يرعى خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز -حفظه الله-، يوم الأربعاء المقبل احتفال كلية الملك فيصل الجوية بمرور خمسين عاماً على تأسيسها واستعراض الخبرات والأطقم التي قدمتها الكلية طيلة هذه الفترة، كما سيرعى -أيده الله- حفل تخريج الدفعة ٩١ من طلاب الكلية.
القوات الجوية
القوات الجوية الملكية السعودية إحدى القوات الرئيسية التي تشكل القوات المسلحة للمملكة، وتقوم القوات الجوية بعمليات الإسناد بالإمدادات للقوات البرية، والقيام بعمليات البحث والإنقاذ في السلم والحرب وإخلاء الجرحى عن طريق الجو، ونقل القوات المحمولة جواً وتمويناتها إلى منطقة الهدف، والقيام بعمليات استخباراتية، والمحافظة على المكتسبات الوطنية بحماية أجواء المملكة من أي اعتداء، إضافة إلى مساهمتها بشكل كبير، مع مختلف قطاعات الدولة بفاعلية، أثناء الكوارث الطبيعية حيث يسند لها العديد من الأعمال.
وتقوم قواتنا الجوية بدور إنساني مهم في مجال إخلاء المرضى والمصابين، عند تعذر وسائل النقل الأخرى من الوصول إليهم، كما تنقل طائرات النقل المعونات، التي تساهم بها المملكة للدول عند حدوث الأزمات، وتساهم بدور مهم في نقل كبار الشخصيات من مدنيين وعسكريين على طائراتها المجهزة لهذا الغرض، علاوة على رحلات البريد اليومية لطائرات النقل التي يستفيد منها جميع منسوبي القوات العسكرية وعائلاتهم، في التنقل داخل المملكة مجاناً.
مراحل التطوير
القوات الجوية الملكية السعودية مرت بعدة مراحل في تاريخها حتى وصلت إلى الشكل الحالي، في بدايتها كانت تعرف بالقوات الجوية الحجازية التابعة لمملكة الحجاز التي تأسست بعد الثورة العربية الكبرى عام 1916، وبعد سقوط مملكة الحجاز وضمها لسلطنة نجد، دخلت طائرات وطيارين القوات الجوية الحجازية لقوة الطيران الحجازية النجدية التابعة لمملكة الحجاز ونجد وملحقاتها التي تشكلت في منتصف العشرينيات من القرن العشرين بأمر ملكي من الملك عبدالعزيز آل سعود -طيب الله ثراه-، وبعد توحيد المملكة العربية السعودية في عام 1932، تم ضم قوة الطيران الحجازية النجدية للمملكة العربية السعودية وتغير اسم القوات الجوية إلى سلاح الطيران الملكي السعودي، وكان سلاح الطيران الملكي السعودي متواضعاً جداً من ناحية العدد والعتاد.
وفي عام 1950 تم إعادة هيكلة سلاح الطيران الملكي السعودي وضمها لوزارة الدفاع بعدما كانت قوة مستقلة.
وفي عام 1952، بدأت القوات الجوية باستلام الطائرات الحديثة من المملكة المتحدة، والولايات المتحدة.
وفي عام 1393هـ الموافق 1974م، تحول مسمى هذه القوة إلى القوات الجوية الملكية السعودية، ومن ذلك الحين بدأت القوات الجوية السعودية بالتطور والنمو والمشاركة في أبرز النزاعات في الشرق الأوسط.
منشآت القوات الجوية
للقوات الجوية السعودية عدد من المنشآت التعليمية أبرزها كلية الملك فيصل الجوية، ومعهد الدراسات الفنية، وللقوات الجوية السعودية منشآت عسكرية مختلفة في مهامها وهي قاعدة الملك عبدالله الجوية في جدة، قاعدة الملك عبدالعزيز في الظهران، قاعدة الملك فهد الجوية في الطائف، قاعدة الملك فيصل الجوية في تبوك، قاعدة الملك خالد الجوية في خميس مشيط، قاعدة الملك سلمان الجوية في الرياض، قاعدة الأمير سلطان الجوية في الخرج، قاعدة الملك سعود الجوية، ومنشأة عسكرية في مدينة الملك خالد العسكرية، ومتحف تاريخي تابع للقوات الجوية الملكية السعودية في العاصمة الرياض يسمى متحف صقر الجزيرة للطيران.
إمكانياتات وقدرات
تملك القوات الجوية الملكية السعودية حاليًا ما يقارب 1,106 طائرات و40 ألف موظف نشط، و23 ألف مجند، و9 أجنحة، و38 سرباً، ووحدة قوات خاصة مخصصة للبحث والإنقاذ القتالي.
كلية الملك فيصل الجوية
يُعد السابع من ربيع الأول عام 1387هـ/1967م يوماً مشهوداً في تاريخ القوات الجوية الملكية السعودية، وذلك عندما أعلن صاحب السمو الملكي الأمير سلطان بن عبدالعزيز وزير الدفاع والطيران والمفتش العام -رحمه الله- أثناء تخريج الدفعة السادسة والعشرين من طلبة (كلية الملك عبدالعزيز الحربية)، عن إنشاء كلية للطيران اختار لها سموه اسم (كلية الملك فيصل الجوية).
وفي (10 شوال 1387هـ) تم تأسيس كلية الملك فيصل الجوية خلفاً وتطويراً لمدرسة سلاح الطيران، وقد فتحت أبوابها بعد إجازة عيد الفطر المبارك من ذلك العام لاستقبال الراغبين في دراسة الطيران العسكري، واستقبلت الكلية في تلك السنة دفعتين من المتدربين في وقت واحد.
في يوم الخميس (15 ربيع الأول 1390هـ) الموافق (20 مايو 1970م) وبرعاية جلالة الملك فيصل بن عبدالعزيز -رحمه الله- افتتحت كلية الملك فيصل الجوية رسمياً، وتخرجت الدورتان الأولى والثانية من طلبتها، وكذلك رفع جلالته علم الكلية داعياً المولى -عز وجل- قائلاً: (بسم الله الرحمن الرحيم، اللهم اجعله نصرة لدينك، ورفعة لوطننا العزيز، وأمتنا الكريمة).
تعتبر كلية الملك فيصل مؤسسة تعليمية عسكرية تعتني بتعليم وتدريب الطالب ليحوز على المؤهلات العلمية والعملية التي تجعل منه ضابطاً مؤهلاً في مجال تخصصه.
كما أنها تزود القوات الجوية بالضباط الطيارين والفنيين الأكفاء بعد إعدادهم إعداداً علمياً وعملياً وعسكرياً للمستوى الذي يمكنهم من العمل في وحدات القوات الجوية بكفاءة وفاعلية كما أنها تخرج وتدرب الطيارين والفنيين من الدول الشقيقة والصديقة. كما تقوم بإنجاز الدراسات والأعمال المختصة بالعلوم الجوية.
وخلال الـ ٥٠ عاماً مرت الكلية بمراحل تطويرية جعلتها من أفضل وأعرق الكليات وذلك بالدعم اللا متناهي من لدن القيادة الرشيدة، حيث وفرت أحدث الطائرات التدريبية ووسائل التدريب وأميز وأمهر المدربين والمدرسين.
مهام كلية الملك فيصل الجوية
تعتبر كلية الملك فيصل مؤسسة تعليمية عسكرية تنفذ المهام التالية:
(أ) تعليم وتدريب الطالب ليحوز على المؤهلات العلمية والعملية التي تجعل منه ضابطاً مؤهلاً في مجال تخصصه.
(ب) تزويد القوات الجوية بالضباط الطيارين والفنيين الأكفاء بعد إعدادهم إعداداً علمياً وعملياً وعسكرياً للمستوى الذي يمكنهم من العمل في وحدات القوات الجوية بكفاءة وفاعلية.
(ج) إنجاز الدراسات والأعمال الموكلة إليها من قبل قائد القوات الجوية.