برعاية خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز آل سعود -حفظه الله- دشن معالي وزير الثقافة والإعلام رئيس مجلس إدارة وكالة الأنباء السعودية د. عادل بن زيد الطريفي، مساء أمس، المبنى الجديد لـ«واس» في حي الصحافة شمال مدينة الرياض. وأقيم حفل بهذه المناسبة، بدئ بتلاوة آيات من الذكر الحكيم، ثم ألقى عبدالله بن فهد الحسين رئيس وكالة الأنباء السعودية، كلمة رحب في مستهلها بالحاضرين لحفل تدشين المبنى الجديد لوكالة الأنباء السعودية تحت رعاية كريمة من خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز آل سعود -أيده الله- مؤكداً أنه سيكون بمشيئة الله انطلاقة نحو المستقبل والمزيد من العمل الجاد والمثمر لتواصل «واس» مهامها ومسؤولياتها ودورها في تقديم عمل إعلامي مميز يحظى بثقة الجميع.
وقدم معاليه شكره وامتنانه لخادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز آل سعود، وسمو ولي عهده الأمين، وسمو ولي ولي العهد -حفظهم الله- على دعمهم المتواصل ورعايتهم الكريمة التي مكنت «واس» من تحقيق هذا الإنجاز الذي طالما تطلّع إليه منسوبوها، مثنياً الشكر لمعالي وزير الثقافة والإعلام رئيس مجلس إدارة وكالة الأنباء السعودية على متابعته المستمرة لمشروع مبنى الوكالة، وللقائمين على تنفيذ المشروع وتجهيزه.
وأوضح الحسين أن مبنى «واس» يقع على مساحة عشرة آلاف متر مربع، ويتكون من عدة أجزاء، أولها يتألف من عشرة طوابق تضم الإدارات الإخبارية بتخصصاتها المتنوعة ومكاتب رئيس مجلس الإدارة ورئيس الوكالة ونائبه والشؤون الإدارية والمالية وثلاث قاعات للاجتماعات تم تجهيزها بنظام الفيديو، والجزء الثاني يضم مركزاً إعلامياً يتألف من ثلاثة طوابق، ومسرح يتسع لـ 380 مقعداً جُهز بنظم متطورة ومتكاملة للإضاءة والصوت والترجمة الفورية لثلاث لغات أجنبية، بجانب مبنى خاص للقسم النسائي يتكون من طابقين للمكاتب الإدارية والتحرير، ومسجد، ومواقف للسيارات ومبان وغرف للخدمات المساندة. وأفاد معاليه أنه بفضل الله تعالى ثم بالدعم المتواصل من الدولة تبوأت وكالة الأنباء السعودية مركزاً بارزاً ليس في المنظومة الإعلامية في المملكة العربية السعودية فحسب بل وتمكنت من مضاهاة أعرق وكالات الأنباء في العالم واستطاعت على مدى ستة وأربعين عاماً أن تضع لها بصمة في خارطة الإعلام من بين ما يزيد على مائتي وكالة أنباء في أنحاء العالم وهي تبقى رغم المنافسة المحتدمة التي أفرزتها ثورة التقنيات وتدفق المعلومات وتعدد وتنوع وسائل الإعلام، أبرز المصادر الرئيسة الآمنة للأخبار انطلاقاً من التزامها بعناصر المصداقية والموضوعية والشفافية وأخلاقيات المهنة التي ترفض الإثارة والإسفاف.
ولفت معاليه النظر إلى أن «واس» مرت بمحطات مضيئة في مسيرتها من أبرزها قرار تحويل وكالة الأنباء السعودية إلى هيئة عامة سنة 1433هـ، وهو ما فتح أمامها أفاقاً رحبة للتقدم ووفر إضافات ومميزات على مستويات اتخاذ القرارات وسرعة ومرونة تنفيذها والتواصل والتفاعل بين القطاعات فيما يحقق حسن تنفيذ برامج العمل وخطط التطوير، وتولي «واس» لثلاث سنوات رئاسة أكبر وأوسع تجمع دولي لوكالات الأنباء من خلال اختيارها لرئاسة المؤتمر الدولي لوكالات الأنباء في العالم الذي عقد دورته الرابعة في الرياض أوائل عام 1435هـ بمشاركة حشد من رؤساء وكالات الأنباء وقيادات العمل الإعلامي في العالم وممثلين عن كبريات المنظمات والمؤسسات المتخصصة في مجال الإعلام وتقنية المعلومات. مضيفاً: «لقد أولت «واس» اهتماماً خاصاً بتنمية كوادرها الوطنية وَجَدَّتْ في صقلها وتدريبها، ولإدراكها بأهمية العنصر البشري استحدثت مركزاً متخصصاً للتدريب يعنى بإعداد وتدريب وتهيئة منسوبيها الإعلاميين والفنيين، ويتولى أيضاً عقد برامج تدريبية لذوي الاختصاص في القطاعات الحكومية والمؤسسات الإعلامية داخل المملكة وسيحظى بخطى تطويرية شامله بدعم من معالي رئيس مجلس الإدارة بعد انتقالنا لهذا المبنى ومنها تحويله إلى معهد تدريبي، وفي هذا العام أطلقت «واس» أخبارها عبر ثلاث لغات هي الروسية والصينية والفارسية لتنضم مع اللغتين السابقتين الإنجليزية والفرنسية لتصل بأخبار المملكة عبر لغات العالم المختلفة، وهي الآن أمام مرحلة جديدة مع إنجاز المبنى الجديد الذي زود بكل الإمكانات والتقنيات والخدمات المتكاملة ليلبي احتياجاتها الآنية والمستقبلية ويوفر لمنسوبيها أرضية ملائمة ومناسبة للعمل، بما يحفز على المزيد من العمل الجاد وبذل الجهد للاضطلاع بالمسؤوليات والمهام المنوطة بهذا الجهاز الإعلامي وأداء دوره ورسالته في خدمة هذا البلد المعطاء ومواطنيه ومواكبة لما تشهده بلادنا بفضل الله من تحولات متسارعة نحو الرقي والتنمية».
عقب ذلك شاهد الحضور فيلماً وثائقياً عن تاريخ نشأة وكالة الأنباء السعودية، والمراحل التطويرية التي مرت بها على مدى أكثر من 45 عاماً، حتى انتقلت إلى المبنى الجديد، وما يضم من وسائل وتجهيزات تقنية حديثة تسهم في تهيئة بيئة العمل الناجحة لتعزيز مهام «واس» إعلامياً على المستويات المحلية والإقليمية والدولية.
بعدها دشن معالي وزير الثقافة والإعلام رئيس مجلس إدارة وكالة الأنباء السعودية د. عادل بن زيد الطريفي، مبنى «واس»، ثم شاهد الحضور عرضاً مرئياً عن مكونات المبنى ومكاتبه الإداريّة، وأقسامه التحريرية، والفنية.
ثم ألقى معالي وزير الثقافة والإعلام كلمة أعرب فيها عن اعتزازه بتدشين مبنى «واس» الجديد برعاية كريمة من خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز آل سعود -حفظه الله- ليكون بعون الله وتوفيقه إضافة جديدة ومميزة في مسيرة هذا الكيان الذي يخوض باقتدار معترك العمل الإعلامي والإخباري منذ ما يزيد على أربعة عقود ونصف العقد ويقدم عملاً إعلامياً مميزاً بمهنية عالية ومصداقية وموضوعية تسمو به إلى آفاق رحبة وفق السياسة الإعلامية للمملكة المنبثقة عن السياسة العامة للدولة بكل مبادئها وقيمها. وقدم معاليه خالص الشكر والتقدير والثناء لخادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز آل سعود، وسمو ولي عهده الأمين، وسمو ولي ولي العهد -حفظهم الله- على ما تحظى به قطاعات الثقافة والإعلام عامة ووكالة الأنباء السعودية بشكل خاص من دعم وتوجيه «ونحن في هذا المساء نجني ثمرة من ثمار هذا الدعم والعطاء».
وثمن معاليه في هذا الصدد الجهود التي بذلت لإنجاز مبنى «واس» المتكامل الذي يفي بالاحتياجات الآنية والمستقبلية لها، ويمثل بيئة عمل أفضل وأرضية خصبة للمزيد من العمل الجاد والدؤوب لتواصل إسهاماتها في إيصال رسالة المملكة إلى العالم كافة بلغات متعددة كي يتم التواصل مع العالم وعكس الصورة الإيجابية لهذا البلد المعطاء. وقدم معاليه شكره وتقديره لكل الذين عملوا في وكالة الأنباء السعودية من الذين توفاهم الله والذين هم لايزالون على قيد الحياة حيث صنعوا هذا الكيان الكبير «واس»، سائلاً الله العلي القدير أن يمد في أعمارهم، وأن يواصل العاملون في «واس» حالياً المسيرة بالتجديد والتقدّم.
وقال معاليه: «إن الإعلام بوسائله وأدواته المتطورة والمتجددة أضحى عنصراً مؤثراً وأساساً في معرفة مجريات الأحداث في العالم وجزءاً مهماً من مفردات الحياة اليومية في أي مجتمع وقد فرضت التقنيات نفسها عليه، بحيث اضطرت وكالات الأنباء العالمية أن تبذل الجهد الكبير لتواكب صناعة الإعلام عاماً بعد عام». وأضاف أنه في ظل التطورات الإعلامية المتلاحقة والثورة المعلوماتية والتقنية وما أفرزته من روافد ومصادر متعددة ووسائل إعلام متنوعة أصبح الخبر ومصداقيته هو كل شيء لذا تحرص «واس» على أن تكون المصداقية لدى المتلقي والقارئ في وقت قياسي، على ألا تفرق بين الوسائل التقليدية والجديدة حيث أصبحت واحدة.
وأكد معاليه أن «واس» تعمل باقتدار وكفاءة من أجل استيعاب ومواكبة الإعلام وأدواته وتطوراته المتسارعة، معرباً عن فخره بالشباب السعودي الذين يتحدثون خمسة لغات في «واس»، ولفت النظر إلى أن «واس» ستزيد خلال الأشهر المقبلة عدد اللغات الحديثة من أجل زيادة حضور المملكة في أكثر من محفل عالمي.
عقب ذلك كرم معالي وزير الثقافة والإعلام أصحاب المعالي وزراء الثقافة والإعلام السابقين وهم: معالي الأستاذ إبراهيم بن عبدالله العنقري -رحمه الله-، ومعالي د. محمد عبده يماني -رحمه الله-، ومعالي الأستاذ علي بن حسن الشاعر، ومعالي د. فؤاد بن عبدالسلام الفارسي، ومعالي الأستاذ إياد بن أمين مدني، ومعالي د. عبدالعزيز بن محيي الدين خوجة، ومعالي د. عبدالعزيز بن عبدالله الخضيري، ومعالي د. عبدالله بن صالح الجاسر نائب وزير الثقافة والإعلام سابقاً.
وكرّم معاليه مديري العموم في «واس» السابقين وهم: عبدالله أبو السمح، خالد غوث، عبدالله الحربي، د. بدر بن أحمد كريم -رحمه الله-، محمد بن علي الخضير، د. عايض بن بنيه الردّادي، عبدالعزيز بن سعد الغامدي -رحمه الله-، كما شمل التكريم العاملون في «واس» وهم: فهد العيسى، ومسفر الغامدي، إضافة إلى المشرفين على مشروع مبنى «واس» المهندس عبدالله بن سفر الغامدي، المهندس عبدالعزيز بن سعيد عبدان، المهندس عبدالله بن محمد الحربي، وممثلي الشركات المنفذة للمشروع.
إثر ذلك قدم معالي رئيس وكالة الأنباء السعودية الأستاذ عبدالله الحسين درعاً تذكارياً لمعالي وزير الثقافة والإعلام د. عادل الطريفي، فيما تسلّم معالي الأستاذ عبدالله الحسين درعاً مماثلاً من معالي وزير الثقافة والإعلام الذي قدّمه نيابة عن منسوبي «واس» نائب الرئيس الأستاذ أحمد بن إبراهيم العوض. حضر الحفل، معالي وزير الاتصالات وتقنية المعلومات د. محمد بن إبراهيم السويل، ومعالي رئيس هيئة التحقيق والإدعاء العام الشيخ محمد فهد العبدالله، وعدد من أصحاب المعالي والسعادة، ورؤساء تحرير الصحف الورقية والإلكترونية، ولفيف من الإعلاميين الذين يمثلون مختلف وسائل الإعلام المحلية والأجنبية.