قال صاحب السمو الملكي الأمير فيصل بن خالد بن عبدالعزيز، أمير منطقة عسير: إننا نعيش - ولله الحمد - في عهد الملك سلمان بن عبدالعزيز - حفظه الله - عهد الحزم والعزم، عهد البناء والنماء، فالحمد لله يد تدافع عن الوطن وأخرى تبني. مضيفاً سموه أن مشاريع المياه التي افتتحتها سوف تكون - بإذن الله - رافداً قوياً وأساساً متيناً لأمان المياه في المنطقة.
وبين سموه أن طبيعة التضاريس الوعرة قد تتسبب في استغراق وقت أطول لتنفيذ مشاريع المياه بعسير.
جاء ذلك خلال تدشين سموه عدداً من مشاريع المياه، يوم أمس الأول الخميس، بمقر المديرية العامة للمياه، حيث كان في استقباله وزير المياه والكهرباء المهندس عبدالله الحصين، ومدير عام المياه بعسير المهندس يزيد آل عايض، وعدد من المسؤولين. وألقى المهندس الحصين كلمة رحب فيها بسمو الأمير وتشريفه حفل تدشين مشاريع المياه ووضع حجر الأساس لعدد من مشاريع الخير التي بذل فيها الكثير والكثير من الجهد والمال والوقت؛ لينعم المواطن برفاهية العيش ورخائه وفي مقدمتها الماء.
وأضاف الوزير: أنه مع تزامن تدشينكم لهذه المشاريع مَنَّ الله على هذه المنطقة بنعمة الأمطار التي نتج عنها فيضان أغلب سدود المنطقة واقتراب بعضها من الامتلاء. وتابع قائلاً: «إن سد أبها زاد مخزونه قرابة الضعفين وتكمن أهمية هذا السد لكونه يشكل مخزوناً إستراتيجياً لمدينة أبها قوامه مليون ونصف المليون متر مكعب يومياً».
وبين الحصين أنه قبل سبع سنوات دشن سمو أمير المنطقة سد مربة ومحطة المعالجة الملحقة به, حيث أخذنا آنذاك على أنفسنا وعدا بأن يكون انقطاع الماء وصعوبة الحصول عليه في المنطقة ستكون - بمشيئة الله - من الماضي, ومنذ ذلك ووزارة المياه والكهرباء، ممثلة في المؤسسة العامة لتحلية المياه المالحة، ومديرية المياه بالمنطقة قطعوا شوطاً بعيداً ليس فقط لتحقيق الوعد، وبفضل الله تم تدشين محطة الشقيق (المرحلة الأولى) بطاقة قدرها (مائتا ألف متر مكعب يومياً)، وتمديد خطوط النقل إلى أبها وخميس مشيط، ثم جنوباً إلى ظهران الجنوب، وشمالاً إلى سبت العلايا بمجموع أطوال تبلغ خمسمائة وعشرة كيلو مترات. وقد بلغت تكلفة إنشاء المحطة وتمديد خطوط الأنابيب أكثر من اثني عشر بليون ريال. وفي جانب الإمداد أيضاً ضاعفت المديرية محطة المعالجة في مربة 200% ليصل إنتاجها إلى خمسة وسبعين ألف متر مكعب يومياً، كما قامت بتمديد خط أنابيب من سد بيش إلى محطة مربه بطاقة استيعابية قدرها خمسون ألف متر مكعب ليكون رافداً لسد عتود ومربه. وفي الجهة الشرقية من المنطقة أوشك مشروع الوجيد وهو أكبر مشاريع المنطقة من مصدر جوفي على الانتهاء وهو ضمان للمدينتين بيشة وتثليث وما حولهما من القرى كمصدر آمن يعتمد عليه بعد الله لضمان استمرار ضخ المياه للمواطنين.
وأقامت المديرية ضمن مشاريعها إنشاء العديد من الخزانات الإستراتيجية والتي تبلغ سعتها قرابة المليون متر مكعب, كما أكملت العمل في العديد من محطات معالجة الصرف الصحي، وأكملت العشرات من مشاريع شبكات المياه والصرف الصحي بأطوال قدرها 3016 كيلو متر للمياه و3830 كيلو متر للصرف الصحي. وقد بلغت تكلفة المشاريع التي نفذتها وتنفذها المديرية أكثر من 8 مليارات ريال؛ لتبلغ بذلك قيمة المشاريع المنفذة والتي تحت التنفيذ من الوزارة والمؤسسة العامة لتحلية المياه المالحة والمديرية العامة للمياه بمنطقة عسير أكثر من 20 مليار ريال.
وفي نهاية الحفل كرم سمو أمير المنطقة عدداً من منسوبي المياه بعسير وتسلم سموه هدية تذكارية بهذه المناسبة.