برزت مجموعة الإمارات التي تضم طيران الامارات وتتخذ من دبي مقرًا لها، كأكثر الجهات التوظيفية جاذبيةً لخريجي الجامعات الجدد في دولة الإمارات العربية المتحدة، تليها يونيليفر العالمية المتخصصة في انتاج السلع الاستهلاكية، حسب أحدث دراسة بحثية أجرتها شركة جلف تالنت للتوظيف عبر شبكة الإنترنت.
واستندت النتائج إلى استطلاع جلف تالنت، الذي شمل آراء أكثر من 300 من الخريجين الجدد وطلاب السنة الأخيرة في الجامعة الأمريكية في الشارقة، وهي من الجامعات المرموقة ويدرس فيها طلبة مواطنون من كافة إمارات الدولة ومقيمون من جنسيات مختلفة.
الجهات التوظيفية الأكثر جاذبية للخريجين في الإمارات
المصدر: استطلاع جلف تالنت
وحسب نتائج الدراسة، برز قطاع الإنشاءات والقطاع المالي كأكثر قطاعين جاذبيةً وشعبيةً بالنسبة للخريجين، وتلاهما قطاع السلع الاستهلاكية.
وتبين من الاستطلاع وجود انقسام كبير في تفضيلات الخريجين حسب جنسية كل منهم. ومن بين الخريجين الوافدين، فضلت الأغلبية الساحقة التي بلغت نسبتها 91% العمل مع الشركات متعددة الجنسيات، بينما فضّل 63٪ من الخريجين من مواطني دولة الإمارات العمل مع مؤسسات حكومية.
وأوضحت الدراسة أن الشركات المحلية الخاصة في الإمارات هي الخيار الأقل تفضيلًا للمواطنين والوافدين على حد سواء.
وبالنسبة للخريجين من مواطني الدولة، برزت شركة بترول أبوظبي الوطنية (أدنوك) وشركة مبادلة للتنمية واتصالات كأكثر الجهات التوظيفية جاذبيةً.
أكثر 10 جهات توظيفية جاذبيةً للخريجين الإماراتيين
المصدر: استطلاع جلف تالنت
العناصر الرئيسية لجاذبية الوظائف
طرح استطلاع جلف تالنت أسئلة محددة على الخريجين حول أسباب اختيار الجهة التوظيفية التي يفضلونها. وكانت الأسباب الثلاثة الأولى التي ذكرها الخريجون تتمحور حول فرصة القيام بمهام وظيفية مثيرة للاهتمام وباعثة على التحدي، ونوعية برنامج التدريب والتطوير، والعلامة التجارية وسمعة الشركة أو المؤسسة.
وكان من بين النقاط المثيرة للاهتمام موضوع الرواتب والمزايا الذي جاء في المرتبة الرابعة بين عوامل الجذب الرئيسية.
ولكن الدراسة وجدت فجوة هائلة في توقعات الخريجين بالنسبة للرواتب المبدئية، حيث بلغ متوسط توقعات الرواتب الشهرية للخريجين من مواطني دولة الإمارات27,000 درهم، مقارنة بـ 9,000 درهم للخريجين الوافدين.
كما ظهرت من خلال نتائج الدراسة قيمة الخبرات في الخارج التي يوليها الخريجون أهمية كبيرة. وعبّر واحد في بين كل اثنين من الخريجين عن اهتمامه في اكتساب الخبرات في العمل خارج دولة الإمارات وعن انجذابه للعمل مع الجهات التوظيفية التي تقدم هذه الفرص. وحسب الدراسة، برزت الولايات المتحدة الأمريكية، تليها المملكة المتحدة وكندا كأهم الدول جاذبيةً للعيش والعمل فيها بالنسبة للخريجين من المواطنين الإماراتيين والوافدين من جنسيات مختلفة على حد سواء.
النجاح في الحصول على عمل
أفاد 33٪ من الخريجين الإماراتيين الذين شملتهم الدراسة أنهم حصلوا بالفعل على عرض عمل قبل تخرجهم، مقارنة بـ 18٪ من الخريجين الوافدين.
وبالإجابة عن سؤال حول ما يعتقدون أنها العناصر الرئيسية التي تؤثر في قرار أصحاب الأعمال باختيار الخريجين، ذكر الخريجون أن أهم عنصر يتمثل في الخبرة في العمل، وأشار الوافدون، على وجه الخصوص، أنهم يواجهون صعوبة كبيرة في الحصول على وظيفة بمستوى أولي قبل اكتسابهم الخبرة لسنة أو سنتين.
وبشكل نسبي، اعتبر الخريجون من مواطني دولة الإمارات أن التمكن من اللغة الإنجليزية يساهم بشكل أكبر في تعزيز فرصهم في إيجاد وظيفة، مقارنةً مع الوافدين الذين لم يعتبروا التمكن من اللغة الانجليزية عاملًا على درجة كبيرة من الأهمية بالنسبة لأصحاب الأعمال.
وحول خطواتهم المثالية القادمة بعد مرحلة التخرج، أفاد 67٪ ممن شملتهم الدراسة أنهم يرغبون في البدء بوظيفة، بينما قال 27٪ منهم أنهم يريدون مواصلة دراساتهم، و2٪ يخططون للانضمام إلى شركات عائلاتهم، وقال 4٪ من الخريجين أنهم ينوون تأسيس أعمالهم الخاصة.
ردود الشركات والمؤسسات
جاءت تعليقات عدد من الشركات والمؤسسات الرائدة في الدولة على نتائج دراسة جلف تالنت مشابهة لمضمون العوامل الرئيسية التي تحقق نجاحها. وأشار عساف القريشي، نائب الرئيس في شركة يونيليفر في منطقة الشرق الأوسط للموارد البشرية، إلى أن جاذبية الشركة تعود إلى وجود "بيئة عمل شاملة وديناميكية ومُرضية من جميع النواحي"، ويجدها الخريجون الشباب سندًا لهم لتحقيق تطورهم وتقدمهم المهني.
وتحدث وسيم عيد، الرئيس التنفيذي لقسم الموارد البشرية في مجموعة شلهوب، التي اختارها الخريجون من بين أفضل 10 شركات ومؤسسات للعمل فيها، عن استثمار المجموعة على نحو كبير في رعاية المواهب الشابة، بما في ذلك تطوير أكاديميات التجزئة والشراكات مع الجامعات والتفاعل النشط مع الخريجين عبر معارض الوظائف.
وأوضح يونس عبد العزيز النمر، الرئيس التنفيذي للموارد البشرية في شركة اتصالات الإمارات، مدى جاذبية الشركة وشعبيتها بين الخريجين من مواطني الدولة، وقال أن ذلك يعود إلى منحهم "منصة لتطوير مواهبهم وبناء مستقبلهم المهني"، بما في ذلك فرص التدريب باستخدام أحدث التقنيات والأدوات والعمليات، والتي تساعدهم على تنمية قدراتهم ليصبحوا قادة للمستقبل.
ولم تذكر أي من الجهات التوظيفية الرواتب والمزايا كعوامل تفاضل رئيسية في جذب أفضل المواهب من الخريجين، ما يتفق مع نتائج الدراسة.
أسلوب الدراسة
اعتمدت دراسة جلف تالنت على استطلاع آراء 303 من الخريجين الجدد وطلاب السنة الأخيرة في الجامعة الأميركية في الشارقة (AUS)، والذي أجري في شهر يونيو 2016. ولتقييم جهات التوظيف، طُلب من كل مشارك في الاستطلاع تسمية أفضل 3 خيارات، دون أن تُقدم لهم قائمة محددة من الخيارات. وتم تقييم الشركات والمؤسسات على أساس عدد الأصوات التي حصلوا عليها. ويتوفر التقرير الكامل حول الاستطلاع، بما في ذلك تقسيمات اضافية للترتيب حسب موضوع الدراسة وآراء كل من الطلاب والطالبات. ويمكن تحميل التقرير من موقعنا على شبكة الإنترنت www.gulftalent.com.