رأس خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز آل سعود - حفظه الله - الجلسة التي عقدها مجلس الوزراء، بعد ظهر أمس (الاثنين)، في قصر اليمامة، بمدينة الرياض.
وفي مطلع الجلسة، أعرب خادم الحرمين الشريفين عن بالغ الشكر والتقدير لأخيه جلالة الملك عبدالله الثاني ابن الحسين، ملك المملكة الأردنية الهاشمية، على ما لقيه والوفد المرافق خلال زيارته للأردن من حفاوة الاستقبال وكرم الضيافة، مؤكداً أن ما تم خلال الزيارة من مباحثات مع جلالته، وتبادل لوجهات النظر حول المسائل والقضايا التي تهم البلدين، وما جرى من لقاءات ومباحثات رسمية بين الجانبين، وتوقيع اتفاقيات ومذكرات تفاهم، يجسد الروابط الأخوية المتينة، والرغبة في الدفع بها نحو أفق أوسع، بما يخدم مصلحة البلدين والشعبين الشقيقين، ويسهم في دعم وتعزيز الأمن والاستقرار في المنطقة والعالم.
كما عبر - حفظه الله - عن تقديره للمملكة الأردنية الهاشمية ملكاً وحكومةً وشعباً على ما بذل من جهود كبيرة لإنجاح أعمال مؤتمر القمة العربية في دورته الثامنة والعشرين، مشيراً في هذا السياق إلى النتائج الإيجابية للقمة، وأطلع - أيده الله -، المجلس على نتائج لقاءاته بإخوانه أصحاب الجلالة والفخامة والسمو قادة الدول العربية على هامش اجتماعات القمة، وأعرب - رعاه الله - عن سعادته باستضافة المملكة العربية السعودية للقمة العربية في دورتها التاسعة والعشرين في مدينة الرياض - بمشيئة الله -، مرحباً بإخوانه قادة الدول العربية الشقيقة في بلدهم الثاني المملكة. وأطلع الملك المفدى المجلس على نتائج استقباله نائب رئيس اللجنة العسكرية المركزية للحزب الصيني الفريق أول جوي شيوي تشي ليانغ.
وأوضح وزير الثقافة والإعلام الدكتور عادل بن زيد الطريفي، في بيانه لوكالة الأنباء السعودية عقب الجلسة، أن مجلس الوزراء نوه بالبيان المشترك الصادر عقب زيارة خادم الحرمين الشريفين للمملكة الأردنية الهاشمية، وما اشتمل عليه من تأكيد على متانة العلاقات الأخوية، وحرص على تنميتها في مختلف المجالات، وما تضمنه من مواقف تجاه الوضع الراهن في الوطن العربي، ورغبة في جمع الكلمة وتوحيد الصف العربي والإسلامي، وسعي البلدين الحثيث من أجل العمل على توثيق الروابط الأخوية بين الدول العربية والإسلامية.
وأشاد مجلس الوزراء، بالنتائج الإيجابية لمؤتمر القمة العربية في دورته العادية الثامنة والعشرين، وما توصلت إليه من قرارات لخدمة القضايا العربية، مشدداً في هذا الشأن على ما تضمنه إعلان عمّان الصادر في ختام أعمال القمة الذي عكس حرص الجميع على العمل العربي المشترك لمعالجة ما يواجه العالم العربي من مشكلات وتحديات.
وتطرق مجلس الوزراء، إلى ما تضمنه البيان الصادر عن أعمال الدورة الـ 142 للمجلس الوزاري لمجلس التعاون لدول الخليج العربية في ختام اجتماعاته بالرياض، من تأكيدات على مواقف وقرارات دول مجلس التعاون الثابتة تجاه مختلف الموضوعات المتعلقة بمسيرة العمل الخليجي المشترك، وآخر التطورات الإقليمية والدولية.
وبين معاليه: أن مجلس الوزراء أدان إعلان سلطات الاحتلال الإسرائيلي عن إقامة مستوطنة جديدة في الضفة الغربية لأول مرة منذ عشرين عاماً، وبناء 2000 وحدة استيطانية جديدة، والاستيلاء على 977 دونماً من الأراضي الفلسطينية المحتلة، مؤكداً المواقف الثابتة للمملكة العربية السعودية تجاه القضية الفلسطينية، واستنكارها لجميع الإجراءات التي تقوم بها سلطات الاحتلال الإسرائيلي، ودعواتها المتكررة للمجتمع الدولي بإلزام إسرائيل بالتوقف عن جميع الإجراءات التعسفية والعنصرية التي تمارسها ضد أبناء الشعب الفلسطيني.
وجدد مجلس الوزراء: إدانة المملكة واستنكارها الشديدين للانفجار الذي وقع بمدينة "باراتشنار" في باكستان، معرباً عن العزاء لذوي الضحايا ولجمهورية باكستان الإسلامية حكومةً وشعباً، وتمنياتها للمصابين بسرعة الشفاء.
بعد ذلك، استعرض مجلس الوزراء جملة من الموضوعات، معبراً عن الشكر والعرفان لخادم الحرمين الشريفين على جهوده وعنايته بكتاب الله وحرصه على تعليم القرآن وحفظه وتلاوته في داخل المملكة وخارجها، وعلى رعايته - حفظه الله - للأيتام وجهوده في مختلف مجالات العمل الإنساني، مشيراً في هذا السياق إلى منح الملك المفدى شهادة الدكتوراه الفخرية في مجال "خدمة القرآن الكريم وعلومه" من جامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية، وجائزة الشخصية القيادية الفخرية في مجال رعاية الأيتام خلال حفل التكريم بجائزة السنابل للمسؤولية المجتمعية لمؤسسات رعاية الأيتام بدول مجلس التعاون الخليجي 2017م، التي نظمتها جمعية السنابل لرعاية الأيتام بمملكة البحرين.
وثمن مجلس الوزراء جهود رجال الأمن في تعقب العناصر الإرهابية، وكل من يحاول العبث بأمن المملكة ومواطنيها والمقيمين على أراضيها، مشيراً في هذا الصدد إلى نجاح رجال الأمن في مداهمة إحدى المزارع بشمال بلدة العوامية بمحافظة القطيف استخدمت من قبل العناصر الإرهابية في الإعداد والتخطيط والتجهيز للأعمال الإرهابية، وإفشال مخططاتهم وتحييد خطرهم.