الصيام مفيد جدًا لمرضى القلب باستثناء أصحاب الحالات الحرجة

أكد استشاري أمراض القلب والأوعية الدموية بمركز القلب في مستشفى دله الدكتور عبد العزيز محمد جمعة أن الصيام مفيد جدًا لمريض القلب باستثناء أصحاب الحالات الحرجة في الأيام الأولى بعد تركيب الدعامات وبعد التعرض لنوبات الشرايين التاجية الحادة او الجلطات الرئوية . وأشار الى أمراض القلب تتعدد ما بين إرتفاع ضغط الدم الشريانى وبين أمراض عضلة القلب وأمراض الصمامات القلبية وأمراض الشرايين التاجية ، وهي أكثر امراض القلب شيوعًا.

وقال الدكتور جمعة: "الصيام لا يؤثر بصورة سلبية على مرضى القلب الذين يتمتعون بحالة مستقرة، والذين لا يصابون بأعراض متكررة كآلام الصدر أو الصعوبة في التنفس، حيث إن الصيام يكون مفيداً لتلك الحالات لأنه يساعد على تقليل كميات الطعام الذي يتم تناوله، ويمثل الصيام فرصة للمدخنيين وحافزا" للتوقف عن التدخين ،وأن رمضان فرصة لو احسن المريض استغلالها للتعود على نظام صحى لتناول الطعام ، كما انا الاجواء الروحانية و الايمانية فى رمضان والتى تقلل من التوتر العصبى والقلق تسهم في تخفيف المخاطر الناجمة عن أمراض القلب وهو ما سينعكس إيجابياً على صحة مريض القلب".

وأشار الدكتور جمعة الى أن أمراض القلب والأوعية الدموية تؤدي إلى 22% من الوفيات في المملكة بناء على إحصائيات وزارة الصحة. وتحتل أمراض القلب ومضاعفاتها المركز الأول بين الأمراض المسببة للوفاة حول العالم. ويتوقع بحلول عام 2030 أن يقضي 23,3 مليون إنسان في العالم نحبهم في عام واحد جراء أمراض القلب والسكتة الدماغية.

وبين الدكتور جمعة بأن 26% من السعوديين يعانون من إرتفاع ضغط الدم، حيث يزيد ضغط الدم المرتفع من مخاطر تصلب الشرايين، فيما تلعب السمنة الزائدة دورًا مباشرًا في الإصابة بأمراض القلب عامة وتصلب الشرايين خاصة، وأن 50% من السعوديين يعانون من السمنة.

وعن الأسباب المؤدية الى الاصابة بأمراض القلب قال الدكتور جمعة " يمكن تلخيصها في ارتفاع مستويات الكوليسترول وترسبات دهون الدم بجدران الشرايين ، نتيجة الإكثار من تناول الأطعمة الدسمة التي تحتوي الشحوم الحيوانية، وخصوصا" الوجبات السريعة المشبعة بالدهون الضارة بالاضافة الى ارتفاع نسبة الملح بها (كلوريد الصوديوم ) وهو ضار جدا لمرضى ارتفاع ضغط الدم وهبوط عضلة القلب و النسبة الموجودة منة فى اللحوم المصنعة والوجبات السريعة اشد خطرا" .

وقلة الحركة وعدم ممارسة التمارين البدنية، والنوم بعد ملء المعدة، فهذه الأمور تؤدي إلى إجهاد عضلة القلب، مما يسبب حدوث النوبة القلبية، إلى جانب أنها تؤدي إلى عدم التمثيل الكامل للغذاء وتحويل الغذاء الى شحوم خصوصا" فى منطقة البطن وهى الاشد خطورة على القلب ، والإصابة بمرض السكري، ايضًا التدخين الذي يعد من أهم الأسباب المحفزة والمؤدية للإصابة بتصلب الشرايين، والتوتر والانفعالات العصبية والإجهاد الفكري المستمر.وكذلك العوامل الوراثية التي تلعب أيضا دورا مهما في الإصابة بالمرض خصوصا" فى المرضى صغار السن نسبيا".

وأوضح بأن الحفاظ على الوزن المثالى وتجنب زيادة الوزن والسمنة واحدا من أهم عوامل الحماية من أمراض القلب والأوعية الدموية وارتفاع ضغط الدم والسكري وبعض أنواع السرطانات. لذلك ينبغي الحد من تناول الأطعمة الغنية بالدهون والسكريات والسعرات الحرارية والملح، مع الانتظام في ممارسة النشاط البدني. والحفاظ على الوزن المعتدل، و الطعام المتوازن الغني بالخضار والفواكه والألياف، مع إجراء الفحوصات الدورية و الاسراع بمراجعة الطبيب المختص عند الشعور بالاعراض المنذرة للذبحة الصدرية واهمها الالم بمنطقة منتصف الصدر اواعلى البطن والتى تحدث مع الجهد البدنى او الانفعال و التوتر العصبى وتزول مع الراحة و غالبا ما تكون مصحوبة بعرق بارد غزير او غثيان وميل للقيئ مع تمدد الالم الى الذراعين وخصوصا" الايسر او منطقة الظهر المقابلة.

ونضح الدكتور جمعة الصائمين مرضى القلب خصوصا" و كذلك الاصحاء بتناول طعام الافطار بشكل متدرج وعلى مراحل كما ينصحهم بممارسة الرياضة بعد ساعتين من الافطار خلال شهر رمضان حتى لا يجهد القلب بعد امتلاء المعدة، والاستمرار في ممارسة الرياضة والنشاط البدني المنتظم – الحد الأدنى المقبول هو

المشي لمدة 30 دقيقة خمسة أيام في الأسبوع مشيًا سريعًا يشبه الهرولة كما في اثناء اداء مناسك الحج والعمرة ، وكلما زاد النشاط البدني تدريجيا" كلما كانت وقاية القلب أكبر ورفع للكفاءة القلبية والتنفسية.

تجدر الاشارة إلى أن مستشفى دلـّه يعمل على توفير أفضل خدمات الرعاية الصحية، التي تلبي احتياجات المجتمع السعودي بما يتوافق مع أعلى المعايير والإجراءات الدولية للرعاية الصحية. ويقدم مجموعة واسعة ومتكاملة من الخدمات الطبية على أيدي أخصائيين تتطابق مهاراتهم مع المعايير الطبية العالمية.