تناولت ندوة في ملتقى الأدب ضمن فعاليات معرض الشارقة الدولي للكتاب الرابع والثلاثين، بعنوان "الرابحون"، تجربة التحول من عالم المال والأعمال إلى عالم الكتابة الأدبية، والجمع بينهما، شارك فيها الكاتب الباكستاني، ريحان خان، والكاتب والمهندس المصري هشام الخشن، والكاتب الهندي أشيش جيسوال، وتميزت الندوة التي أدارتها سارة المرزوقي بطابع الجلسة الحوارية.
وفي التفاصيل، قال ريحان خان: أنا أفترض بأن لدي 3 مهن، حيث أُدرّس وأكتب وأعمل من أجل لقمة عيشي وعيش عائلتي، لافتاً إلى ضرورة حسن إدارة الوقت وتوزيعه بين تلك المهمات، خصوصاً أن العمل الإبداعي يحتاج إلى المزيد من الجهد والوقت، مشيراً إلى أن الوقت هو الشيء الوحيد الذي نتحكم به وننظمه.
وأوضح أن الإبداع والابتكار هما هبة بشرية، ومن الممكن تحسينها من خلال الممارسة، فإن كان لديك 3 مواهب مثلاً، فيفترض أن تتعلم من كل واحدة منها، وهذا الأمر يتوقف على مدى ممارستك لها. ولفت إلى أهمية التجربة التفاعلية للكاتب والقارئ، بمعنى لا بد من تواصل وتفاعل ما بينهما، وأن يقترب الكاتب والمبدع من عالم القارئ ويجوب خياله، وضرورة الابتعاد عن حالات الاكتئاب، خصوصاً في سن معنية، حيث ما يجب أن نفعله هو محاولة الشعور أكثر بالإيجابية والتفاؤل.
ومن جانبه، قال هشام الخشن، ما زلت أعتبر نفسي كاتباً بالصدفة، لكني قارئ نهم، وما قصة دخولي عالم الكتابة إلا من خلال عوامل تشجيعية عدة، من بينها وجود ناشر كبير ساهم في الكشف عن تلك الموهبة، والتشجيع العائلي، ومثل هذه العوامل، خصوصاً الناشر الذي شجعني على الاستمرار في الكتابة بعد روايتي الأولى، لافتاً إلى أن الفضاء في عالم الكتابة مفتوح ومتاح للجيمع في ظل توافر الرغبة والعزيمة، ولفت إلى أن لديه عمل قصصي مشترك مع كاتبة، هي أيضاً جاءت من عالم الأعمال والعمل، فهي طبيبة أسنان، لكن هذا العمل المشترك أنتج 14 قصة، مشتركة، 7 قصص لكل منهما، حملت ردوداً وتناقضاً وتكاملاً وحواراً بينهما، وهي تجربة ثرية وفق تعبيره.
ومن جانبه، قال أشيش جيسوال، إن متابعة المعرفة هو أساس ما أكتب عنه، وأعتقد أن التعليم هو جوهر أعمالي، وقد بدأت الكتابة والنشر لأول رواية طرحت تساؤلات وجودية عدة، وكان هناك أسئلة محيّرة، فتفرغت للحديث عن بعض تلك الأسئلة الوجودية في قالب قصصي، ومن ثم في مرحلة لاحقة كتبت كتاباً أكاديمياً. وتابع: إن الكتابة مهمة جداً، والتعليم مسألة مهمة، حيث تساهم في صياغة الشخصية الإبداعية، كما أن الكتابة تساعدني في ترجمة أفكاري ورؤيتي المستقبلية حول التعليم والتدريس. ولفت إلى أن الكتابة هي أداة ووسيط، أنظر إليها من خلال منظار العلم والمعرفة، وقد تبدو الكتابة مختلفة عن التعليم، لكني أرغب في التعليم أكثر، وأحب أن أوصل تعليمي ومشاطرتي ذلك مع طلبتي.
وأشار إلى أنه كتب باللغة الإنجليزية لأسباب تتعلق بنشأته وتعلمه في مدرسة تُعلم طلبتها باللغة الإنجليزية، وليس باللغة الهندية، وكذلك لتوقعات أولية بأن الكتابة باللغة الإنجليزية ستتيح له فرصة أكبر من الانتشار والحضور العالمي. لافتاً إلى صعوبات التفكير عند الكتابة، حيث سيكتب بالإنجليزية ويفكر بالهندية، خصوصاً في المراحل الأولى من تجربة الكتابة.