بدهشة تفوق الدورات الماضية، أطلقت جمعية الثقافة والفنون بالدمام مساء أول أمس الاثنين النسخة الرابعة من مهرجان "أفلام السعودية" في خيمة إثراء – الظهران، بالشراكة مع مركز الملك عبدالعزيز الثقافي العالمي، في دورة أظهرت جهوزية تنظيمية فائقة وهي تحتفي بعشاق السينما وصناع الأفلام في المملكة، الذين عبروا "السجادة الحمراء" إلى الدورة الجديدة من المهرجان في "لمح البصر" كما عبر عنها أحمد الملا مدير المهرجان ومدير فرع الجمعية بالدمام خلال كلمة الافتتاح، مصرحاً: "بأن المهرجان لم يتوقف منذ اختتام دورته الثالثة العام الفائت، فقد استمر العمل على أهداف المهرجان التي يأتي ضمنها التسويق للأفلام السعودية في المحافل الدولية". مضيفاً: "عمل المهرجان على انتخاب بعض الأفلام المشاركة في الدورة الثالثة بالإضافة إلى بعض الأفلام التي أنتجت حديثاً لتعرض في عدة مناسبات كفعالية "أيام الفيلم السعودي" الذي أقامته الجمعية مع مركز الملك عبدالعزيز الثقافي العالمي في مدينة لوس آنجلس الأميركية في شهر نوفمبر الماضي.
وشهد حفل الافتتاح عرض فيلم "وسطي" للمخرج علي الكلثمي وهو من الأفلام السعودية التي عرضت في لوس آنجلس، وتعرض للمرة الأولى أمام الجمهور السعودي، الأمر الذي دفع الكلثمي ليعبر عن فخره باختيار فيلمه للافتتاح، قائلاً: "شعور غريب أن يتم اختيار فيلمك لحفل الافتتاح، فهذا الأمر يشكّل ضغطاً على صانع الفيلم، وهو تقدير أفخر به وأشكر عليه المنظمين الذين أرونا إنجازاً عظيماً في إقامة المهرجان وتنظيمه، لكني كنت متخوّفاً من وضعي في الواجهة أمام الجمهور الذي هو أكثر ما يهمني، خصوصاً إذا أخذنا في الاعتبار أن هذا الجمهور مكوّن من صنّاع الأفلام ومحبي السينما أصحاب الذائقة العالية".
كما كرّم المهرجان الفنان سعد خضر تقديراً لإسهامه الكبير والسابق في تطوير صناعة المحتوى المرئي والمسموع في المملكة، وعرض في الحفل فيلم وثائقي يروي مقتطفات من حياة سعد خضر الذي علق لـ"الرياض" على تكريم "السينما" له قائلاً: "إنه يعني لي الشيء الكثير كوني من الأوائل الذين أنتجوا الأفلام، خاصة أن أول فيلم روائي سعودي طويل أنا من أنتجه كما أنتجت في مصر أفلاماً كثيرة". متمنياً أن يدوم دوران العجلة ليس في التكريم بل أيضاً في الإنتاج والعرض. مؤكداً على ضرورة إيجاد داعم مادي للسينما من أجل الاستمرار "وإلا لن تتطور". وقد سلمت النخلة الذهبية للفنان خضر باسم صنّاع الأفلام وكتاب السيناريو المشاركين، كما دشّن المهرجان كتاب "عازف الكمان، بطل الكونغ فو، سعد خضر الفنان الرائد"، الذي يحكي سيرته بالإضافة إلى شهادات الفنانين والمثقفين عنه.
سلطان البازعي، رئيس مجلس إدارة جمعية الثقافة والفنون، ومشرف المهرجان، أشار إلى أنه من دواعي الفخر أن يستطيع المهرجان في دورته الرابعة انتقاء الأعمال التي تدخل في مسابقته، مما يدل على رقي الأعمال ونشوء التنافس بشكل مطّرد وعلى المكانة التي يتبوءها المهرجان بين المهرجانات العربية، منوهاً أن عدد صناع الأفلام "مخرجين وممثلين وكتاب وفنيين" وصل إلى 2040 ممن سجلوا في المهرجان، وأن الأفلام التي تم ترشيحها للعرض أو للمنافسة على جوائز المهرجان بلغت 59 فيلماً، 38 منها في تعرض لأول مرة، كما بلغ عدد صفحات النصوص التسعة والثمانين المرشحة للمنافسة في مسابقة السيناريو 2067 صفحة، 77 منها سيناريو قصير و12 سيناريو طويل.
ورفعت هذه الدورة مستوى الحسّ والإنتاج السينمائي المحلي إلى مستوى مُتقدم، حيث شهدت المشاركات المسجلة هذا العام ازدياداً ملحوظاً، من 112 فيلماً و72 سيناريو العام الفائت إلى أكثر من 136 فيلماً و116 سيناريو هذا العام، علماً بأن جميع هذه المشاركات أنتجت خلال 2016م، وعن قبول 58 فيلماً و89 سيناريو، قال الملا بأنه "تم رفع معايير القبول كما وعدنا صنّاع الأفلام في ختام المهرجان العام الماضي، ثقة منا بأنهم يطلبون الأجود والأجمل، وابتكرنا جوائز مُغايرة ذهبت إلى مُختلف عناصر الفيلم، وانتخبنا لجنة استشارية من بينهم كتقليد كل دورة وشكلنا لجان تحكيمية نتمنى لها التوفيق".
من جانبه أشار الفنان إبراهيم الحساوي مدير العلاقات العامة في المهرجان، إلى أن المهرجان يتعاون هذه السنة مع الشركات المتواجدة في السوق لإطلاق مبادرة 5 × 5، وهي مبادرة تنافسية تهدف لإبراز الدور الذي يلعبه المنتج في صناعة الفيلم السينمائي، وتستهدف المبادرة المنتجين الذين سيُفتح لهم باب التسجيل للفوز بفرصة الحصول على منحة فنية توفّر لهم فيها كافة المعدات المطلوبة لإنتاج الأفلام من كاميرات وإضاءات وفنيين ووحدات ما بعد الإنتاج، وقد جاء اسم المبادرة "5x5" دلالة على اختيار خمسة منتجين لينتجوا خمسة أفلام خلال هذا العام لتعرض في الدورة الخامسة من مهرجان "أفلام السعودية"، مضيفاً بأن باب التسجيل في المبادرة سيفتح بعد حفل ختام المهرجان المزمع إقامته يوم السبت المقبل.