثي: إن الأمانة العامة للجائزة استقبلت في دورتها السابعة 355 بحثاً، وفاز فيها في فرع السنة النبوية في موضوع فقه الأقليات في ضوء السنة النبوية د. أبو القاسم محمد أبو شامة نجاه مصري الجنسية، أما الجائزة في الموضوع الثاني لفرع السنة النبوية أحاديث الفتن وأشراط الساعة بين الفهم الصحيح والتأويلات، وكذلك الجائزة في فرع الدراسات الإسلامية المعاصرة بموضوعيه المواطنة في الإسلام واجبات وحقوق، والإسلام والأزمات الاقتصادية العالمية، فقد حجبت لعدم ارتقاء الأبحاث إلى مستوى الجائزة.
أما في الدورة الثامنة للجائزة فقد استقبلت الأمانة العامة للجائزة 290 بحثاً، وفاز في فرع السنة النبوية في الموضوع الأول مناهج النقد الحديثي والنقد التاريخي الحديث، مناصفة لكل من د. أحمد فكير مغربي الجنسية، د. مبارك لمين بن الحسن مغربي الجنسية، وفاز في الموضوع الثاني فقه الواقع المعاصر في ضوء السنة النبوية، د. زياد بن عابد المشوخي فلسطيني الجنسية، أما في فرع الدراسات الإسلامية المعاصرة، فقد فاز في الموضوع الأول عقيدة التوحيد وأثرها في إتقان العمل والإبداع فيه، د. عدنان مصطفى خطاطبه أردني الجنسية، في حين حجبت جائزة الموضوع الثاني المراجعات الفكرية لتيارات الغلو المعاصر، لعدم ارتقاء الأبحاث إلى مستوى الجائزة.
وفي الفرع الثاني للجائزة، وهي جائزة الأمير نايف بن عبدالعزيز آل سعود التقديرية لخدمة السنة النبوية، التي تهدف إلى تكريم أصحاب الجهود المتميزة في خدمة السنة النبوية، وتشجيع الباحثين وترغيبهم في خدمة السنة النبوية وتحقيقاً وتدريساً وتقنية، وتعريف الأجيال بالجهود المعاصرة والمتميزة في خدمة السنة النبوية؛ فقد فاز بالجائزة في دورتها الثالثة في فرع الانقطاع لتدريس الحديث النبوي الشيخ عبدالمحسن بن حمد العباد البدر.
أما الفرع الثالث للجائزة، مسابقة الأمير نايف بن عبدالعزيز آل سعود لحفظ الحديث النبوي، فقد قامت الأمانة العامة للجائزة ممثلة في الإدارة التنفيذية لها بالعمل على تشكيل اللجان المتعددة لوضع نظام للمسابقة يضم أهدافها وشروطها ومنهجها وتنظيمها، واتخذت الخطوات اللازمة للتنسيق مع وزارة التعليم وممثليها من إدارات التعليم بمناطق المملكة المختلفة، وتحدد اللجان العاملة للبدء في إجراء المسابقة، ويشمل إجراء المسابقة ثلاث مراحل، المرحلة الأولى مرحلة الإعداد والدراسة، والمرحلة الثانية مرحلة الإنطلاق والتنفيذ، والمرحلة الثالثة مرحلة التصفيات الأولية.
كما تقوم الأمانة العامة في كل دورة بوضع منهج الدورة، وطباعة عدد من الكتيبات في جميع المستويات، وطبع آلاف الأقراص المدمجة (CD) لجميع المستويات، توزع على مناطق المملكة من خلال المشرفين والمشرفات، ويراعى في توزيع الأعداد كبر المناطق وصغرها، وتصمم إعلانات المسابقة وتطبع وترسل للمشرفين والمشرفات في جميع المناطق، وتتضمن الإعلانات حث الطلاب والطالبات على المشاركة في المسابقة.
كما حددت أمانة الجائزة مع المشرفين والمشرفات موعد التصفيات الأولية التي عقدت في المناطق، ومن ثم إرسال جميع الأسماء المرشحة للتصفيات النهائية للمسابقة من الطلاب والطالبات إلى مقر الأمانة العامة للجائزة في المدينة المنورة، ويتم إدخال جميع الأحاديث في البرنامج الحاسوبي المعد للمسابقة، وتوزع مجموعات الأحاديث على المستويات وفق الشروط والضوابط الخاصة لكل مستوى من مستويات المسابقة.
وبذلت الأمانة العامة للجائزة، بالتعاون مع وزارة التعليم، ومن خلال لجان التنسيق في مديريات تعليم البنين وتعليم البنات في مناطق المملكة كافة، جهوداً متواصلة لإجراء التصفيات الأولية التي تستمر عدة شهور، وصولاً للتصفيات النهائية التي أجريت في المدينة المنورة، حيث تم دعوة الفائز الأول من كل مستوى في كل منطقة، ليصبح مجموع الفائزين المتنافسين في هذه المرحلة 39 متسابقاً و39 متسابقة، لتحديد الخمسة الأوائل في كل مستوى، وفي الدورة العاشرة للمسابقة بلغ عدد المشاركين والمشاركات في التصفيات الأولية للمسابقة على مستوى مناطق المملكة 35 ألف و872 طالباً وطالبة.
وأوضح الأمين العام للجائزة في ختام تصريحه، أنه سيتم خلال الحفل الختامي تشرف الفائزون من كل فرع من فروع الجائزة بالسلام على خادم الحرمين الشريفين -حفظه الله-، واستلام جوائزهم والشهادات التقديرية تشجيعاً لهم وتحفيزاً لغيرهم، متمنياً لجميع الفائزين التوفيق في حياتهم العلمية والعملية.