تُطلق مؤسسة محمد بن سلمان بن عبدالعزيز "مسك الخيرية" الأربعاء المقبل، الدورة الثانية لمهرجان "حكايا مسك"، في مدينة الملك عبدالله الاقتصادية شمال مدينة جدة غرب المملكة، وذلك على مدى 3 أيام، في خطوة تسعى من خلالها المؤسسة إلى نشر ثقافة الإبداع وتطوير أساليب التعبير وطرح الأفكار لدى الشباب، وتشجيع المواهب وتمكينها، وترسيخ الهوية السعودية الحضارية.
ويتضمن مهرجان "حكايا مسك" منصات تفاعلية متعددة، يأتي في مقدمتها 4 أقسام إبداعية تهدف إلى تنمية مهارات الكتابة، الرسم، صناعة الرسوم الكرتونية "الأنميشن"، والإنتاج المرئي، وذلك لتطوير قدرات العناصر الشابة في صناعة المحتوى بقيم ثقافية علمية، وتحفيزهم على طرح أفكارهم والتعبير عنها، حيث سيتم عقد ورش عمل، فيما تتضمن الفعاليات عروض مسرحية، وبث أفلام قصيرة، كما سيكون للتضحيات التي قدمها المرابطون على الحد الجنوبي للمملكة العربية السعودية حاضرة في قصص من عايشوا تلك التجربة من الإعلاميين الذين كانوا هناك.
وتشتمل الفعاليات على قسم حكايا شباب، المتمثل في جلسات متتالية لسرد القصص في مجالات متعددة وبطرق مشوقة ومتنوعة من قبل شباب كان لهم الريادة في وسائل التواصل الاجتماعي لنقل المعرفة عبر أساليبهم الخاصة، كما تضم الفعاليات قسم المؤلف الصغير وهو قسم خاص بالأطفال من شأنه إلهامهم ثقافياً ومعرفاً عبر استخدام تطبيقات تساعدهم في صناعة القصة بدءاً من الفكرة حتى النشر، فيما سيكون هناك سوق حكايا الذي يضم قصص وروايات وأدوات رسم وتقنيات تحريك وتصوير جميعها متاح للعرض والاقتناء، في حين سيقدم معرض "حكايا تك" أحدث التقنيات الرقمية والأجهزة الحديثة في مجالات عرض الحكايات وصنعها.
وقال رئيس اللجنة التنفيذية للمهرجان فراس القاسم أن أقسام المهرجان جميعها تشهد مشاركة واسعة من قبل الشباب المبدع الطموح، الذين يسعون جنباً إلى جنب مع مؤسسة مسك الخيرية إلى نشر المعرفة وثقافة الإبداع، للارتقاء بمستوى القدرات الشابة في مجالات متنوعة مثل الكتابة والرسم والإنتاج المرئي، والمسرح، وغيرها من الموضوعات الحاضرة في المهرجان، مضيفاً: "كما أن المهرجان يوفر أرضية خصبة لاكتشاف مواهب الشباب السعودي وتطويرها، إلى جانب ربط التقنية بالقصص التفاعلية المفيدة من خلال تطوير آليات عرضها، وكذلك إحياء التراث المحكي وإعادة إنتاجه رقمياً ليصبح في متناول أجيال المجتمع".
من جانبه أكد رئيس اللجنة الإعلامية يوسف الحمادي أن المهرجان يعكس جزءاً من رؤية مسك في استقطاب المواهب الشابة ودعمها وتمكينها لتقديم ابداعاتها في مجالات ضرورية لتقدم المجتمعات مثل التعليم والثقافة والإعلام، معتبراً أن زوار المهرجان سيكونون على موعد مع منصات تفاعلية من شأنها إلهامهم ومساعدة الشباب منهم خصوصاً في إطلاق طاقاتهم في ما يرغبونه من مجالات والمساهمة مستقبلاً في تنمية الوطن. مشيراً إلى أن "حكايا مسك" يضع في مقدمة أولوياته صناعة المحتوى الترفيهي ضمن قيمها دفة لفئة الشباب، والتعريف بالتراث القصصي المحلي والعالمي، وإكساب الشباب المهارات والخبرات من خلال التواصل منذوي الخبرة والاختصاص.
ولفت الحمادي إلى أن فعاليات "حكايا مسك" تتميز بعدة جوانب، ما بين التفرد والأولوية والتخصص والتأهيل، حيث تُعد المقاربة بين الحكاية الموروثة بمبادئ المجتمع، وطرق التقنيات الحديثة في عرض القصة أهم سمات تفردها، كما جاءت الأولوية في سعيها لتحقيق استثمار التاريخ والقيم الاجتماعية بشكل علمي يتسم بالحداثة والأصالة في الوقت ذاته.
يذكر أن مهرجان حكايا مسك في دورتها الأولى التي أقيمت في الرياض منتصف شهر أغسطس الماضي، شهد زيارة أكثر من 150 ألف زائر طيلة أيام الستة، فيما شهد انعقاد 267 ورشة عمل لإعطاء مبادئ وأساسيات في مجالات الكتابة والتأليف والرسم والإنتاج المرئي، وتطوير مهارات الأطفال التعبيرية والقصصية.