١٨ جمادى الثانية ١٤٤٦هـ - ١٩ ديسمبر ٢٠٢٤م
الاشتراك في النشرة البريدية
عين الرياض
الرعاية الصحية | الاثنين 28 سبتمبر, 2015 3:42 صباحاً |
مشاركة:

خلو الحج من الأمراض الوبائية والمحجرية

كشف وزير الصحة المهندس خالد الفالح عن ارتفاع عدد وفيات حادثة التدافع بمشعر منى الى 769 حالة وفاة نتيجة التدافع ووفاة 52 حاجا من المصابين فيما بلغ عدد المصابين في الحادثة 934 مصابا مشيرا الى انه لم يثبت وجود تعمد في الاصابات مشددا على ان هناك لجنة وجه بها سمو ولي العهد للتحقيق في الحادثة.

وأعلن الوزير الفالح سلامة الحجاج صحيا من الأمراض الوبائية والمحجرية وعدم تسجيل أي حالات لفيروس كورونا ولله الحمد.

جاء ذلك خلال المؤتمر الصحفي الذي عقده في مستشفى منى الطوارئ مع قيادات الوزارة بالحج، مساء البارحة حيث قال في كلمته: «

في البدء وباسم حكومة خادم الحرمين الشريفين، ونيابة عن كافة منسوبي وزارة الصحة، أكرر تعازينا الحارة لذوي المتوفين في حادث التدافع الذي وقع صباح يوم العاشر من ذي الحجة بمشعر مِنى وللأمة الاسلامية جمعاء. وأدعو الله العلي القدير أن يمن على المصابين في هذا الحادث بالشفاء العاجل، وكما تعلمون فقد صدرت توجيهات خادم الحرمين الشريفين- يحفظه الله- للتحقيق في أسباب وقوع حادث مِنى الأمر الذي سيوضح للجميع حقيقة ما حدث بعيدا عن التكهنات».

وأضاف «وكما قد أعلن فقد كان مجموع الحجاج الذين قدموا لأداء فريضة الحج أكثر من 1950.000 حاج, كما كان هناك مئات الآلاف من مقدمي الخدمات بما فيهم اكثر من 25.000 من مقدمي الخدمات الصحية في المشاعر المقدسة بالتنسيق مع القطاعات الصحية الأخرى لخدمة الحجيج».

وقال الوزير «ولكي يكون حديثي معكم شاملا ومستوفيا لما قد يدور في أذهانكم أود في هذه الكلمة أن أستعرض معكم التحديات الاستثنائية التي واجهناها في وزارة الصحة هذا العام، وقد كنا على أهبة الاستعداد لمواجهة انتشار أي وباء كما كنا متحفزين للاستجابة لحالات الطوارئ و كان أول هذه التحديات التي واجهتنا كما تعلمون هو حادث سقوط الرافعة المؤلم في الحرم المكي الشريف الذي حدث في السابع والعشرين من شهر ذي القعدة، أي قبل بدء مناسك الحج باثني عشر يوماً وقد بذلت وزارة الصحة جهودا مضاعفة للتعامل مع هذا الحادث ووفرت العناية الفائقة بكافة مستوياتها للمصابين وأثبتت جاهزيتها واستعداداتها من جميع النواحي للتعامل مع الحوادث المحتملة في الحج، مما أدى،- ولله الحمد-، إلى تمكين معظم المصابين من أداء نسكهم تنفيذاً لتوجيهات القيادة الرشيدة».

واكد الفالح بأن الحادث الأكبر الذي كدر صفو هذا الحج هو الناتج عن التدافع بمنى في صباح يوم العاشر من ذو الحجة، والتي أسفرت، حسب آخر الإحصاءات حتى الآن عن 769 متوفى و 934 مصابا، فقد تعاملت معها وزارة الصحة من اللحظة الأولى، بكل الإمكانات المتوفرة لمواجهة مثل هذه الحوادث. وقد استطعنا رفع درجة جاهزيتنا بسرعة مستفيدين من خبرتنا الأمر الذي مكننا، بحمد الله، من التعامل السريع والفعال برغم الأعداد الكبيرة للمتوفين والمصابين.

وأضاف « لقد تم أيها الإخوة، التعامل مع الحدث من قبل وزارة الصحة بكل مهنية بالتنسيق مع القطاعات الحكومية الاخرى. وسخرت الوزارة كل امكاناتها البشرية والفنية بكل احترافية لتحقيق الاستجابة الفورية حال الإبلاغ عن الحادث لتقليل الوفيات الناتجة عنه»، وشرح الفالح الخطوات التي اتخذتها الوزارة قائلا:

الخطوة الأولى هي تفعيل خطة الاستجابة للطواري ابتداءً من مركز القيادة والتحكم بمنى التي جمعت كل قيادات الوزارة المعنية للوقوف على الحادث وتفعيل خطة الطوارئ فورا من خلال هذا المركز الذي يعتبر مركزا للإنذار المبكر عند وقوع الكوارث والأزمات.الخطوة الثانية هي توجيه ونشر جميع فرق الطوارئ وسيارات الإسعاف ليباشروا الإصابات في موقع الحادث بالتنسيق مع كافة الجهات المعنية كالدفاع المدني والهلال الاحمر. حيث تواجد بالموقع اكثر من 250 طبيبا وممرضا ومسعفا لإجلاء الجرحى وعلاجهم ،كما تم استخدام سيارات الاسعاف الصغيرة المجهزة التي يزيد عددها على (55) سيارة سهلت لصغر حجمها الوصول إلى مكان الحادث رغم الازدحام، وأضاف معاليه أنه تم إرسال فرق اسعاف راجلة ( 98) لموقع الحادث حيث تمكنت هذه الفرق من تقديم الاسعافات الاولية للمصابين استعدادا لنقلهم الى المستشفيات المعنية باستقبال الجرحى، فيما تم تحويل أحد المخيمات القريبة من الحادث إلى مركز صحي ميداني متقدم للفرز الأولي للجرحى وعمل اللازم لهم قبل وصول فرق الاسعاف لنقلهم الى المستشفيات المتخصصة، واستطرد معاليه قائلا: في الوقت ذاته تم دعم المسشفيات المخصصة لاستقبال الحالات بالمزيد من الأطقم الطبية المتخصصة بما فيها الورديات الليلية وبعض المتطوعين من جميع مناطق المملكة، كما تم التنسيق مع القطاعات الصحية الاخرى كمستشفيات الحرس الوطني والقوات المسلحة والأمن العام والمستشفيات الجامعية لاستقبال بعض الحالات الحرجة وتوفير الدعم لنا بالطواقم الطبية، كما تم توفير ما يلزم من التجهيزات والإجراءات الطبية في المستشفيات وزيادة القدرة الاستيعابية للعناية المركزة وتفعيل خطط المختبرات وبنوك الدم ولمواجهة الحالات الطارئة الناتجة عن هذا الحادث أبان معاليه أنه تم اجلاء المرضى المنومين قبل الحادث والمستقرين صحيا من المستشفيات القريبة من الحادثة، وذلك لتخصيص طوارئ وأسرة تلك المستشفيات لاستقبال الجرحى، فيما تم توفير عدد من المروحيات وسيارات الإسعاف بالتنسيق مع الجهات المعنيه لنقل(353 حالة) مصابي الحالات الحرجة الى مسشفيات متخصصة خارج المشاعر المقدسة، وأشار المهندس الفالح الى أنه وخلال العشر الساعات الاولى للحادث تم تفعيل خط ساخن داخلي (الرقم 937) ودولي (00966112125552) للرد على الاستفسارات الخاصة بالحادث، حيث تم استقبال مالا يقل عن 1500 اتصال دولي ومحلي. « مؤكدأنه وبرغم الحادثتين المؤلمتين فإن سعة مستشفياتنا السريرية استطاعت الخدمات الصحية التعامل مع هذا الطارئ ولم تتأثر كثيرا حيث يوجد لدينا حالياً اجمالي 704 سرير تنويم شاغر و92 سرير عناية مركزة شاغر في المشاعر والعاصمة المقدسة بالرغم من هذا الحادث الجسيم والحالات المرضية الاعتيادية للحجاج والمقيمين من أصل 3000 سرير كانت متاحة قبل بداية موسم الحج» ،واوضح الفالح بأن حادث التدافع في منى حظي مباشرة وزارة الصحة له بالتعاون مع عدد من الجهات الحكومية التي تعاضدت جميعا لمواجهة هذا الحادث المؤسف ،وقال «فيما يتعلق بأمور الحج الصحية الأخرى أود ان أعلن للجميع وحتى هذه الساعة من يوم الثاني عشر من ذي الحجة، خلو موسم حج هذا العام (1436هـ ) من الأوبئة والأمراض المحجرية، وذلك وفقاً لواقع الاستقصاء الميداني وتقارير اللجان الصحية العاملة في الحج. وهذا لم يحدث جزافاً بل اثر خطة محكمة شملت تطبيق الاشتراطات الصحية على الحجاج القادمين من الخارج لتقليل وفادة الأمراض الوبائية، ومناظرة مايزيد على مليون و 300 الف من القادمين للحج عبر 15 مركزاً للمراقبة الصحية في المنافذ البرية والبحرية والجوية، وأشار معاليه: الى أن نسب الالتزام بتحصين الحمى الشوكية بلغ 91% و شلل الاطفال 99% والحمى الصفراء 96.5% بين حجاج الخارج، مضيفا أن الفِرَق الوقائية قامت بتقديم أكثر من 400 ألف جرعة من اللقاحات والعلاج الوقائي ضد الحمى الشوكية وشلل الأطفال في المنافذ.

أما في ما يخص التطعيمات عن الحمى الشوكية أبان الفالح بأن عدد المطعمين من حجاج الداخل بلغ 365338 والعاملين الصحيين 90%, والمطعمين ضد الأنفلونزا الموسمية 151365، وبلغت نسبة تغطية العاملين الصحيين في الحج 96% بمكة المكرمة و 85% في المدينة المنورة, وهذه أرقام قياسية مقارنة بالأعوام السابقة.

وكشف وزير الصحة بأنه تم لأول مرة تفعيل نظام الرصد المبكر (حصن) في كافة مستشفيات الوزارة, والقطاعات الصحية الأخرى للإبلاغ عن الحالات الوبائية المشتبه بها اثناء فترة الحج مما ساعد في سرعة الاستجابة للتفاعل مع تلك الحالات و كان هناك 74 من حالات الانفلونزا الموسمية H1N1 وبالتحديد بين الحجاج الا إنها كانت حالات متفرقة ولا يوجد رابط وبائي بينها مؤكدا بأن لم تسجل اي حالة لمرض الحمى الشوكية النيسيرية او الكوليرا بين الحجاج ولله الحمد. واستعرض المهندس الفالح مسارات أعمال فرق الصحة العامة والتي شملت: تنشيط برامج التوعية الصحية بثماني لغات ‘ وبرنامج الاستقصاء الوبائي وصحة البيئة لمراقبة الأطعمة والمياه، منعاً لحدوث تسمم غذائي، وذلك بالتنسيق مع الجهات الاخرى وبالأخص الأمانات والبلديات. وكذلك تطبيق آليات صارمة لتنفيذ سياسات مكافحة العدوى في المرافق الصحية في كافة مناطق الحج, وتكليف فرق مكافحة العدوى بالمراقبة الدورية على هذه المرافق.

وفي ما يخص متلازمة الشرق الأوسط (كورونا) قال الفالح: « على الرغم من مرور ثلاثة مواسم حج سابقة لم يحصل فيها أي إصابة للكورونا بين الحجيج الا أن حالة التأهب التي كانت عالية جدا بسبب حدوث فاشية للكورونا في أحد مستشفيات الرياض سبقت موسم حج هذا العام بفترة وجيزة مما أوجب علينا اتخاذ إجراءات احترازية إضافية» ،منها منع دخول الابل الى مناطق الحج ،حيث قامت فرق وزارتي الزراعة والشؤون البلدية والقروية مشكورة بتنفيذ منع دخول الابل وتولت فرق امانة العاصمة المقدسة الاشراف على المسالخ والتأكد من تنفيذ التوصيات وأيضا منع المخالطين من حضور موسم الحج.

بالنسبة للوضع الوبائي حتى صباح امس أكد الوزير أنه تم فحص 1043 عينة من الحجاج لفيروس كورونا و كلها كانت سلبية والحمد لله و لم تضطر الوزارة الى نقل اي حالة خارج المشاعر المقدسة بسبب الاشتباه في كورونا وكان ذلك نتيجة الإجراءات الصارمة التي اتخذت لمنع الحالات الأولوية وأيضا التقيد بإجراءات الفرز التنفسي في الطوارئ والتزام العاملين بها بناء على تقارير مكافحة العدوى.

من جهة ثانية، ووفقًاً للتقارير والإحصاءات الصحية، فقد قدمت مرافق وزارة الصحة، منذ بداية الموسم حتى الآن، العديد من الخدمات لما يزيد على ( 405.542)مراجع من حجاج بيت الله الحرام، وعلى سبيل المثال لا الحصر، فقد استقبلت المراكز الصحية والعيادات الخارجية بالمستشفيات (386072) حاج ،فيما راجع طوارئ المستشفيات ما يقارب (405542) حاج ، وزاد عدد المنومين في المستشفيات عن (1115) حاج، فيما بلغ عدد ضربات الشمس مايقارب(607 حالة ) وبلغت عدد حالات الاجهاد الحراري مايقارب( 885 حالة)، وكان هناك 5 حالات ولادة ،كما تم توفير 19.472 وحدة من الدم ومشتقاته في بداية الحج من جميع الفصائل تم استهلاك 7% منها فقط. كما تم في مجال المختبرات والسموم والكيمياء الشرعية الكشف عن المؤثرات العقلية لسائقي حافلات نقل الحجاج بالتنسيق مع ادارة مكافحة المخدرات لعدد 6103 سائق من الفترة 1/11 الى 10/12 تم استبعاد 22 سائقا، كما شهد موسم حج هذا العام إجراء (22) عملية قلب مفتوح، و (668) عملية قسطرة قلبية، (2213) جلسة غسيل كلى، و31 عملية مناظير جهاز هضمي واختتم الفالح كلمته بقوله «أود أن أؤكد على أن جهود وزارة الصحة مستمرة إلى هذه اللحظة لتقديم كل العناية الطبية لضيوف بيت الله الحرام. وتجري حاليا، على أعلى المستويات، دراسة وقائع حادث التدافع بمنى لاستخلاص التجارب التي نستطيع الاستفادة منها للتصدي مثل هذه الحوادث الاليمة وتحسين الاستجابة وتقليل الإصابات عند وقوعها مستقبلا لاقدر الله».

مشاركة:
طباعة
اكتب تعليقك
إضافة إلى عين الرياض
أخبار متعلقة
الأخبار المفضلة