قالت الدكتورة "كمبرلي أومالي"، التي تترأس شبكة البحث والإبتكار في "بيرسون" في مقر المؤسسة الرئيسي في العاصمة الأمريكية في "واشنطن"، أن التكنولوجيا الرقمية هي السبيل إلى تطوير مخرجات التعليم في الشرق الأوسط إذا ما تم تطبيقها بشكل مدروس.
وجاءت زيارة "أومالي" إلى المنطقة في إطار مشاركتها في "تعليم 2016"، والمعرض والمنتدى الدولي للتعليم 2016 والذي انعقدت فعالياته في السعودية.
وقالت "أومالي" بأنه يمكن للتكنولوجيا أن تكون الدافع لتحسين نتائج التعليم، إذا ما تم اختيار أدواتها بعناية، واستخدامها بطرق تدعم نظرية التعليم، وتطبيقها بوجود تدريب مناسب للمعلمين. وأضافت: "جيلنا الحالي من الطلاب في المرحلة ما بعد الثانوية يتمتعون بمعرفة معمقة بالتقنيات الرقمية. ويمكن أن يساعد فهمهم واستخدامهم للأجهزة الرقمية في تطوير أدائهم التعليمي. وعلى الرغم من ذلك، فإن التكنولوجيا الرقمية ليست "عصا سحرية" في قاعة الصف. ولذا من الواجب إدارة اختيار أدوات التعليم وتدريب المعلمين ليصبحوا قادرين على الاستفادة القصوى من هذه الأدوات بالإضافة إلى تعزيز دورهم في تقديم تعليمات الدعم. وإلا، فلن يكون لاستخدام التكنولوجيا أية فائدة تذكر. وإن أفضل طريقة لمعرفة مدى فاعلية أدوات التكنولوجيا هو جمع الأدلة التي تظهر تأثيراً حقيقياً على نتائج التعلم والتعليم قبل تطبيقها على نطاق واسع".
ويشير تقرير من شبكة البحث والإبتكار في "بيرسون" أنه يمكن أن يكون للتكنولوجيا العديد من الفوائد لكلا المعلمين والمتعلمين، بما في ذلك زيادة فرص الحصول على الموارد التعليمية، وتعزيز التواصل وإبداء الآراء، وإعادة هيكلة وقت المعلم، وتوسيع نطاق العملية التعليمية وعدد الطلاب المستهدف، وتبديل أدوار المعلمين والطلاب.
وأظهرت السعودية والإمارات خلال السنوات الأخيرة سعياً لزيادة استخدام التكنولوجيا الرقمية لتحقيق النتائج الايجابية للتعليم وهو ما يحدث في العديد من دول العالم الأخرى. على سبيل المثال، استثمرت الولايات المتحدة بشكل كبير في جلب الابتكارات الرقمية إلى الفصول الدراسية. ومن المتوقع أن ترفع اعتماد الحلول الرقمية من منسوب الابتكار والقدرة التنافسية الاقتصادية في المستقبل. ومع ذلك، وفقاً للدكتورة "أومالي"، لم تتم ترجمة هذا الإقبال على اعتماد التكنولوجيا في المدارس دائماً إلى تحسينات في نتائج المتعلمين، حيث قالت: "قام فريق العمل في شبكة البحث والإبتكار في "بيرسون" بدراسة معمّقة على مدار سنوات لقياس دور التكنولوجيا الرقمية في تطوير نتائج التعليم. وأظهر بحثنا أن التعليم الرقمي ليس ورقة رابحة دائماً في فصول التعليم التقليدية، وأن ادخال التكنولوجيا إلى الحصة التعليمية ليس دافعاً كافياً لإحداث الفرق. ولذا فإن تحقيق فوائد تكنولوجيا التعليم يتطلب منا تأهيل المعلمين بالاستراتيجيات المثبتة في تطوير نتائج التعليم. وإن تدريب المعلمين وتطويرهم مهنياً هو الحل. وعلينا القيام بتحليل متواصل لما ينفع وما لا ينفع في العملية التعليمية، واستخدام المعلومات التي نحصل عليها في زيادة تطور التعلم والتعليم".
واختتمت بالقول: "تمتلك التكنولوجيا القدرة على تحقيق العديد من المكاسب الضرورية في التعليم. وإن من واجبنا كمستشارين وصانعي السياسات أن نتأكد من استثمار التكنولوجيا بالشكل الأمثل، وتطبيق استراتيجية قادرة على تحسين تجربة ومخرجات التعليم بشكل متواصل".