كشفت أحدى الشركات الرائده في منع الهجمات الالكترونيه عن مجموعة من البرامج الإعلانية الخبيثة سريعة الانتشار والتي تؤدي إلى السيطرة الكاملة على جهاز الأندرويد الخاص بالمستخدم . وقامت بتصميم هذا الهجوم شركة لترويج تطبيقات الهواتف المتنقلة تدعى (NGE Mobi/Xinyinhe) التي تزعم أن رأسمالها يزيد عن 100 مليون دولار أمريكي، ولها مكاتب في الصين وسنغافورة.
ويستخدم هذا البرنامج الإعلاني الخبيث تقنيات جديدة للمحافظة على استمرارية نشاطه والتعتيم على ذلك النشاط، بما في ذلك تثبيت خدماته على مستوى نظام التشغيل، وتعديل سيناريو استرجاع البيانات الذي يتم تنفيذهفي بداية عملية التشغيل، وحتى القيام بخداع المستخدم ليتم تثبيت التطبيق الإعلاني التلقائي على جهازه. وقد لوحظ توزيع أكثر من 300 إصدار خبيث وغير قانوني من تطبيقات أندرويد، بما في ذلك أمازون (Amazon)، وميموري بوستر (Memory Booster)، وكلين ماستر (Clean Master)، وبوب بيرد (PopBird)، و(واي تي دي) (YTD) لتنزيل أفلام الفيديو، وتطبيق مصباح الإضاءة (Flashlight). يزداد نطاق العدوى الخبيثة انتشارا حتى الآن، مع وقوع ضحايا من أكثر من 26 دولة في أربع قارات بعد أن أصيبت أجهزتهم بالعدوى. لقد أصاب البرنامج الإعلاني الخبيث 20 إصدارا مختلفا من الأندرويد، بدءا من الإصدار رقم 2.3.4 حتى الإصدار رقم 5.1.1، أي ما يشمل جميع إصدارات الأندرويد تقريبا.
يعيد المهاجمون تصميم التطبيقات الشائعة وزرع الفيروسات الخبيثة مع عناصر إعلانية داخل تلك التطبيقات، وبعد توزيعها على هواتف الضحايا، تحرر البرمجيات الخبيثة نفسها وتطلق مكوناتها الخبيثة مع العناصر العادية للتطبيقات المعاد تصميمها، وبمجرد أن تتولى تلك التطبيقات السيطرة الكاملة على الهواتف، يتمكن المهاجمون من استخدام هواتف الضحايا لأي غرض يرغبون به. ويسمح التطبيق للمهاجم أن يتحايل على معلومات الدخول ومن ثم الحصول على إذن للوصول إلى نظام التشغيل. يمكن لأي مهاجمين آخرين استهداف نفس الهواتف والسيطرة عليها أو إلحاق ضرر دائم بها.
أظهرت الدراسات التي أجرتها شركة "فاير آي" على هذه التطبيقات أنه يتم نشرها عبر قنوات عديدة، وأن القناة الرئيسية التي يتم النشر من خلالها هي الشبكة الإعلانية التعاونية العملاقة التي تشارك فيها شركة (Xinyinhe) (حيث يقوم البائعون المعلنون بترويج الخدمات والمنتجات لصالح بعضهم البعض من خلال تلك الشبكة)، كما ولوحظ وجود بعض من تلك الإعلانات على شبكات التواصل الاجتماعي الشهيرة مثل الفيسبوك وتويتر. وتم اكتشاف رمز مكون من حروف صينية مفردة بعد إجراء تحليل دقيق لعمليات الهجوم، مما يشير إلى تورط إحدى الشركات الصينية في تلك الهجمات.
وينتشر هذا الهجوم في جميع أنحاء العالم، ومن المرجح أن إحدى الشركات الصينية تقوم بتنظيمه والإعداد له. وننصح المستخدمين أن يقوموا بحماية أنفسهم بعدم الدخول أبدا على الروابط المشبوهة التي تصل إليهم عبر البريد الإلكتروني أو الرسائل النصية القصيرة (SMS) أو المواقع الالكترونية أو الإعلانات، وعدم القيام بتثبيت تطبيقات على أجهزتهم يكون قد تم الحصول عليها من أي مكان بخلاف المتجر الرسمي للتطبيقات، كما أن الاستمرار في تحديث أنظمة أجهزة الأندرويد من شأنه أن يوفر بعض الوسائل الأمنية أيضا. ومن المحتمل كذلك أن يكون أي مستخدم من المتضررين قد قام بكشف بيانات الدخول الخاصة به عن غير قصد عند الحصول على بعض الخدمات عبر شبكة الإنترنت. ويستحسن أن يقوم هؤلاء المستخدمين بتغيير كلمات المرور الخاصة بهم عند الحصول على أي خدمات على شبكة الانترنت مثل اي تيونز (iTunes)، والخدمات المصرفية عبر الإنترنت، والبريد الإلكتروني، والحسابات الخاصة بأعمالهم.