تأكيداً على دور الابتكار كمقوّم أساسي لوضع دولة الإمارات العربية المتحدة في مصافّ الدول الخمس الأوائل في الابتكار على مستوى العالم، عقدت "كانون الشرق الأوسط"، الشركة الرائدة عالمياً في حلول ومنتجات التصوير، حلقة نقاش بالشراكة مع "ميد"، تحت عنوان: "منتدى آفاق الابتكار".
وضمّ المنتدى بعضاً من كبار قيادات القطاع، ومنهم الدكتورة عائشة حبيب المطوع، المدير التنفيذي للابتكار في وزارة الصحة ووقاية المجتمع في دولة الإمارات العربية المتحدة، وأنوراغ أغراوال، المدير التنفيذي في "كانون الشرق الأوسط"، ولوتشيانا سولداد ليديسما، مدير الإبداع والابتكار – الابتكار والمستقبل في "هيئة كهرباء ومياه دبي"، وأيمن علي، مدير تسويق الحلول الاحترافية في "كانون الشرق الأوسط"، والدكتور بشار الخصاونة، رئيس برنامج الدراسات العليا في قسم الهندسة الميكانيكية في "جامعة خليفة"، ودومينيك رايت، المؤسس المشارك في شركة "جنريشن 3D"، وخالد أنطون، مدير المبيعات في "كانون الإمارات".
ودار نقاش المتحدثين والمشاركين في المنتدى حول أهداف الابتكار في دولة الإمارات العربية المتحدة، وسعيها كي تكون بين أفضل خمسة دول في العالم في هذا المجال، وتحصل بالتالي على جائزة نوبل. وشملت المناقشات مجالات أخرى منها: الحاجة إلى تمكين بيئة تتحلى بالجرأة في اتخاذ القرار، والتسامح مع الأخطاء، واستعراض فرص الطباعة ثلاثية الأبعاد في المستقبل.
وتوصلت حلقة النقاش إلى نتيجة أساسية مفادها: أن الابتكار مسألة حاسمة لجميع القطاعات، إلا أن حديثنا عن الابتكار في مجال الصحة، يعني الحديث عن حياة الناس. كما دار الحوار أيضاً عن الدور الحيوي الذي تلعبه حكومة دولة الإمارات العربية المتحدة كمحفّز للإبداع.
وفي كلمته الافتتاحية، ركّز أنوراغ أغراوال على التطورات المستمرة التي يشهدها العالم الرقمي، وكيفية تبني الحكومات لتقنيات جديدة أثناء مواصلة مسيرة التحول نحو مدن ذكية. كما أكد على التزام "كانون الشرق الأوسط" بالانسجام مع رؤية الحكومة عبر ابتكار حلول للتصوير تدعم طموحات المدن الذكية، واحتياجات الجيل الشباب البارع في التكنولوجيا.
كما سلّط أغراوال الضوء على المنتجات التي أطلقتها الشركة حديثاً، بما فيها كاميرات "8k"، و"120MP" و"250MP CMOS"، و"Sensor 4 million ISO"، و"تصوير ذكي للحياة"، في الوقت الذي أكدّ أيضاً على أهمية إطلاق منتجات وتحديثات بتقنيات جديدة، مع تركيز كبير على الاستدامة.
ومن جانبها، توسعت الدكتورة عائشة حبيب المطوع في الحديث عن "الابتكار في الإمارات: من الرؤية إلى الحقيقة: السعي إلى جائزة نوبل"، مؤكدة على أهمية فتح الشبكات والعلاقات بين المؤسسات، والتعاون لتوليد قيمة إضافية. وأشارت إلى اقتباس من كلام صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، ولي عهد أبوظبي، نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة في دولة الإمارات العربية المتحدة، أكد فيه على أهمية الابتكار والاستثمار في قطاعات متنوعة لتجنب أي مصاعب تواجهنا في المستقبل.
ولفتت الدكتورة المطوّع في كلمتها إلى تصدّر الإمارات العربية المتحدة المرتبة الأولى على مستوى العالم العربي على مؤشر مقياس الابتكار في نهاية عام 2016، كما جاءت في المرتبة 41 على مستوى العالم، بما يعد تطوراً عن مستوى العام الماضي حين جاءت في المرتبة الثانية على المستوى العربي، وفي المرتبة 47 على المستوى العالمي. وأضافت المطوّع: " ما زلنا نشهد إنجازات تكنولوجية رائدة، سعياً كي تصبح الإمارات مع حلول عام 2021 ضمن الدول الخمسة الكبار على مستوى العالم، وبالتالي، الفوز بجائزة نوبل على هذا الإنجاز الجديد".
ومن الفعاليات المحورية التي شملها المنتدى أيضاً؛ إقامة حلقتي نقاش حول "الإمكانيات اللامتناهية لسوق الطباعة ثلاثية الأبعاد"، و"الاستفادة من التكنولوجيا لمعالجة وتطوير العمليات الحالية".
وخلال حلقة النقاش، لفت المشارك أيمن علي أنظار الحضور إلى وجود فرصة أمام الطباعة ثلاثية الأبعاد كي تقدم مع "كانون" خطة خدمة لجميع المناطق الناشئة التي لا تتوفران فيها. ومن جانبه، أكد الدكتور محمد الرضا على الأثر الإيجابي الهائل للطباعة ثلاثية الأبعاد في مجال الجراحة، حيث شفيت كلية أحد المرضى اعتماداً على هذه التقنية.
وأثار التجاوب الإيجابي للحضور وأعضاء حلقة النقاش، تجاه اعتماد الطباعة ثلاثية الأبعاد، إعجاب الدكتور بشار الخصاونة، وخاصة منهم "هيئة الصحة بدبي"، حيث قال: "من المهم أن نحظى بمناقشات تماثل تلك التي شهدناها اليوم في هذا المنتدى لتحديد التحديات، ومناقشة طرق تجاوزها. ويبدو مستقبل الطباعة ثلاثية الأبعاد في دولة الإمارات العربية المتحدة واعداً، بالنظر إلى الدفعة التي تلقاها من الحكومة لتبني هذه التكنولوجيا في عدد من القطاعات، مثل الإنشاءات والصحة والفضاء وغيرها".
كما ضمت حلقة النقاش الثانية شادي بخور، المدير العام في "كانون الإمارات"، وروهيت ماجهي، مدير أول في "مونيتور ديلويت"، وزابين بنت أحمد، المؤسس ورئيس مكتب الابتكار في شركة "سيفيا" الاستشارية للمشاريع والشركات الناشئة، الذين زوّدوا الحضور بتحليل معمق يعرّف الحل المبتكر بشكل دقيق، ويوضح الكيفية التي ينفذ بها.
وأوضح بخّور كيفية ربط الحلّ المبتكر مع الموقع الذي ينبغي أن يعمل فيه، وكيف يمكن لبلد ديناميكي مثل الإمارات العربية المتحدة العمل على تعزيز الابتكارات التكنولوجية. وتلعب الحكومة دوراً حاسماً كمحفّز للابتكار، وتشجيع الأفكار والخدمات الجديدة للمساعدة في التطور التكنولوجي للبلاد.
ومن جانب آخر، قال ريتشارد تومسون، مدير التحرير في "ميد": "الابتكار، هو أكثر الموضوعات الحماسية في دولة الإمارات العربية المتحدة؛ حيث وضعته استراتيجية ’رؤية الإمارات 2021‘في محور طموحاتها، كي تصبح من البلدان الأكثر إبداعاً وتطلعاً للمستقبل. وقد حددت ’الاستراتيجية الوطنية للابتكار‘ الفرص المتاحة لدفع أجندة الابتكار في الدولة. والتحدي الذي يواجهنا في دولة الإمارات الآن، هو كيفية تغيير الطريقة التي نعيش ونعمل بها لتحويل تلك الرؤية إلى حقيقة؟".
وأضاف تومسون: "جمع ’منتدى آفاق الابتكار‘ مبتكرين من القطاع الخاص والحكومة لمعالجة هذا التحدي. وكان المنتدى فرصة رائعة لمشاركة الأفكار والتجارب، ولمساعدتنا في تغيير الطريقة التي نعمل بها، والاستفادة قدر المستطاع من الاختراقات التكنولوجية الناشئة، مثل الطباعة ثلاثة الأبعاد، و’إنترنت الأشياء‘ و’البيانات الضخمة‘، وقد كان هذه المنتدى حدثاً مثمراً للغاية، وأنا أتطلع إلى العديد من أمثال هذه اللقاءات في المستقبل".