أكد وزير البترول والثروة المعدنية المهندس علي النعيمي تفاؤل المملكة بعودة الاستقرار للسوق البترولية الدولية، وتحسُّن الأسعار، وتعاون الدول المنتجة الرئيسة. مبيناً أن دور المكسيك والمملكة في تحقيق هذا الهدف له أهمية خاصة في الماضي والحاضر والمستقبل. وقال الوزير أمام رئيس جمهورية المكسيك انريكي بينا نيتو في مقر منتدى الطاقة الدولي بالرياض أمس: إن سوق النفط الدولية تمر بفترة عدم استقرار ملحوظ لأكثر من اثني عشر شهراً مضت، وقد مرت السوق خلال تاريخها الطويل بفترات عدم استقرار، وتقلبات حادة في الأسعار، ودورات بترولية واقتصادية، وهذه إحداها. مشيراً إلى أن عوامل السوق وتعاون الدول المنتجة يقودان دائماً إلى عودة الاستقرار، إلا أن تحقيق هذا يحتاج إلى بعض الوقت. وأضاف الوزير: تربط المملكة بجمهورية المكسيك علاقات وثيقة، ليس في الشأن البترولي فحسب، وإنما في مختلف الجوانب، السياسية والاقتصادية والثقافية، وحتى الاجتماعية، إلا أن طموحات بلدينا هي استمرار تقوية هذه العلاقات، وتوسعتها.
وفي الجانب البترولي فإن بلدَيْنا تمتلكان ثروات كبيرة من الزيت والغاز، وهما بلدان منتجان رئيسان ومؤثران في العالم لعشرات العقود، ولدى المكسيك والمملكة صناعة بترولية وطنية قوية، ومتجددة، ومشاريع مستقبلية طموحة، وتعاون ثنائي ودولي كبير، وفاعل.. فعندما انهارت أسعار البترول عام 1998م عملت المملكة مع المكسيك يداً بيد لعودة الاستقرار للسوق، وتحسُّن الأسعار.. لقد كانت البداية صعبة، وتم عقد أول اجتماع سعودي فنزويلي مكسيكي في الرياض في مارس 1998م، واستمر التنسيق خلال بقية ذلك العام، والعام التالي، شهراً بشهر، وأسبوعاً بأسبوع.. وقد استطعنا إيجاد تضامن وتعاون من دول الأوبك، وبعض الدول من خارجها، وحل المشاكل العالقة آنذاك، حتى استطعنا منتصف 1999م التخلص من فائض العرض والمخزون، وإعادة التوازن للسوق؛ وبالتالي تحسُّن الأسعار لصالح المنتجين والمستهلكين كافة.
لقد كان تعاوناً مثالياً ورائعاً بنتائجه الإيجابية على الدول المنتجة للبترول، وعلى الصناعة البترولية.. وقد استمر تعاوننا وتنسيقنا المباشر بخصوص السوق البترولية الدولية حتى اليوم.
وبجانب هذا، فإن هناك مجالات أخرى مهمة لتعاون بلدَيْنا في مجال البترول والصناعات اللاحقة، فكل من بلدَيْنا لديه موارد بترولية كبيرة، مكتشفة وغير مكتشفة، وكل من بلدَيْنا لديه شركات بترولية وطنة عملاقة، كشركة بيماكس وشركة أرامكو، وكل من بلدَيْنا لديه طاقات فنية بشرية مؤهلة ومتميزة، وصناعات وخدمات مساندة لإنتاج البترول؛ ما يفتح مجالات أكثر للتعاون الفني والاستثماري في مجالات البترول والصناعات المرتبطة به.
وأضاف: تم توقيع اتفاقية للتعاون البترولي بين البلدَين، تشمل العديد من الجوانب، بما فيها تبادل الخبرات، وإنشاء المشاريع المشتركة، وتشجيع الاستثمارات المتبادلة.. وكلي أمل أن ترسخ هذه الاتفاقية لعلاقات وتعاون بترولي وثيق بين بلدَينا.
وتابع الوزير: عملت المملكة والمكسيك ليس من أجل تعاون الدول المنتجة للبترول فحسب، وإنما من أجل إيجاد تعاون فاعل بين الدول المنتجة والمستهلكة للبترول؛ إذ إن لكلا البلدين مصداقية واحتراماً دولياً كبيراً، ونجح هذا التعاون بشكل ملموس، ومن ثمراته منتدى الطاقة الدولي، الذي يضم الدول الرئيسة المنتجة والمستهلكة للبترول، والأمانة العامة لهذا المنتدى، التي نجتمع اليوم في مقرها، والتي يديرها السيد الدو فوريس الخبير البترولي المكسيكي ذو الخبرات الواسعة.