أصدرت شركتا ’باي بال‘ و’ابسوس‘ تقريرهما العالمي السنوي الثالث حول التجارة عبر الحدود. ويسلط التقرير الضوء على عادات التسوق الإلكتروني على صعيد التسوق المحلي والتسوق عبر الحدود لأكثر من 28 ألف مستهلك في 32 دولة مختلفة، وذلك بهدف تسليط الضوء على الفرص المتاحة للمستهلكين في ظل الطفرة التجارية التي يشهدها العالم حالياً.
التقرير يسلط الضوء على منطقة الشرق الأوسط باعتبارها إحدى المناطق التي تضم أعلى نسبة من المتسوقين عبر الحدود على الإنترنت[1]
يعد التسوق الإلكتروني عبر الحدود من أنماط التسوق الرائجة في دولة الإمارات العربية المتحدة، حيث أشار حوالي نصف (46%) المتسوقين عبر الإنترنت في الإمارات إلى قيامهم بالتسوق من مواقع إلكترونية خارج الإمارات خلال الـ 12 شهراً الماضية. وتتنوع الأسباب الرئيسية التي تدفع المتسوقين في الإمارات للشراء من مواقع الإنترنت خارج بلدانهم، فالبعض يرى في هذا الأسلوب طريقة آمنة للشراء (وفق اختيار 47% من المتسوقين في الإمارات عبر الإنترنت والذين رأوا فيه دافعاً للشراء من المواقع الإلكترونية في دول أخرى)، بالإضافة إلى الشحن المجاني للسلع (44%)، وإثبات أصالة المنتج (43%).
مستقبل الإنفاق عبر الإنترنت - أسباب زيادة حجم التسوق
يواصل إجمالي الإنفاق عبر الإنترنت نموه في دولة الإمارات، وتشير التوقعات إلى أنه سيبلغ 33 مليار درهم إماراتي بحلول عام 2018[2]. وكشف التقرير قيام 68% من الأشخاص البالغين في دولة الإمارات بالتسوق عبر الإنترنت خلال الأشهر الـ 12 الماضية مقارنة بـ 63% في عام 2015. ومن المتوقع للإنفاق عبر الإنترنت أن يواصل نموه أيضاً، حيث أشار قرابة نصف (48%) الأشخاص البالغين المشاركين في الدراسة على شبكة الإنترنت إلى أنهم يعتزمون زيادة إنفاقهم عبر الإنترنت خلال الأشهر الـ 12 المقبلة مع كون الأسباب الرئيسية لذلك تتوزع بحسب ما أشار المشاركون في الدراسة بين سهولة التسوق عبر الإنترنت (67% من الأشخاص الذين يتوقعون زيادة إنفاقهم عبر الإنترنت)، والتخطيط لتوفير المزيد من المال (35%)، والتغيير في مستويات دخلهم المتاح للإنفاق (29%).
نمو التجارة باستخدام الهاتف المحمول في الإمارات
مع الانتشار الواسع للهواتف المحمولة في الإمارات، تزداد أعداد المتسوقين عبر الإنترنت ممن يفضلون الشراء باستخدام هواتفهم المحمولة، ليؤدي ذلك إلى نمو في الإنفاق عبر الهواتف المحمولة تقدر نسبته بـ 29% بين عامي 2015 و2016 ليبلغ حوالي 10 مليار درهم إماراتي، مع توقعات لهذا الزخم أن يتواصل خلال عام 2017 ليحرز نمواً إضافياً تبلغ نسبته 27[3]%.
وقد أشار المتسوقون في الإمارات ممن أجروا تعاملات تجارية عبر الحدود عبر الإنترنت خلال الأشهر الـ 12 الماضية إلى أن حوالي 40% من تعاملاتهم كانت عبر الأجهزة المحمولة سواء من خلال الهواتف الذكية أو عبر الأجهزة اللوحية، وعند سؤالهم عن الأجهزة المستخدمة خلال الأشهر الـ 12 الماضية، أشار 76% من الذين يقومون بالتسوق عبر الحدود عبر الإنترنت إلى استخدامهم الهواتف الذكية بينما استخدم 35% منهم الأجهزة اللوحية، وأوضح 18% منهم أنهم استخدموا أجهزة التحكم/التلفزيون الذكية؛ ويعكس ذلك كله عادات الإنفاق السائدة عموماً عبر الإنترنت.
وفي معرض تعليقه حول هذا الموضوع، قال كيفانج أونان، المدير الإقليمي لـ ’باي بال‘ في منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا: "تمضي الثورة التجارية الإماراتية قدماً مدفوعة بالتنوع الكبير لتعدادها السكاني ذو الطابع العالمي، فضلاً معدلات الانتشار الواسعة لأجهزة الهاتف المحمول، حيث يسعى المستهلكون إلى تأمين منتجاتهم وخدماتهم المفضلة من مختلف أنحاء العالم، لتتبوأ الإمارات بذلك مرتبة متقدمة ضمن الدول الثلاثة الأكثر شراءً باستخدام الهواتف المحمولة".
ماذا يشتري المستهلكون ومن أين ولماذا
شكل السفر والتنقل الفئة الأكثر رواجاً للمشتريات عبر الحدود في دولة الإمارات العربية المتحدة خلال الأشهر الـ 12 المنصرمة (أشار 47% من المتسوقين عبر الحدود إلى قيامهم بالشراء ضمن هذه الفئة خلال الأشهر الـ 12 الماضية)، بينما قال ثلث (33%) هؤلاء المتسوقين أنهم اشتروا التذاكر الخاصة بالفعاليات مثل تذاكر السينما وحضور الحفلات الموسيقية من مواقع إلكترونية في بلدان أخرى، في حين اشترى 40% منهم الملابس والأحذية والإكسسوارات من المواقع الإلكترونية الأجنبية.
وفيما يتعلق بمكان الشراء، عبّر 44% من المشاركين في الدراسة عن ثقتهم بالمتاجر الإلكترونية في البلدان الأخرى بنفس المستوى الذي يثقون فيه بالمتاجر في البلدان التي يعيشون فيها.
وشكلت الولايات المتحدة وجهة التسوق الإلكتروني عبر الحدود الأكثر رواجاً (حيث أشار 16% من المتسوقين في الإمارات عبر الإنترنت إلى شرائهم من مواقع إلكترونية أمريكية خلال الأشهر الـ 12 الماضية)، إلى جانب إنفاق المتسوقين من سكان الإمارات مبلغاً يقدر بنحو 2.4[4] مليار درهم إماراتي على المشتريات من المواقع الإلكترونية الأمريكية خلال الأشهر الـ 12 المنصرمة، وتلتها الهند (تسوق 13% من المستهلكين عبر الإنترنت من الهند) والصين (10%).
وأظهر التقرير أن المتسوقين الحاليين في الإمارات ممن يتسوقون عبر الحدود إلى أن السبب الأول للتسوق عبر المواقع الإلكترونية في الولايات المتحدة يعود إلى حصول المتسوقين على أسعار أفضل في تعاملاتهم التجارية (يعزو 61% من الأشخاص تسوقهم من المواقع الأمريكية لكونها تقدم أسعاراً أفضل) وكذلك من يتسوقون من مواقع في الهند (72%) والصين (77%). بينما تعود الأسباب الرئيسية الأخرى إلى سهولة الوصول إلى سلع غير متوفرة في دول المتسوقين، إلى جانب المدى الكبير للتنوع/التوافر في المنتجات/التصاميم (وقع الاختيار على كل من السببين من قبل 62% من المتسوقين في الإمارات) بالنسبة لعمليات الشراء من المواقع في الولايات المتحدة.
من ناحية أخرى، أشار 62% من المستهلكين في الإمارات المشاركين في الدراسة والذين يتسوقون عبر الحدود من خلال المواقع الإلكترونية إلى قدرتهم على اكتشاف منتجات جديدة ومثيرة للاهتمام في المواقع الصينية، مما يشكل سبباً أساسياً لتسوقهم منها. بينما فضّل 59% من المتسوقين في الإمارات المواقع الهندية للتسوق، وأرجعوا ذلك إلى مدى توفر طرائق الدفع المفضلة بالنسبة لهم.
الأمان يعزز اختيار طريقة الدفع المفضلة
تندرج مستويات الأمن الرفيعة ضمن العناصر الرئيسية المؤثرة في اختيار طريقة الدفع المفضلة للتسوق عبر الحدود (أشار نصف المتسوقين في الإمارات إلى أن السبب الرئيسي لاختيار طريقة الدفع عبر الحدود المفضلة لديهم يعود لكونها ’آمنة‘)، بالإضافة إلى سهولة الدفع (التي اختارها 37% من المشاركين في الدراسة)، وكونها وسيلة مقبولة من جانب معظم التجار (35%). أما سكان الإمارات الذين يتسوقون من مواقع إلكترونية عبر الحدود ممن يفضلون منصة ’باي بال‘ للدفع عبر الحدود، فقد أشار أكثر من نصفهم (55%) إلى أن أحد أسباب تفضيلهم ’باي بال‘ تعود إلى أنها تشكل منصة آمنة للدفع بينما عزا 42% منهم ذلك إلى كونها إحدى العلامات التجارية الشهيرة والموثوقة.
وعلى مدى الأعوام الثلاثة الماضية، دأبت ’باي بال‘ على تقديم تقاريرها المتعلقة بالتجارة عبر الحدود بهدف فهم عادات التسوق الإلكتروني للمستهلكين حول العالم. وأشار تقرير الشركة لهذا العام إلى أن الإمارات تندرج ضمن قائمة الدول الثلاثة الأولى من بين البلدان التي شملتها الدراسة حول عمليات الشراء عبر الحدود والتي تتم عبر الأجهزة المحمولة، مما يبرز المستوى العالي لتبنّي استخدام هذه الأجهزة في المنطقة. من جهة أخرى، أظهر التقرير أن كلاً من الولايات المتحدة والهند والصين قد حافظت على مكانتها باعتبارها الوجهات الثلاث الأكثر تفضيلاً فيما يتعلق بعمليات الشراء عبر الحدود بالنسبة للمستهلكين من سكان دولة الإمارات، كما كانت الحال عليه في العام الماضي. وينطوي مستقبل الإنفاق عبر الإنترنت في دولة الإمارات على إمكانات نمو هائلة، ومن المتوقع أن يتوسع أيضاً خلال الأعوام المقبلة.
منهجية البحث
رؤى ’باي بال‘ لعام 2016
أجرت شركة ’ابسوس‘ بتكليف من ’باي بال‘ دراسة شملت عينات1 لمجموعات تمثيلية تضم كل منها 800- 2000 شخص (بلغ مجموعها 28012 شخص) بالغ (أعمارهم 18 عاماً فما فوق2) ممن يستخدمون الأجهزة المتصلة بالإنترنت3 في 32 دولة مختلفة (تشمل المملكة المتحدة، وإيرلندا، وفرنسا، وألمانيا، وإيطاليا، وإسبانيا، وهولندا، والسويد، وبلجيكا، والبرتغال، وروسيا، وهنغاريا، وبولندا، وجمهورية التشيك، واليونان، والإمارات، ومصر، وجنوب أفريقيا، ونيجيريا، والبرازيل، والمكسيك، والأرجنتين، والبيرو، وتشيلي، والولايات المتحدة، وكندا، والهند، والصين، واليابان، وتايلاند، وسنغافورة). وتم إجراء الاستبيان عبر الإنترنت في الفترة ما بين 30 أغسطس و5 أكتوبر من عام 2016.
أُجري الاستبيان في دولة الإمارات في الفترة بين 14 سبتمبر ولغاية 4 أكتوبر، وشمل عينة مكونة من 804 أشخاص.
كما تم قياس البيانات في جميع البلدان بحيث تلائم القائمة الخاصة ببيانات التوجهات الخارجية لحالات التسوق عبر الإنترنت في كل بلد على حدى.
1في معظم البلدان، تم تطبيق نظام المجموعات التمثيلية بناءً على العمر متقاطعاً مع الجنس والمنطقة الممثلة لتعداد المستهلكين على شبكة الإنترنت. ولم يتم تطبيق نظام المجموعات التمثيلية على دول جنوب أفريقيا وروسيا والبيرو. كما لم يتم تحديد المجموعات لكل من مصر والإمارات ونيجيريا، ولكن تم إرسال الاستبيان بالبريد الإلكتروني لعيّنات تمثل هذه البلدان والتي تم فرزها للاستخدام عبر الإنترنت.
2تراوحت أعمار المشاركين في الدراسة في جميع البلدان الأوروبية بين 18- 74 عاماً
3شملت الأجهزة المتصلة بالإنترنت الحواسيب المكتبية/ الحواسيب المحمولة/ الحواسيب الشخصية المحمولة notebook / الأجهزة اللوحية/ الهواتف الذكية/ غيرها من أنواع الهاتف المحمول/ أجهزة القارئ الرقمي/ أجهزة المساعد الرقمي الشخصي المزودة بمزايا لاسلكية خاصة بالصوت والبيانات/ منصات الألعاب المزودة بقدرة الاتصال عبر الإنترنت (مثل أجهزة ألعاب Wii).
رؤى ’باي بال‘ لعام 2015
أجرت شركة ’ابسوس‘ بتكليف من ’باي بال‘ دراسة شملت 17,519 شخص بالغ (أعمارهم 18 عاماً فما فوق) ممن يملكون و/ أو يستخدمون الأجهزة المتصلة بالإنترنت* في 32 دولة مختلفة (تشمل المملكة المتحدة، وفرنسا، وألمانيا، والنمسا، وسويسرا، وإيطاليا، وإسبانيا، وهولندا، والسويد، والنروج، والدنمارك، وبولندا، وتركيا، وروسيا، والإمارات، والولايات المتحدة، وكندا، والبرازيل، والمكسيك، والصين، وأستراليا). وتم إجراء الدراسة عبر الإنترنت في الفترة ما بين 9 سبتمبر و3 نوفمبر من عام 2014. وتم إنجاز الدراسة في دولة الإمارات في الفترة بين 30 سبتمبر ولغاية 31 أكتوبر من عام 2014، وشملت عينة مكونة من 796 شخصاً. وتم قياس البيانات بناءً على حالات التسوق عبر الإنترنت في جميع تلك الدول، ووفق التوزيع الديموغرافي لمستخدمي الإنترنت في 7 دول من بينها الإمارات.
**تشكل الإحصائيات العالمية المدرجة في هذه المقالة معدلاً وسطياً لـ 22 سوقاً شملها التقرير، ولا تقاس بحسب حجم التعداد السكاني.
[1] تشمل المعدلات الإقليمية جميع المستهلكين المشاركين في الدراسة ولا تقاس بحسب حجم التعداد السكاني
[2] بهدف صياغة التوقعات، فإننا ننظر إلى العلاقات القائمة بين مؤشرات الاقتصاد الكلي الرئيسية، والتنمية السكانية الإجمالية ومستخدمي الإنترنت (المصدر: ’البنك الدولي‘)، والتنمية بحسب الناتج المحلي الإجمالي لكل فرد (المصدر: ’البنك الدولي‘)، وإجمالي مبيعات التجزئة وعبر الإنترنت (المصدر: تقارير ’مكتب الإحصاءات الوطنية‘). نستخدم بيانات الدراسة لإضافة عادات الشراء (مستويات الانتشار ومتوسط الإنفاق للفرد الواحد)، وذلك لفهم حجم ومقدار الإنفاق المستقبلي المتوقع ضمن الفئة الواحدة.
[3] بهدف صياغة التوقعات، فإننا ننظر إلى العلاقات القائمة بين مؤشرات الاقتصاد الكلي الرئيسية، والتنمية السكانية الإجمالية ومستخدمي الإنترنت (المصدر: ’البنك الدولي‘)، والتنمية بحسب الناتج المحلي الإجمالي لكل فرد (المصدر: ’البنك الدولي‘)، وإجمالي مبيعات التجزئة وعبر الإنترنت (المصدر: تقارير ’مكتب الإحصاءات الوطنية‘). نستخدم بيانات الدراسة لإضافة عادات الشراء (مستويات الانتشار ومتوسط الإنفاق للفرد الواحد)، وذلك لفهم حجم ومقدار الإنفاق المستقبلي المتوقع ضمن الفئة الواحدة.
[4] إن تقدير قيمة قناة التجارة عبر الحدود مستمدة من مطابقة بيانات الاستبيان (حالات التسوق والإنفاق لكل بلد) مع إجمالي توقعات التجارة الإلكترونية.