أكملت الأجهزة والقطاعات الحكومية والأهلية المعنية بشئون الحج والحجاج استعداداتها لتقديم خدماتها لضيوف الرحمن خلال موسم حج هذا العام وبدأت في تنفيذ خططها التي أعدتها بمتابعة وإشراف مباشر من صاحب السمو الملكي الأمير خالد الفيصل بن عبدالعزيز مستشار خادم الحرمين الشريفين أمير منطقة مكة المكرمة رئيس لجنة الحج المركزية، التي ركزت في خططها على تحقيق أرقى الخدمات لوفود الرحمن وتوفير الرعاية الشاملة لهم منذ وصولهم إلى هذه الديار المقدسة حتى مغادرتهم إلى أوطانهم بعد أدائهم لمناسكهم بكل يسر وسهولة وأمن واطمئنان.
وأكد سمو الأمير خالد الفيصل أن المملكة وجميع مؤسساتها الحكومية والأهلية تسخر جميع الإمكانات والتجهيزات لخدمة وراحة ضيوف الرحمن من داخل المملكة وخارجها، مؤكداً أن توجيهات خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز آل سعود -حفظه الله- تؤكد على بذل كل الجهود لتقديم أرقى الخدمات لضيوف الرحمن.. وقال سموه: إن المملكة قيادة وشعباً تتشرف أن تقدم كل ما لديها من إمكانات لخدمة ضيوف الرحمن، وهذه مناسبة والحمد الله أن شرفنا الله بأن نكون من سكان هذه البقعة وأننا خدام لهذا المكان ولا شيء أهم من خدمة الأراضي المقدسة وضيوفها. وفي هذا الشأن بدأت الرئاسة العامة لشئون المسجد الحرام والمسجد النبوي التي يقوم على تنفيذها في الحرمين الشريفين على مدار الساعة قرابة 15 ألف من القوى العاملة من الموظفين والموظفات الرسميين والموسميين والعمالة المكلفة بالنظافة والصيانة والتشغيل.
وأوضح معالي الرئيس العام لشئون المسجد الحرام والمسجد النبوي الشيخ الدكتور عبدالرحمن بن عبدالعزيز السديس أن الخطة تشتمل على خمسة محاور وهي المحور التوجيهي والإرشادي والتعليمي ومن أبرز ما يعنى به هذا المحور الإرشاد في الحرمين الشريفين الدورات العلمية المكثفة والدروس اليومية والأسبوعية في مختلف العلوم الشرعية واللغوية والتاريخية والقيام بالجوانب الإرشادية والتوجيهية لقاصدي الحرمين الشريفين لأداء عباداتهم على الوجه الشرعي, وتوفير هواتف الإفتاء المخصصة لإجابة السائلين عن أسئلتهم واستفساراتهم بواسطة عدد من أصحاب الفضيلة العلماء وترجمة خطب الحرمين الشريفين بعدة لغات وأيضاً ترجمة خطبة الجمعة بلغة الإشارة وتهيئة وتوفير الإعداد المناسبة من المصحف الشريف.
وأشار معاليه إلى أن الخطة تتضمن كذلك المحور الإعلامي والثقافي والتوعوي ومن أهم ما يعنى به هذا المحور إبراز الرسالة الإعلامية والثقافية للحرمين الشريفين بما يمكّن ضيوف الرحمن من الاطلاع على الجهود التي تبذلها الدولة -أيدها الله- في خدمة الحرمين الشريفين وقاصديهما وإطلاع الرأي العام على المنجزات التي تحققت في هذا المجال من خلال مشاركة وسائل الإعلام المختلفة لتغطية فعاليات الرئاسة والمشاركة فيها.
وأشار إلى أن من أبرز المشروعات المنفذة في المسجد الحرام التي ستتم الاستفادة منها خلال موسم الحج إن شاء الله التوسعة السعودية الثالثة، حيث ستتم الاستفادة من كامل الدور الأرضي والأول والدور الأول ميزانين الأول مع السلالم الكهربائية والمصاعد وبنسبة 100 %.
ونوه معالي الشيخ السديس بأن الرئاسة العامة لشئون المسجد الحرام والمسجد النبوي تعمل في إطار منظومة متكاملة مع عددٍ من الجهات الحكومية والخاصة لتنفيذ خطتها المتعلقة باستقبال الحجاج.. وأكد معاليه أن هذه الخدمات التي هيّأتها الرئاسة تأتي انطلاقًا من توجيهات خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز آل سعود وسمو ولي عهده الأمين وسمو ولي ولي العهد -حفظهم الله-, وبإشرافٍ مباشرٍ ومتابعة مستمرة من سمو أمير منطقة مكة المكرمة وسمو أمير منطقة المدينة المنورة.
واعتمدت أمانة العاصمة المقدسة خططها التشغيلية وبرامج عملها الخاصة بأعمال موسم حج عام 1436هـ، وانتهت من إعداد كوادرها البشرية وإمكانياتها الآلية ومعداتها وجميع الترتيبات الكفيلة بنجاح أداء الخطة خلال الموسم. وبيّن الدكتور البار أن ذلك يأتي بتوجيهات من خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز آل سعود وسمو ولي العهد -حفظهما الله- وبمتابعة وتوجيهات سمو أمير منطقة مكة المكرمة، حيث هيأت الأمانة جميع طاقاتها البشرية والمادية لخدمة ضيوف الرحمن.
وبالنسبة للمسالخ فقد تم إعداد خطة متكاملة لتنظيم مراقبة دخول الماشية وعدم تسربها إلى المشاعر المقدسة بطرق غير نظامية وقد تم وضع 57 مركزاً للمراقبة في أماكن مختلفة, وسيتم تكثيف الجولات الميدانية والرقابة البيطرية للكشف عن أي حالات وبائية بين الحيوانات لضمان سلامة اللحوم المقدمة للحجاج، كما يتم الإشراف على وحدات الذبح بالمشاعر المقدسة ومتابعة المقاول في عملية صيانتها وتنظيفها وتبلغ الطاقة الاستيعابية لتلك الوحدات ما يقارب 500 ألف رأس من المواشي.
من ناحيتها أكملت وزارة الصحة جميع الإجراءات والتجهيزات اللازمة لضمان سلامة الحجيج لموسم حج هذا العام وتقديم خدمات صحية على أعلى المستويات لضيوف الرحمن (وقائية وعلاجية وإسعافية) ابتداءً من منافذ الدخول للمملكة مروراً بمناطق الحج وصولاً للمشاعر المقدسة والمدينة المنورة وحتى مغادرتهم إلى ديارهم سالمين غانمين بإذن الله. حيث جرى تجهيز 25 مستشفى تبلغ سعتها السريرية 5250 سريراً منها 4200 سريراً للتنويم و500 سريراً عناية مركزة, و550 سريراً للطوارئ.
وهيأت الوزارة 155 مركزاً للرعاية الصحية الأولية دائماً وموسمياً لدعم هذه المستشفيات. وقد أكملت شرطة العاصمة المقدسة استعداداتها وجاهزيتها منذ وقت مبكر لاستقبال وفود الرحمن من حجاج بيت الله الحرام وذلك لتقديم أرقى الخدمات الأمنية والإنسانية لهم وتذليل أي صعوبات أو عقبات قد تعترضهم وتمكينهم بحول الله من أداء نسكهم وشعائرهم في جو من الطمأنينة والهدوء وبكل يسر وسهولة.
وأعدت شرطة العاصمة المقدسة خطتها الرئيسية الأمنية والمرورية والتي اعتمدها مدير شرطة العاصمة المقدسة والتي ارتكزت على محاور رئيسة هي: حفظ الأمن والنظام والحركة المرورية والحشود البشرية ومكافحة الظواهر السلبية وينبثق عنها خطط فرعية شاملة ومتكاملة يشارك في تنفيذها جميع منسوبي شرطة العاصمة المقدسة ضباطًا وأفرادًا وموظفين إضافة للدعم الذي تتلقاه الشرطة من الأمن العام بالقوى البشرية والآلية. وأوضحت المديرية العامة للدفاع المدني مشاركة 17600 رجل دفاع مدني يدعمهم 3800 آلية للحفاظ على سلامة ضيوف الرحمن في جميع أعمال الحج وباستخدام أحدث التقنيات في إدارة العمليات الميدانية بمشاركة فريق البحث والإنقاذ السعودي، ووحدات متخصصة في الإنقاذ بالمناطق الجبلية ووحدات مكافحة المواد الخطرة.