شدد صاحب السمو الملكي الأمير فيصل بن بندر بن عبدالعزيز أمير منطقة الرياض، رئيس مجلس التنمية السياحية بالمنطقة، على ما يحمله برنامجا التحول الوطني 2020، والرؤية الشاملة للمملكة 2030 من أهمية لصناعة السياحة، ليس بوصفها قطاعاً ترفيهياً محدوداً، بل بوصفها صناعة شاملة متكاملة متعددة الروافد، وأحد أهم القطاعات الاقتصادية على مستوى العالم، منوها الى أن المملكة لديها من المقومات السياحية، والتراث الوطني المتنوع، ما يجعلها في طليعة الدول السياحية في المنطقة.
وقال عقب تدشينه، مساء أمس ملتقى السفر والاستثمار السياحي السعودي 2017 "يطيب لي في هذا المساء من مساءات وطننا المعطاء ونحن نحتفل بافتتاح الملتقى العاشر للسفر والسياحة السعودية، أن أكون معكم في هذه الدورة من الملتقى ، ونحن في مرحلة مهمة تعمل فيها المملكة على خطط طموحة من التحول الوطني في ظل متغيرات كبيرة يشهدها العالم من حولنا.
وأضاف: "ونظراً لأهمية صناعة السياحة التي أصبحت ركناً أساسياً من أركان الاقتصاد العالمي المتعدد بمفهومه الحديث، فقد أصدرت الدولة في السنوات الأخيرة مجموعة من القرارات والأنظمة التي تدعم السياحة وتجعل منها رافداً من روافد الاقتصاد الأكثر تأثيراً في مجالات التنمية، وأصبح المواطن السعودي يدرك الآن أكثر من أي وقت مضى الأهمية الاقتصادية للسياحة في التنمية المجتمعية.
وتابع سموه: "إن هذا الملتقى الذي تنظمه الهيئة العامة للسياحة والتراث الوطني للعام العاشر أصبح نشاطاً سنوياً راسخاً لكل المهتمين بالنشاط السياحي، وفرصة للالتقاء والتحاور والنقاش والاطلاع على الفرص السياحية، وكذلك التعرف على الفرص الاستثمارية المتجددة التى تشملها كل مجالات السياحة، إلى جانب ذلك يتيح الملتقى للمواطنين التعرف على ما تشمله بلادهم من فرص سياحية متعددة. ولا شك أن القطاع الخاص له دور كبير في مؤازرة جهود التنمية السياحية، ودعم الأهداف الوطنية.
وشكر الأمير سلطان بن سلمان، والهيئة العامة للسياحة والتراث الوطني لحرصهم على تطوير الملتقى من عام إلى عام".
وشهد حفل الافتتاح، الذي تنظمه الهيئة العامة للسياحة والتراث الوطني بمركز الرياض الدولي للمعارض والمؤتمرات، وبحضور رئيس الهيئة صاحب السمو الملكي الأمير سلطان بن سلمان بن عبدالعزيز، عرض فلم توثيقي عن الملتقى، وتكريم الفائزين بجوائز التميز السياحي، ورعاة الملتقى.
وألقى سمو رئيس الهيئة العامة للسياحة والتراث الوطني كلمة شكر فيها سمو أمير منطقة الرياض على رعايته السنوية للملتقى الذي يحظى باهتمام كبير من خادم الحرمين الشريفين حفظه الله منذ أن كان أميرا منطقة الرياض وحتى الوقت الراهن، حيث كان دائما منذ انطلاقة الملتقى راعيا لمراحل تطوره وداعما لنجاحاته وحريصا على مستوى تطوره.
وأكد سموه أن الملتقى الذي يصادف هذا العام مرور 10 سنوات على انطلاقه، شهد خلال السنوات العشر الماضية الكثير من التطورات على مستوى التنظيم من جهة، وعلى مستوى التنمية السياحية وأثرها في الاقتصاد الوطني.
وكشف سموه الارتفاع الكبير لإسهام السياحة الوطنية في الناتج المحلي الإجمالي كأحد أكثر القطاعات الاقتصادية غير البترولية نموا، حيث ارتفعت الإيرادات السياحية من (57،3) مليار ريال في العام 2004م، ووصلت إلى (166،8) مليار ريال في نهاية 2016م، بنسبة نمو (7%) عن العام الذي قبله، مؤكدا سموه أن صناعة السياحة السعودية انطلقت بأسس قوية نحو تنفيذ المشروعات وتحقيق الإنجازات.
وتناول سموه بعض الأرقام والإحصاءات التي تعكس ما حققته صناعة السياحة منذ إنشاء الهيئة في العام 1421هـ وحتى الآن، ومنها إنشاء 17 مجلسا للتنمية السياحية في المناطق يساندها أكثر من 70 لجنة تنمية سياحية، وتضاعف عدد المنشآت السياحية المرخصة منذ بدء إشراف الهيئة على قطاع الإيواء، من (1402) منشأة عام 2009م إلى(6454) منشأة في نهاية عام 2016م بنسبة نمو (300%)، وزيادة عدد الشركات العالمية الدولية لتشغيل الفنادق من(8) شركات في عام 2002م، إلى (25) شركة دولية بنسبة نمو (300%)، وزيادة عدد منظمي الرحلات السياحية إلى(566) منظم رحلات مرخصاً من قبل الهيئة، مقارنة بـ 10 منظمى رحلات في العام 2002م وفي قطاع غير منظم ومرخص.
وزاد عدد العاملين في قطاعات صناعة السياحة المباشرة من (333) ألف سعودي في العام 2004 إلى أكثر من (936) ألف سعودي، بنسبة نمو (181%) مقارنة مع العام 2004م، ومن المتوقع أن يزيد عدد الفرص الوظيفية إلى (1,2) مليون وظيفة بحلول عام 2020م، مع ارتفاع نسبة التوطين في الوظائف السياحية المباشرة إلى 28% عام 2016م، ومن المتوقع أن تزيد النسبة بحلول عام 2020م إلى 30%.
وتضاعف عدد السعوديين مديري الإدارات وكبار الموظفين في قطاع الإيواء السياحي بنسبة (280%)، وارتفع عددهم من (2202) إلى (6273)، ويشغل السعوديون في مجال تنظيم الرحلات نسبة 100% من الوظائف القيادية، وفي مجال الإرشاد السياحي تم تدريب حوالي الف مرشد حصل مايقارب ٥٠٠ منهم على رخصة الارشاد ومازال بعضهم يستكمل اجراءات اصدار الرخصة.
وبلغ عدد المسارات السياحية المنظمة التي ترتبط بمواقع الجذب السياحي في مناطق المملكة، أكثر من 64 مساراً، وهو ما أحدث نقلة نوعية تنمو بشكل مستمر في مجال تنويع المسارات والأنماط السياحة.
وأشار سموه إلى أحد أهم برامج الهيئة وهو برنامج خادم الحرمين الشريفين للعناية بالتراث الحضاري يحظى بدعم شخصي ومباشر من مقام خادم الحرمين الشريفين (حفظه الله) حيث اعتمدت ميزانية المرحلة الأولى منه بمبلغ 3.8 مليارات ريال، منها 1،3 مليار العام القادم وهو ما يعكس القناعة بجهوزية الهيئة التي استكملت دراسات مشروعات العناية بالتراث الحضاري وتحويله إلى قطاع اقتصادي منتج.
مشيرا إلى أن مبادرات الهيئة في برنامج التحول الوطني بلغت (31) مبادرة، منها (15) مبادرة للهيئة و(16) مبادرة بالتعاون مع الشركاء، وبلغ إجمالي تكاليف هذه المبادرات 9،930 مليار ريال؛ تقدر نسبة الهيئة منها (40%)، والشركاء من الجهات الحكومية ما نسبته (60%)، ومن المتوقع أن يصل إجمالي استثمارات القطاع الخاص إلى أكثر من 16 مليار ريال، تمثل ما نسبته (64%) من إجمالي التكاليف المالية بنهاية عام 2020م.
وتوقع سموه أن تشهد صناعة السياحة والتراث الوطني خلال السنوات القليلة القادمة العديد من التطورات والإنجازات، من أهمها المشروعات التي تضمنتها المرحلة الأولى من برنامج خادم الحرمين الشريفين للعناية بالتراث الحضاري للمملكة، ومنهاانشاء(18) متحفاً في عدد من مناطق ومحافظات المملكة تشمل تأهيل (5) قصور تاريخية، وتهيئة (80) موقعاً أثرياً للزيارة، وترميم وتأهيل (18) بلدة تراثية، وتشغيل (17) مركزاً للإبداع الحرفي، وانطلاق شركة الاستثمار والتنمية السياحية الوطنية.
وفي مجال المعارض والمؤتمرات أعلن سموه عن صدور قرار وزير العمل والتنمية الاجتماعية بتسجيل جمعية المعارض والمؤتمرات رسميا كجمعية أهلية مقرها الرياض ويرأس مجلس ادارتها صاحب السمو الملكي الأمير سعود العبدالله الفيصل.
وتجول أمير الرياض وسمو رئيس الهيئة ب في المعرض المصاحب للملتقى والذي تشارك فيه مجالس التنمية السياحية في المناطق، وكبريات الشركات السعودية العاملة في قطاعات السياحة والفندقة.