خلال حلقة نقاش عقدت اليوم بإدارة مدير أبحاث إنترنت الأشياء في الشرق الأوسط وإفريقيا لدى شركة آي دي سي، حددت سيسكو وجي بي إم أهم الخطوات الأساسية التي يتعين على المؤسسات في الشرق الأوسط اتخاذها من أجل التحول الرقمي الكامل للاستفادة من كل ما توفره حقبة إنترنت الأشياء.
وبحسب آي دي سي، فإن إنترنت الأشياء جانب من أي نقاش يخص الأعمال، بينما يقود التحول الرقمي مساعي تحقيق الكفاءة التشغيلية وزيادة إنتاجية الموظفين وتحقيق ولاء أكبر من جانب العملاء وإيجاد مصادر جديدة للإيرادات. ومع تسارع التحول الرقمي فإن التقنيات المتطورة ستساهم في زيادة إجمالي ناتج الدخل القومي للبلاد وتقليل الإنفاق على إيجاد الوظائف، فيما تسمح للحكومات في تعزيز امتداد الخدمات العامة وتعزيز أثرها من خلال تحويل الأفكار إلى أفعال، وستسمح لمجموعات جديدة ومتنوعة من رواد الأعمال ببناء الأعمال التي ترسم مستقبل العالم فيما تحقق مزيداً من الفرص للتعليم والمهن القائمة على التقنية. ونتيجة لذلك، فإنه سيضمن للدول تنافسية أكبر على الصعيد الدولي، وسيكون وجود المنظومة الرقمية المناسبة متطلباً أساسياً لتحقيق أي من تلك الأمور.
سيسكو تكشف عن استراتيجيتها لتسارع التحول الرقمي في الدول
تعدّ استراتيجية سيسكو لتسارع التحول الرقمي في الدول CDA التزاماً طويل الأمد تجاه شراكة مع القيادة الوطنية وقطاعات الأعمال والمؤسسات الأكاديمية لتحقيق نتائج فعلية بسرعة وكفاءة أكبر. فهي تهدف إلى تسريع سير جدول أعمال التحول الرقمي في الدولة لتساهم في تنمية إجمالي ناتج الدخل القومي وخلق فرص عمل جديدة والاستثمار في منظومة الابتكار المستدام في القطاعين العام والخاص.
تقوم تلك الاستراتيجية على 5 محاور رئيسية لدعم التحول الرقمي الناجح:
لإيجاد قوة عمل تتمتع بتعليم أفضل ودعمها بأحدث التقنيات والممارسات، ومنها إنترنت الأشياء، لتكون قادرة على قيادة التحول الرقمي. يحظى برنامج أكاديمية سيسكو للتواصل الشبكي في الشرق الأوسط حالياً بمشاركة 684 أكاديمية للتواصل و 65,785 طالباً (خلال 12 شهراً الماضية) في دول المنطقة. وقد شهدت منطقة الشرق الأوسط أعلى نسبة من الطالبات بين طلاب أكاديميات التواصل، إذ بلغت نسبتهن 32 بالمائة مقارنة مع 19 بالمائة عالمياً. وتضم المملكة العربية السعودية أعلى عدد من الطلاب في الشرق الأوسط، إذ بلغ عددهم 17,142 طالباً - 37 بالمائة منهم من الإناث. أما النسبة الأعلى من الطالبات الإناث فسجلت في سلطنة عُمان بواقع 57 بالمائة وفي الإمارات العربية المتحدة بواقع 56 بالمائة.
ستعمل سيسكو مع الجهات المختصة بالمشاريع الرأسمالية على المستوى الداخلي والوطني والعالمي لتوفير التمويل متعدد المراحل للتقنيات العالمية. فقد أعلنت سيسكو العام الماضي عن استثمار 6 مليون دولار في "صندوق البادية" لدعم الابتكار المبكر في مجال الإنترنت والأجهزة المتحركة وتقنيات وخدمات الرعاية الصحية والتجارة الإلكترونية والإنترنت الاستهلاكي وخدمات الإعلام الرقمي في الأردن. يمثل الاستثمار أول دفعة من التزام استثماري بقيمة 10 مليون دولار، أعلنت عنه سيسكو في مايو 2011 بهدف دعم الشركات الصغيرة التي تقدم المنتجات والخدمات والحلول المبتكرة.
تمتلك سيسكو 19,000 براءة اختراع، منها 7000 في مجال ابتكار البرمجيات. كما يعمل لديها 25,000 مهندساً وتستثمر 6.3 مليار دولار في البحث والتطوير.
عبر شراكة سيسكو لتسارع التحول الرقمي، يمكن للشركات الجديدة والقائمة الحصول على فرص الوصول والتصدير إلى أسواق عالمية من خلال قنوات سيسكو العالمية للتوزيع.
إقامة بنية تحتية تمنح المواطنين إمكانية الحصول على أفضل خدمات الرعاية الصحية والمدن والتعليم والترفيه والكثير من المجالات الأخرى - وكل ذلك في بيئة عالية الأمن.
تشارك سيسكو حالياً في العديد من مشاريع المدن الذكية حول العالم - منها في الإمارات:
جي بي إم تؤكد الدور الحيوي للأمن في التحول الرقمي
ففي ظل المشاكل الأمنية التي تحيط بالإنترنت حالياً، فإنها تمثل الأولوية الأولى في الحقبة الرقمية، لتدرك المزيد من المؤسسات في الشرق الأوسط قيمة تبني حلول أمنية شاملة تتسم بالانتشار الذي يتمتع به ربط كل شيء بالإنترنت. فحلول الأمن الإلكتروني يجب أن لا تقتصر على حماية الشركات والأجهزة، بل تمتد إلى التطبيقات والبيانات أيضاً. ومن المهم إجراء التحقق القائم على الهوية للأجهزة والمستخدمين لتأمين التطبيقات والبيانات في البنية السحابية أو المتنقلة.
فالأمن موضوع نقاش بالغ الأهمية بين المؤسسات والهيئات الحكومية، وفيما يستمر تطور تلك النقاشات فإن من الأهمية بمكان الإشارة إلى وجود تهديدات تحيط حالياً بالعمليات التي تتسم بالذكاء والكفاءة. وفي الإصدار الرابع من دراسة جي بي إم السنوية للأمن، تركز الشركة على توعية وجاهزية المسؤولين في المنطقة للتعامل مع تلك التحديات الأمنية.
استطلعت دراسة جي بي إم السنوية آراء 500 خبير في تقنية المعلومات ممن يعملون في الإمارات العربية المتحدة وقطر وعُمان والكويت والبحرين. ومن أبرز مخرجات الدراسة ما تبين من نقص في الوعي بالقوانين والأنظمة المتعلقة بالأمن الإلكتروني لدى المشاركين في الدول الخليجية المذكورة - حيث قال 80 بالمائة أنهم لا يعرفون قوانين الأمن الإلكتروني في بلدهم. كما أظهرت الدراسة ارتفاع معدل الخرق الأمني في دول الخليج العربية، إذ عرف واحد من بين كل خمسة مشاركين عن انتهاك للخصوصية خلال الأشهر الاثني عشرة الماضية، إلا أن السلوكيات تغيرت بشكل طفيف في ضوء ازدياد تلك الحالات.
كما بينت الدراسة أن 80 بالمائة من المسؤولين يستخدمون أجهزتهم المتحركة الشخصية لأغراض العمل والاستعمال الشخصي، إلا أن 10 بالمائة منهم فقط يطبقون الإجراءات الأمنية الملائمة. وفي الوقت ذاته، قال 50 بالمائة من المشاركين في الدراسة أنهم يستخدمون نوعاً واحداً فقط من الإجراءات الأمنية للوصول إلى البيانات على أجهزتهم المتحركة، وهي بشكل عام إما كلمة مرور أو رمز تعريف شخصي PIN.
في هذا الصدد قال السيد ربيع دبوسي، المدير العام لدى سيسكو الإمارات: " فيما ننتقل إلى مرحلة من التحول الرقمي الكامل، حيث تبدأ التقنية بربط كل شيء - بما فيه الأشخاص والعمليات والبيانات بالأشياء ، تحتاج الدول والمؤسسات على السواء إلى إعادة التفكير في كيفية التعامل مع بنية تحتية وطنية على نطاق ضخم. فالتحول الرقمي يعد بإحداث أثر إيجابي مستدام على كل جوانب المجتمع، بينما يتركز محور التحول الرقمي في دولة ما حول تخطيط وبناء منظومة مستقبلية ومتطورة لشبكة تقنية المعلومات، تسمح بمزيد من الاتصال والإنتاجية والأمن لدعم ذلك الأثر الإيجابي."
وقال السيد هاني نوفل، نائب الرئيس لحلول الشبكات الذكية لدى جي بي إم: "نفخر بشراكتنا مع سيسكو لتوفير الحلول الآمنة لإنترنت الأشياء. فحماية العمليات المؤسسية في ظل تطور التحول الرقمي ونمو إنترنت الأشياء سيتيح لعملائنا مزيداً من النمو، فيما يعتبر الأمن أحد أهم أسس تمكين إنترنت الأشياء. على الرغم من إحراز تقدم ملموس في الوعي على الصعيد العالمي، فلا زلنا بحاجة إلى جهود جماعية أكبر كما تظهر شراكتنا مع سيسكو. نمتلك سجلاً عريقاً من النجاح في القيادة، كما أننا من أوائل المستثمرين في مجال إنترنت الأشياء مما يدفعنا إلى تأكيد التزامنا المتجدد تجاه نجاح عملائنا. فالمستقبل ذو طابع رقمي، وعلينا الحرص على تطبيق الإجراءات الأمنية المناسبة لتتمكن الهيئات الحكومية والمؤسسات والشعوب عموماً من الشعور بالأمان في استخدام التقنيات التي يمكن أن تضيف قيمة إلى أعمالهم وحياتهم الشخصية."
من جانبه قال باول بلاك، مدير أبحاث إنترنت الأشياء للشرق الأوسط وإفريقيا لدى آي دي سي: " سيعمل إنترنت الأشياء على صياغة أسلوب العمل لدى المؤسسات حول العالم خلال السنوات الثلاثة المقبلة. فمن المتوقع أن تنفق المؤسسات في الشرق الأوسط وإفريقيا على تطبيقات ومشاريع إنترنت الأشياء أكثر من نظيراتها العالمية بحلول العام 2018. ففي الشرق الأوسط، يتوقع ارتفاع إنفاق المؤسسات على إنترنت الأشياء بنسبة 22 بالمائة بين عامي 2013 و 2018 مقارنة مع معدل عالمي قدره 18 بالمائة. كما أن شراكات القطاعين العام والخاص مرشحة للعب دور حيوي في رسم ملامح نمو أعمال إنترنت الأشياء، وسيكون على دول الشرق الأوسط الاستفادة من تلك الشراكات في دعم جدول أعمالها للتحول الرقمي."