من المعروف أنّ أمراض القلب والسكري من النوع 2وارتفاع ضغط الدم هي أمراض مزمنة شائعة بين البالغين فقط. ولكن مع ارتفاع مُعدّلات السمنة بين الأطفال على مرّ السنين، أصبحت هذه الأمراض تُشخّص في سنّ مبكرة لدى الأطفال.
وبهذا الصدد، أشار الدكتور باتريك نويل، استشاري جراحة عامة وجراحة السمنة بالمنظار في المركز الأمريكي الجراحي، أحد أبرز المراكز الطبية المتطورة عالية الجودة في أبوظبي، إلى أنّ الأطفال الذين يعانون من السمنة معرّضون للإصابة في وقت لاحق بمشاكل صحية أخرى مرتبطة بالوزن الزائد، وأن هناك احتمال كبير بأن يُصابوا بالسمنة المرضية في سنّ البلوغ.
وقال الدكتور نويل: "على مدى العقود الماضية، أصبحت السمنة لدى الأطفال تمثل مشكلة صحيّة حقيقية على الصعيد العالمي. وتزداد مشكلة السمنة في دولة الإمارات العربية المتحدة مع تزايد عدد المصابين بها، ما يشكّل مصدر قلق كبير. ففي أوساط الشباب، ازدادت السمنة بمعدلات تُنذر بالخطر، حيث أظهرت دراسة أجرتها جامعة نيويورك أبوظبي مؤخراً، إن 40% من الأطفال الذين تتراوح أعمارهم بين 11 و19 عاماً و20% من الأطفال بين 6 و10عاماً في دولة الإمارات يعانون من السمنة المفرطة أو زيادة الوزن."
ويحرص المركز الأمريكي الجراحي على تعزيز الوعي بمخاطر ومضاعفات البدانة في مرحلة الطفولة. وتعليقاً على ذلك، قال الدكتور نويل: "إنّ الأطفال والمراهقين البدناء معرضون بشكل كبير للإصابة بالسكري من النوع 2 وأمراض القلب وارتفاع ضغط الدم وارتفاع الكوليسترول في الدم وتشحّم الكبد، بالإضافة إلى مشاكل صحية خطيرة أخرى، ويكون هؤلاء الأطفال أكثر عرضةً للإصابة بالسمنة المرضية في سن البلوغ. كما يمكن أن تؤدّي السمنة في مرحلة الطفولة إلى تعرض الطفل للضغط النفسي بسبب السخرية من قبل زملائه، والتي يمكن أن تُؤثّر سلباً على المدى الطويل على الصحة العقلية والنفسية للفرد كشخص بالغ".
وأكدت نتائج دراسة حديثة أجرتها جامعة كاليفورنيا في لوس أنجلوس وجهة نظر الدكتور نويل، حيث وجد الباحثون في جامعة كاليفورنيا أنّ الأطفال والمراهقين الذين يعانون من السمنة المفرطة من الفئة العمرية بين 10 إلى 17 عاماً معرضون أكثر بمرتين للإصابة بثلاثة أمراض جسدية أو عقلية أو مرتبطة بالنمو، وأنّ حتى أولئك الذين يعانون من زيادة الوزن فقط يزيد خطر إصابتهم بها بنسبة 1.3% عن الأطفال ذوي الوزن الطبيعي.
وشدّد الدكتور نويل فيما يتعلّق بالمضاعفات الصحية الخطيرة المرتبطة بالسمنة عند الأطفال والمسلّم بها، على أنّ التدخل السريع لمعالجة هذا الأمر مهم جدّاً. ويتضمّن علاج السمنة عادةً تغييرات في النظام الغذائي ومستوى النشاط البدني. ومع ذلك، في بعض الحالات، إذا لم يؤدّي تغيير نمط الحياة والاستراتيجيات الأخرى المرتبطة بالتحكّم بالوزن إلى إنقاص الوزن على المدى الطويل، تكون جراحة علاج السمنة خياراً شائعاً يتزايد استخدامه لمعالجة السمنة المرضية لدى المراهقين.