دخلت كل من أبوظبي ودبي قائمة أعلى 17 مدينة عالمية في مجال تطوير مراكز التسوق، وذلك وفقا لأحدث تقرير من شركة "سي بي آر إي". ولدى المدينتين حاليا ما مجموعه 626,887 متر مربع من مساحات التجزئة قيد الإنشاء، بارتفاع 11٪ عن أرقام العام الماضي. كانت حصة دبي منها 361,127 متر مربع بينما تحتضن أبوظبي 265,760 متر مربع.
كما دخلت دبي إلى جانب مسقط قائمة أعلى 30 وجهة عالمية من ناحية عدد مراكز التسوق الجديدة التي جرى تسليمها العام الماضي، لتقودا تصنيف دول مجلس التعاون الخليجي (الشكل 1).
ووفقا لتقرير عام 2016، لا يزال سوق تجارة التجزئة في الشرق الأوسط جذابا جدا للعلامات التجارية العالمية. حيث تحتل دبي المرتبة الثانية عالمياً من ناحية تواجد العلامات التجارية الدولية*، والتي جذبها معدل الدخل المرتفع للفرد، وإمكانات النمو العالية، وقاعد المستهلكين الكبيرة.
وتعليقا على هذه النتائج، قال ماثيو غرين، رئيس قسم الأبحاث والاستشارات في سي بي آر إي الشرق الأوسط: "يقبل المستهلكون في منطقة الشرق الأوسط على إنفاق أموالهم في متاجر التجزئة والمأكولات والمشروبات وأنشطة الترفيه لاسيما في مراكز التسوق. لذا فإن الاستثمار المستمر في جميع أنحاء المنطقة يأتي تلبية لهذه الاحتياجات، خاصة مع استمرار تجار التجزئة من مختلف أنحاء أوروبا والولايات المتحدة في البحث عن بدائل لدفع التوسع المستقبلي".
وأضاف غرين: "تقدم منطقة الشرق الأوسط سوقا مجربة وموثوقة للمستثمرين العالميين مع تدني مستوى المخاطر فيها مقارنة بالأسواق الناشئة الأخرى. ويتجلى ذلك بشكل واضح في حجم التطوير في المنطقة ككل، وبالأخص في دبي وأبوظبي. فمع استمرار قوة الطلب على المحلات الجديدة في الأسواق الرئيسية، يستمر التفاؤل العالي للمطورين بآفاق قطاع التجزئة في المنطقة."
وتحظى دولة الإمارات العربية المتحدة بعدد كبير مع مشاريع مراكز التسوق الرئيسية قيد التطوير والتي من المتوقع تسليمها على مدى السنوات الثلاث المقبلة. ومن بينها "بالم مول" من نخيل في دبي، والذي سيضم حوالي 111,000 متر مربع من مساحات التأجير ومن المتوقع الانتهاء منه في عام 2018، و"ذا بوينت"، مع ما مجموعه 48,000 متر مربع للتأجير، وموعد افتتاح في عام 2017. كما تستعد أبوظبي لاحتضان مركز التسوق الضخم "ماريا سنترال"، الذي سيوفر حوالي 146,000 متر مربع من مساحات التأجير.
ويبين التقرير أيضا أن الدوحة تشهد حاليا تحولا في قطاع البيع بالتجزئة وسط طفرة البناء الجارية، والتي يمكن أن تؤدي إلى تسليم 1.2 مليون متر مربع من مساحات التأجير على مدى السنوات الثلاث المقبلة وحدها، مع سعي الحكومة جاهدة لتحديث المدينة قبيل استضافتها لنهائيات كأس العالم 2022. ومع ما يقرب من 264,000 متر مربع من المساحات القابلة للتأجير، تستعد الدوحة فستيفال سيتي لفتح أبوابها أواخر عام 2016، لتصبح أكبر مركز تجاري في قطر، وستضم حوالي 550 متجر بيع بالتجزئة، من بينها أكثر من 100 منفذ للمأكولات والمشروبات. وسوف يجمع المشروع متعدد الاستخدامات بين التجزئة والترفيه والمطاعم والضيافة، بما في ذلك أول حديقة ثلجية في الدوحة، وملاهي الطيور الغاضبة الداخلية وفي الهواء الطلق، وملاهي مخصصة لمجتمع ألعاب الكمبيوتر المتنامي بسرعة.
وكشفت النتائج الأخرى للتقرير خارج نطاق الشرق الأوسط عن بقاء الصين متربعة بلا منازع لقائمة الأسواق الأكثر نشاطا من حيث إنشاء المساحات الجديدة لأعمال التجزئة، ممثلة ثلثي مجمل أعمال البناء على مستوى العالم. مع احتضان جميع مدنها الرئيسية، تشونغتشينغ وشنزن وتشنغدو وشنغهاي، لأكثر من 3 ملايين متر مربع من المساحات قيد الإنشاء مع أكثر من 30 مشروعا لكل مدينة.
أما الأسواق الناشئة الأخرى مثل مانيلا، وموسكو، ومكسيكو سيتي، وبنغالور فقد أنجزت أكثر من 6 ملايين متر مربع في عام 2015، في حين يشهد النشاط في أسواق أوروبا الشرقية تباطؤاً بسبب عدم الاستقرار الاقتصادي والسياسي.
واستمر حجم مشاريع مراكز التسوق العالمية في الارتفاع من 39 مليون متر مربع في 2014 إلى 41.9 مليون في 2016، مع احتلال المدن الآسيوية لتسعة من المراكز العشرة الأولى الأكثر نشاطا عالميا.