١٧ جمادى الأولى ١٤٤٦هـ - ١٨ نوفمبر ٢٠٢٤م
الاشتراك في النشرة البريدية
عين الرياض
الثقافة والتعليم | الخميس 12 نوفمبر, 2015 3:06 مساءً |
مشاركة:

معرض الشارقة الدولي للكتاب يبحث غياب النقد العربي عن المشهد العالمي

ضمن سلسلة ندواته الثقافية والأدبية التي يُقيمها معرض الشارقة الدولي للكتاب، شهد ملتقى الكتاب أمس الاول ندوة بعنوان" النقد العربي.. غياب أم تغييب؟" ناقشت غياب النقد العربي عن المشهد العالمي ودوره الباهت في الإسهام في إيجاد نظريات جديدة، قدمها الكاتب والناقد العربي الدكتور محمد برادة، وأدارها الباحث والكاتب الإماراتي علي العبدان.

 

وفي بداية حديثه قال على العبدان: " النقد هو أسلوب حياة وفطرة إنسانية ويبدأ من التذوق، وهو عملية تحليل المقروء والتفاعل معه وإعادة تكوينه، بهدف الإتيان بمفاهيم جديدة، وهو يحتاج إلى خيال واسع، وهذه الندوة نخصصها للبحث في حال النقد العربي في الآداب والفنون، من كتابة ومسرح وموسيقى وغيرها، وقبل دخولنا في هذا النقاش نؤكد على أنه عندما نبحث في هذا الموضوع فإننا نصطدم بمفهومي الأصالة والمعاصرة، فالنقد العربي في تعاطيه وتحليله وتقييمه للإصدارات الأدبية العربية، لا يستخدم سوى الأدوات الغربية، ولا يعايش الواقع العربي الذي يختلف في مكوناته عن الواقع الغربي، الذي يحتاج إلى أدوات خاصة تلائمه".

 

ومن جانبه قال الدكتور محمد برادة:" على الرغم من إختلاف أشكال وطرائق النقد إلا أنه موجود، ففي العصر الجاهلي مثلاً كان النقد ينبني على تقويم البيت الواحد وتشبيه المتميز، وفي العصور الحديثة تحول من التركيز على الخطاب الجمالي إلى ساحة الخطابات الدينية والسياسية والايديولوجية العامة، التي تُنظم حياة كل مجتمع من المجتمعات الإنسانية، ومن هنا فعندما نتحدث عن النقد لابد من ربط هذا المفهوم بالحقل الأدبي، فالأدب ليس ثابت بل هو يتغير وفقاً لمعطيات الواقع وتبعاً لذلك ينبغي أن تتغير معه أساليب النقد".

 

وأشار برادة إلى أن مجموع العوامل في مجتمعات عربية مقسمة وفاقدة للبوصلة، جعلت الأدب ينقسم ما بين النخبة والعامة، والمحافظين والليبراليين، وفي كثير من الأحيان يصطدم بهوية محافظة على الأصول ولا تستجيب للمتغيرات، وهو ما جعلنا  في كثير من الأحيان وللهرب من هذا الواقع نجتهد كثيراً في صنع مصطلحات ومفاهيم ترفع من مكانة الماضي وتبالغ في الاعتزاز به، في تجاهل واضح للمستقبل".

 

وقال برادة: "شهد النقد الأدبي العربي ازدهاراً كبيراً في عهد طه حسين، ومحمود عباس العقاد، لأن تلك الفترة جاءت في سياق اجتماعي وثقافي يتسم بالاجماع، وينطلق من هدف واحد وهو محاربة الاستعمار الذي صنع تضامناً جماعياً، وهذه الحيثيات احتفلت بالأدب في إطار المضمون أكثر من الجوانب الجمالية، إلى أن جاءت حقبة ما بعد الاستقلال والتي أصبح فيها الصراع الاجتماعي حقيقة لا مناص منها، وبعد ذلك أخذت الأساليب والمناهج النقدية  في التعدد".

 

 وأضاف برادة: " وعندما انهزمت الجيوش العربية في حرب 1967، شهدنا عملية فك ارتباط مابين الأدب والمؤسسات الرسمية، وأدرك معظم الأدباء أن المراهنة على الإجماع الوطني لن تؤدي إلى نهضة حقيقية، ونتيجة لذلك فضلوا الإنزواء نحو أعمالهم الأدبية وآمنوا بقوتها هي فقط، وأعتنوا بمكوناتها الشكلية والجمالية، ولم يدعوا إلى تعبئة مباشرة، بل ركزوا فقط على التأثير الذي يحدث للقارئ من خلال قرأته للنص الأدبي، وقد حقق لأدب في ذلك العصر ميزة آخرى هي ميزة الدخول إلى جميع الفضاءات التي كانت محرمة وممنوعة في السابق كالسياسة والدين وغيرهما".

 

 وحول الإشكالات التي تحدث مابين الناقد والأديب أكد برادة على أنه ومع قدوم كل جيل جديد يشهد العالم صناعة أدباً جديداً، وينعكس ذلك جمالياً وتقنياً على كتابات الأدباء، ومن هنا ينبغي على الناقد ألا يحاكم هذه الأعمال بمعايير وأساليب الماضي، فلابد له من ايجاد مفاهيم وأدوات جديدة تتماشى مع هذه التغيرات والتطورات".

مشاركة:
طباعة
اكتب تعليقك
إضافة إلى عين الرياض
أخبار متعلقة
الأخبار المفضلة