أعرب أطباء "المستشفى الكندي التخصصي"، الذي يعد واحداً من أكبر المستشفيات الخاصة في دبي، عن قلقهم إزاء تنامي ظاهرة لجوء المرضى إلى الاستعانة بمواقع الإنترنت للحصول على النصائح الطبية بدلاً من طلب مشورة الطبيب المختص، مما قد يزيد الحالة الصحية سوءاً ويتسبب بمخاوف لا داعي لها.
وأكد أطباء المستشفى على أهمية مراجعة الطبيب المختص عند ظهور أي عوارض مرضية بسبب عدم دقة التشخيص والطبابة الذاتيين، حيث من المحتمل للبحث المفرط على شبكة الإنترنت أن يؤدي إلى الإصابة بحالة "السايبركوندريا"، وهو نمط سلوكي قهري يصيب المرء نتيجة الإفراط بتصفح مواقع الإنترنت لتشخيص مرضه.
وفي هذا الإطار، أشارت الكثير من الدراسات العالمية إلى قيام نسبة كبيرة من مستخدمي الإنترنت بالبحث عن العوارض المرضية التي أصيبوا بها، بدلاً من استشارة الطبيب الاختصاصي أولاً.
وبهذه المناسبة، قال الدكتور ياشار علي، الرئيس التنفيذي بالإنابة وكبير المسؤولين الطبيين في "المستشفى الكندي التخصصي": "قام العديد من المستخدمين في الإمارات باستشارة مواقع الإنترنت بحثاً عن أدوية محتملة أو تشخيـص حالتهم الصحية بناءً على عوارضهم المرضية. وقد يصبح هذا التوجه ضاراً، إذ يمكن للنتائج التي يحصل المريض عليها عبر شبكة الإنترنت أن تتسبب بإصابته بالتوتر والقلق. ليس من الخطأ تصفح الإنترنت للحصول على مزيد من المعلومات، ولكن ينبغي أن تنحصر مهمة إجراء التشخيص السليم واختيار الدواء الملائم بالأطباء المختصين".
وأضاف الدكتور علي: "يمكن للسايبركوندريا أن تؤدي إلى الإصابة بـ ’التوهم المرضي‘، أي القلق المزمن حيال العافية. وقد يصبح أمراً مرهقاً للمرء أن يعيش في حالة خوف دائمة من الإصابة الفعلية أو الوهمية بالمرض، حيث يعتقـد بأن حالته أسـوأ بكثير مما هي فعلياً. وقد يسيء المريض تشخيص عوارض بسيطة ليجعل منها مؤشراً على مرض خطير، ولذلك ينبغي أن تتم استشارة الطبيب المختص قبل استخدام أي دواء لأن معظم العقاقير تنطوي على آثار جانبية ضارة في حال تم استخدامها على نحو غير صحيح".
وأردف الدكتور علي: "صادفنا الكثير من المرضى الذين خضعوا للتطبيب أو التشخيص الذاتي نتيجة حصولهم على استشارات من مصادر طبية مختلفة عبر الإنترنت. ولذلك ينبغي توعية المرضى حول مخاطر وثوقهم بمصادر غير معتمدة أو مصادق عليها في مجال تقديم الاستشارات الطبية. ويمكن للمرء تشخيص مشاكل صحية بسيطة مثل الإنفلونزا، ولكن التشخيص الذاتي لعوارض أكثر جدية ينطوي على مخاطر أكثر بكثير".
وأضاف الدكتور علي: "قد يصبح الوضع أكثر تعقيداً عندما يكون المريض طفلاً أو شخصاً متقدماً بالسن. وغالباً ما يؤدي البحث عبر الإنترنت عند الإصابة بأمراض بسيطة إلى نتائج طبية أسوء من الحالة الفعلية للمريض. ومن هذا المنطلق، يمكن للمرء أن يثقف نفسه حول مختلف الأمراض باستخدام شبكة الإنترنت، ولكن لا بد بنهاية المطاف من زيارة الطبيب المختص للحصول على الفحوصات والتشخيص والطبابة بشكل دقيق".
وثمة الكثير من الأسباب التي تجعل بعض الأشخاص يفضلون اللجوء إلى شبكة الإنترنت للحصول على الإجابات؛ ومنها سهولة الوصول، وشدة القلق، وحالة الانزعاج أو التردد أو الرغبة بإجراء بعض البحوث الخاصة قبل أن يحين موعد الذهاب إلى الطبيب.
وتم مؤخراً إعادة اعتماد "المستشفى الكندي التخصصي" من قبل "اللجنة الدولية المشتركة" (JCI)، أكبر جهة اعتماد عالمية في قطاع الرعاية الصحية، تقديراً لالتزام المستشفى الراسخ بالممارسات الطبية القائمة على الأدلة، وضمان الجودة، وأخلاقيات مهنة الطب، وسلامة المرضى، ومعدلات الخطأ المتدنية. وكان "المستشفى الكندي التخصصي" قد حاز على اعتماد "اللجنة الدولية المشتركة" عام 2011، ومن بعدها شهادة إعادة الاعتماد الإلزامية عام 2014 بعد نجاحه في الإيفاء بمتطلبات التقييم الصارمة المتعلقة بالامتثال للمعايير.
يشار إلى أن "المستشفى الكندي التخصصي" يوفر طيفاً واسعاً من الخدمات الطبية، ويحتضن عدداً من المرافق الجراحية الأكثر تطوراً في دبي. ويعتبر المستشفى اليوم أحد المؤسسات الطبية البارزة في منطقة الشرق الأوسط بفضل الجهود الدؤوبة التي يبذلها للاستثمار والتطوير في مجالات التكنولوجيا والخبرات الطبية وخدمات الدعم.