أطلق "مجلس الإمارات للأبنية الخضراء"، المنتدى المستقل الذي يهدف إلى الحفاظ على البيئة من خلال تعزيز وتشجيع الممارسات المتعلقة بالأبنية الخضراء، سلسلة جديدة من الجولات التعريفية إلى أبنية نجحت في الحصول على تصنيف "ليد" للريادة في الطاقة والتصميم البيئي، في خطوة تهدف إلى تعزيز الوعي بين مختلف المعنيين بأفضل ممارسات الاستدامة التي تعزز كفاءة استهلاك موارد المياه والطاقة.
وتعتبر "سلسلة جولات الأبنية الخضراء: ما بعد تصنيف ليد" واحدة من عدة مبادرات يضطلع بها "مجلس الإمارات للأبنية الخضراء" لترسيخ مفاهيم البيئات العمرانية المستدامة. وتستهدف الجولات أعضاء المجلس، مقدمةً لهم فرصة التعرف عن كثب على التصاميم والخصائص التقنية لهذه المباني، بالإضافة إلى التفاعل مع الكوادر المعنية لمناقشة المناهج التي تم اعتمادها، والمبادرات الجاري تطبيقها لإدارة استهلاك الطاقة والمياه.
وانطلقت الجولات مع زيارة الشهر الماضي إلى شركة "إيساب الشرق الأوسط منطقة حرة"، الشركة السويدية الرائدة في مجال لحام وقص المعادن، والتي حصلت على تصنيف "ليد" البلاتيني قبل ست سنوات. وشارك عدد كبير من أعضاء "مجلس الإمارات للأبنية الخضراء" في الجولة التي زودتهم بمعلومات قيّمة حول النتائج التي أثمر عنها الحصول على هذا التصنيف الهام. كما شارك الأعضاء أيضاً في ورشة عمل نظمها المجلس حول حلول التحديث الهادفة لتوفير الطاقة والتي عززت أيضاً كفاءة استهلاك الموارد في المبنى. وسيصدر "مجلس الإمارات للأبنية الخضراء" تقريراً عن ملاحظات وآراء المشاركين حول الجولة، وذلك خلال الأيام القليلة المقبلة.
بهذه المناسبة قال سعيد العبار، رئيس مجلس إدارة "مجلس الإمارات للأبنية الخضراء": "تقدم جولات الأبنية الخضراء نموذجاً هاماً عن التزامنا بالترويج للمبادرات المعرفية المباشرة التي ترسيخ أفضل ممارسات الاستدامة، ليستفيد منها أعضاء المجلس وكافة المعنيين بالقطاع على حد سواء. وعلاوةً على اكتساب معلومات قيّمة من فريق العمل حول المنهج الذي تم اتباعه للحصول على تصنيف ’ليد‘، تتيح هذه الجولات فرصة التعرف على التحديات الجديدة والناشئة والسبل التي يتبعها فريق العمل في الموقع لمواجهتها".
وأضاف العبار قائلاً: "لطالما شددنا على أن عملية تطوير الأبنية الخضراء لا تنتهي بمجرد استكمال الأعمال الإنشائية، إذ يجب التركيز أيضاً على الممارسات المستدامة في التشغيل والصيانة وضمان تطبيقها بعد الحصول على التصنيف، ونحن على ثقة بأن هذه الجولات ستشكل مرجعاً هاماً يستفيد منه المشاركون لاعتماد ممارسات الأبنية الخضراء من خلال التعلم تحت إشراف مباشر من قبل خبراء متخصصين في القطاع. ولا شك بأن التفاعل البنّاء بين المعنيين يمثل عنصراً جوهرياً في الترويج لثقافة الاستدامة في البيئات العمرانية، من خلال مشاركة أفضل الممارسات التي تدعم رؤى الاستدامة في دولة الإمارات العربية المتحدة".
وتقام ثاني جولات المباني الخضراء يوم 6 ديسمبر 2016 بين الساعة 10 صباحاً و12 ظهراً في عيادة "كليفلاند كلينك أبوظبي" التي حصلت على تصنيف "ليد" الذهبي للريادة في الطاقة والتصميم البيئي قبل 20 شهراً. وسيكون باب المشاركة مفتوحاً لأعضاء وشركاء "مجلس الإمارات للأبنية الخضراء" في الجولة إلى مقر العيادة الكائن في جزيرة المارية بأبوظبي، والتي ستغطي أهم الدروس المستقاة من الحصول على التصنيف والتحديات الجديدة التي يواجهها فريق العمل في الموقع.
وسيقوم ممثل عن "كيلفلاند كلينك أبوظبي" بإطلاع المشاركين على تاريخ المبنى وما تطلبه الحصول على التصنيف، وأهم الإنجازات المحققة في هذا المجال وأبرز الخبرات التي تم اكتسابها على صعيد تشغيل وصيانة المبنى خلال السنوات القليلة الماضية. ويعقب ذلك جولة مع دليل متخصص، إضافة إلى جلسة نقاشية تفاعلية.
وخلال الجولة التي أقيمت إلى مقر شركة "إيساب الشرق الأوسط منطقة حرة"، تحدث بيتر زاكريسون، مدير سلسلة التوريد، حول حضور الشركة في المنطقة والعمليات الجاري تنفيذها في المبنى، في حين تطرق المدير التقني ماتس كارلسون، الذي شارك في تصميم وإنشاء المبنى منذ عام 2007، إلى الأهداف المرجو تحقيقها من الأسلوب الذي تم اعتماده في تخطيط وتصميم المبنى. وجاء الحصول على تصنيف "ليد" ثمرة للتعاون بين "إيساب" و"مركز الشرق الأوسط للتطوير المستدام" (الخدمات الاستشارية) وتشريعات الصحة والبيئة والسلامة في "المنطقة الحرة لجبل علي، جافزا" (الهيئة التشريعية) والمجلس الأمريكي للأبنية الخضراء (الجهة المانحة للتصنيف).
وتم استخدام مجموعة واسعة من التقنيات السلبية والنشطة في تصميم المبنى، بما في ذلك أنظمة التبريد بالهياكل المجوفة، والألواح العاكسة، و1500 أنبوب شمسي لتسخين المياه، وأنظمة التهوية بالرياح، وشبكات الحمل الحراري (الحملان) على الأسقف. أما تقنيات إدارة الحرارة فتتضمن الأغشية العاكسة للحرارة على النوافذ والعازلات الحرارية في الجدران. وفي الإطار ذاته، تتم إدارة أنظمة الإنارة في المبنى من خلال نظام إدارة المباني المحدّث، وأنظمة التحكم الأوتوماتيكي بالأضواء واستشعار الحركة. ويستفيد المبنى من الإنارة الطبيعية في النهار بفضل المساحات المفتوحة التي تحيط به علاوةً على تصميم الغرف والجدران.
ويجري استخدام نظام المياه المعالجة لري الحديقة والاستخدام في الحمامات، وتتم إدارة مياه المطر من خلال استخدام الأحجار المتداخلة التي تسمح بنفاذ المياه لتجنب تجمعها، إضافة إلى مخزن مرتفع ومنصات تحميل ذات حواف توزيع مع ألواح من النسيج لجمع المياه. ويدعم نظام البيئة والصحة والسلامة أهداف تصنيف "ليد" بما في ذلك إدارة النفايات القابلة للتدوير ولافتات إرشادات السلامة. كما تشجع "إيساب" الموظفين على الاستخدام المشترك للسيارات وتقدم لهم أولوية ركن السيارات وساعات عمل مرنة.
ولدى "مجلس الإمارات للأبنية الخضراء" قاعدة بيانات على شبكة الإنترنت تسلط الضوء على المصنعين الذين يزودون معدات ذات كفاءة عالية في استهلاك الطاقة للاستخدام في مشاريع بناء أو تحديث المباني. الخضراء. وأطلق المجلس أيضاً تقارير هامة ومتخصصة بالقطاع تشمل "المبادئ التوجيهية التقنية لتحديث الأبنية المشيدة في الأمارات العربية المتحدة و"معايير مقارنة استهلاك الفنادق للطاقة والمياه في دولة الإمارات العربية المتحدة"، وينظم بصورة دورية ندوات نقاشية إضافة إلى جلسات يوم العمل المكثف للترويج لممارسات الأبنية الخضراء.