١٨ جمادى الأولى ١٤٤٦هـ - ١٩ نوفمبر ٢٠٢٤م
الاشتراك في النشرة البريدية
عين الرياض
الثقافة والتعليم | الأربعاء 3 مايو, 2017 4:00 صباحاً |
مشاركة:

مدير جامعة الإمام يفتتح المؤتمر العالمي الأول لتاريخ العلوم التطبيقية والطبية عند العرب والمسلمين

افتتح معالي مدير جامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية عضو هيئة كبار العلماء فضيلة الشيخ الأستاذ الدكتور سليمان بن عبدالله أبا الخيل، المؤتمر العالمي الأول لتاريخ العلوم التطبيقية والطبية عند العرب والمسلمين، بقاعة الشيخ عبدالعزيز التويجري بمبنى المؤتمرات بالمدينة الجامعة، وبحضور وكلاء الجامعة، وأكثر من 145 باحثاً بينهم نحو 38 باحثة من مختلف دول العالم.

وأكد أبا الخيل خلال كلمته التي القاها في حفل الافتتاح إن الجامعة تستحضر اتجاهات قيادتنا الرشيدة أيدها الله نحو العناية بالإرث التاريخي والحضاري للأمتين العربية والإسلامية، مشيراً إلى أن هذا المؤتمر يأتي مبلوراً  رؤية المملكة 2030 التي عنيت بالجانب التاريخي والعمق الحضاري للمملكة بوصفها مهبط الوحي ومهد العروبة، وقال: فجاءت تلك الرؤية الوطنية الطموحة الشرعية العالمية الاقتصادية والتي اشتملت على أهداف في غاية الأهمية ورسالة واضحة تستشرق وتتلمس كل ما يجعل أبناء الوطن يعيشون في راحة وأمن ويوفر لهم العناية بالتراث الإسلامي وإظهار محاسنه ومكتسباته عبر قنوات وأعمال متعددة، فهي ولله الحمد دولة جمعت بين الاصالة والمعاصرة وقامت بواجبها بما شهد له العالم أجمع.

ورحب معاليه بالمشاركين والمشاركات، متمنياً لهم وللمؤتمر التوفيق والنجاح نحو ما يخدم الحقل العلمي والتطبيقي والطبي الذي أسهم علماء العرب والمسلمين في إرساء أسسه وقواعده الأولى ليعم نفعها بلدان العالم وثقافات الأرض وحضارات التاريخ.

وأوضح معاليه إلى أن العرب والمسلمين إذا كانوا أصحاب فكر وثقافة ماضي فأن لديهم من الذكريات والخبرات والأعمال والجهود ما يؤهلهم ما يكونوا أفضل بكثير ما كانوا عليه السابقون، مضيفاً بأن الجامعة اعتنت بهذا الشأن توجهت لهذا التوجه من أجل أن تجمع أقطار المعارف والعلوم وتربط بعضهم ببعض ويعرف المجتمع أنها جامعة شرعية عربية عالمية تراثية ولا تقف عند أي حد ليحقق الهدف وكذلك يكونوا وفق توجيهات ولاة الأمر .

من جانبه أكد رئيس اللجنة التحضيرية وكيل جامعة الإمام للتبادل المعرفي والتواصل الدولي الدكتور محمد بن سعيد العلم إن المملكة شهدت خلالَ العقودِ الماضية؛ وبالأخصّ العقدَ الأخير تنميةً علمية شاملة متكاملة، حيث طرحت المملكةُ خُطتها التاريخيةَ المتمثلةَ بالرؤية 2030 لمواكبةِ التحولات الكبرى والمتسارعة التي يشهدها العالم، مبيناً أن المؤتمرُ يهدف إلى تحقيق غايات تلك الرؤية العميقة وذلك عبر تفعيل اتجاهاتها نحو إبراز العمق التاريخي للمملكة بوصفها ارتكازا رئيسا للفعل الحضاري عربياً وإسلامياً على مرّ العصور، بما تتوافر عليه من إرث تاريخي سعودي وعربي وإسلامي، وقال: عُرفت أرضُ المملكة على مرّ العصورِ بالحضارات العريقة والطرقِ التجارية التي كانت حلقةَ وصلٍ بين حضاراتِ العالم المختلفة فاكتسبت بذلك عمقاً علمياً وثقافياً فريداً، وقد أولتْ الجامعةُ بقيادةِ مديرِها اهتماماً كبيراً بإنشاء الكليات الطبية والتطبيقية، إلى جانب الكليات الشرعية والعربية والإنسانية والاقتصادية والإعلامية، وكذا البرامجِ والمشروعاتِ التعليمية، بالإضافة إلى المعاهد العليا والمعاهد العلمية ومعاهد اللغة العربية في الخارج، والمراكز البينية المتخصصة. كلُّ ذلك بتوجيهات حكومتنا الرشيدة، ودعمها غيرِ المحدود للجامعة، بقيادةِ خادمِ الحرمينِ الشريفينِ الملكِ سلمانَ بنِ عبدِ العزيز، ووليِّ عهدهِ الأمين وزيرِ الداخليةِ صاحبِ السموِ الملكيِّ الأميرِ محمدِ بنِ نايف، ووليِّ وليِّ العهدِ وزيرِ الدفاع صاحبِ السموِّ الملكيِّ الأميرِ محمدِ بنِ سلمانَ حفظهم الله.

وأوضح العلم أن المؤتمر جاء انطلاقًا من دور الجامعة ممثلةً بمعهدِ العلوم العربية والإسلامية في الاهتمامِ بتاريخ العلوم التطبيقية والطبية عند العرب والمسلمين، وحرصاً منها على تنظيم هذا المؤتمر في رحابها، وذلك للتعريف بإسهامات العرب والمسلمين في تطور مختلفِ العلوم التطبيقية والطبية، لينشأَ الجيلُ القادمُ على وعي بتاريخه وماضيه الذي كان له الأثرَ الكبيرَ في تطور العلوم التطبيقية والطبية، فقد حظيَ منذ أولى لحظاتِهِ بدعم مستمر ومؤازرة متواصلة من معالي مديرِ الجامعةِ لإنجاحِ وتفعيلِ هذا المؤتمر الفريد الذي يعدُّ جسراً علمياً عالمياً، يشعُّ نوره من بلاد الحرمين الشريفين ليمتد أثرُهُ إلى أنحاءِ العالم، ويكونَ حافزاً لبذل المزيد من الجهد والإسهام في النهضة العلمية التي يعيشها العالم اليوم.

عقب ذلك أشاد الأستاذ الدكتور رشدي راشد مدير أبحاث المركز القومي الفرنسي للبحث العلمي بجهود جامعة الإمام في إبراز دور العلماء العرب والمسلمين في كافة العلوم التطبيقية والطبية، مبيناً بأنها هي الجامعة الوحيدة التي لديها معهد متخصص في مجال تاريخ العلوم العربية والإسلامية، متمنياً أن تحذوا الجامعات العربية والإسلامية بحذوها، وأضاف: أن البحث العلمي في هذا المجال لا زال في بدايته ولن نخطو كثيراً إلا بمثل هذا المعهد الذي يحقق الأهداف المرجوة منه منها الكشف عن البعد العلمي والتقني في الحضارة الإسلامية عن طريق بحوث جادة ودقيقة على أعلى المستويات، وتهيئة جيل من الشباب متخصصين بتاريخ العلوم وعلى دراية بالمادة العلمية بمختلف اللغات.  

من جانبه أكد رئيس اللجنة العلمية للمؤتمر عميد معهد تاريخ العلوم العربية والإسلامية الدكتور سعد بن سعيد القرني المملكة حملت على عاتقها العناية بإنجازات وإسهامات العرب والمسلمين انطلاقاً من عقيدة التوحيد الإسلامية الوسطية المنفتحة تجاه ثقافات العالم لتزيد وتستزيد بذلك مكتسبات الحضارة الإنسانية، مشيراً إلى أن المؤتمر الذي تتبناه الجامعة ممثلة بمعهد تاريخ العلوم العربية والإسلامية ليجسد أحد المعاني الحقيقية لتوجهات المملكة في استنباط معالم حضارة العرب والمسلمين لأهم ميادين العلوم التطبيقية والطبية، موضحاً أن المشاركون في المؤتمر هم من نخبة العلماء في العالمين العربي والإسلامي والذين سوف يثرون هذا المؤتمر بأوراقهم العلمية وبحوثهم المحكمة.

يذكر أن معاليه صحب الضيوف في جولة شملت متحف تاريخ العلوم والتقنية في الإسلام واستمعوا إلى شرح مفصل من سعادة المستشار المشرف على الشؤون الفنية المهندس محمد الجريان.

وانطلقت الجلسة الأولى للمؤتمر صباح يوم أمس برئاسة وكيل الجامعة للتبادل المعرفي والتواصل الدولي الدكتور محمد بن سعيد العلم، حيث تحدث في بداية الجلسة الدكتور محاسن محمد الوقاد عن إسهامات علماء العرب المسلمين في علم الفلك يعتبر علم الفلك من أقدم العلوم ، مشيراً بأن علماء العرب قاموا بدور بارز في تطوير علم الفلك والمحافظة عليه.                                           

من جانبها أكدت الدكتورة زوليخة بن رمضان في دراستها التي حملت عنوان: "الأطباء والصيادلة العرب ومؤلفاتهم المحفوظة في الخزانة الحسنية بالرباط"، حيث أشارت إلى المملكة المغربية تضاعفت جهودها منذ سنين عديدة من أجل حصر وفهرسة التراث المكتوب في علوم الطب والصيدلة الذي تزخر به الخزانات الوطنية الخاصة والعامة، وذلك بغية تقريب هذا التراث إلى الباحثين المشتغلين بالحضارة الإسلامية وبالحضارات المقارنة، كحقول معرفية جديدة في هذا الباب، لما لا إلى دوي الاختصاص من الأطباء في عصرنا هذا، مع تصاعد ما اصطلح على تسميته ب"الطب البديل" أو "الطب الطبيعي"، والذي أضحت له سوقا رائجة عبر العالم.

واقترح الدكتور د. أحمد محمود أبو العز في بحثه الذي جاء بعنوان: "تصميم المتحف الافتراضي في تاريخ العلماء العرب في العلوم لاستكشاف المواهب الصغيرة" إلى أن المتاحف الافتراضية تمثل مستقبل التعليم في القرن الحادي والعشرين، إذ تعتمد في تصميمها عل التفكير التصميمي في معالجة المعلومات في صورة مرئية حية أكثر ارتباطًا بوجدان الطالب.

وبدأت الجلسة الثانية برئاسة وكيل الجامعة للدراسات العليا والبحث العلمي الدكتور محمد بن سليمان آل محمود والتي افتتحت ببحث الدكتورة نجلاء النبراوي والذي جاء بعنوان: "تدبير المشايخ ..جهود علماء العرب والمسلمين في مجال طب المسنّين "، مشيرةً بأن تسمية تدبير المشايخ هي التسمية المتداولة  في تناول هذه المؤلفات، وقالت: والتدبير يعني اتخاذ إجراءات أو ترتيبات لنفع المسنين وصالحهم مثلما كُتب عن تدبير الأطفال والحامل والمرضع وكل من يحتاج إلى تدبير يقتدي به لصحة أفضل .

وبين الأستاذ صاحب عالم الأعظمي الندوي في بحثه الذي حمل عنوان: "إسهامات علماء الهند والعرب في تطوير علوم الطب والصيدلة في العصور الإسلامية" إلى أن الهند وشبه الجزيرة العربية ودول الخليج العربية شهدت تقدمًا كبيرًا في العلاقات التجارية والثقافية والسياسية قبل البعثة النبوية وبعدها، وتسليط الضوء على مساهمة الهنود الملموسة في علوم الطب والصيدلة في العصور الهندية القديمة من ناحية، والبحث عن روافد العلوم الطبية الهندية وتأثيرها في الحضارات القديمة المعاصرة لها من ناحية أخرى.

وبدأت الجلسة الثالثة والتي يرأسها وكيل الجامعة لشؤون المعاهد العلمية الأستاذ الدكتور إبراهيم بن محمد قاسم الميمن حيث افتتحت ببحث الدكتور حسن محمد بيلاني والذي حمل عنوان: "إبداع العلماء العرب والمسلمين في تصميم وصناعة الآلات الفلكية - الإسطرلاب أنموذجاً"، إلى أن الحضارة العربية والإسلامية في العلوم الأساسية والتطبيقات العملية أسهمت إسهاماً كبيراً، فقد حافظت على علوم وتقنيات ووسائط الأمم المجاورة (هنود وفرس وروم)، وقامت بتطوير تلك التقنيات والوسائط ، وابتكرت عدداً آخر كبيراً من الآلات والوسائط، وقال: ويعتبر الإسطرلاب أنموذجا لهذه التقانات، باعتباره من أعقد الآلات تصميماً وصناعة، ويمكن القول بأنه من أعظم إنجازات الحضارة العربية والإسلامية. ويتجلى الإبداع في تصميم الإسطرلاب من خلال تحويل الفراغ ثلاثي البعد إلى ثنائي البعد باستخدام نظرية نشر السطح الكروي المعروفة حالياً بالإسقاط الستيريوغرافي.

وبينت الدكتورة بن شاهين في عنوان بحثها التي حمل عنوان: "الجوانب الإنسانية والتأثيرات المتبادلة بين الحضارات المختلفة" إلى أن الحضارة العربية الإسلامية تشكل مجال معرفيًا كبيرًا واسعًا ومتفاعلًا مع الحضارة الإنسانية الأخرى تأثرًا وتأثيراً على مدى التاريخ، وقالت: أغنت الفكر الإنساني في مختلف جوانب المعرفة والتي انتقلت ضوئها قبل الإسلام إلى الإغريق واليونان من منهلين أصليين هما حضارة وادي النيل وحضارة وادي الرافدين.

وافتتحت الجلسة  الرابعة برئاسة وكيل الجامعة للشؤون التعليمية الدكتور عبدالعزيز بن عبدالرحمن المحمود والتي بدأت بورقة الدكتورة بدرية بنت عبدالعزيز العوهلي حول "إسهامات لسان الدين بن الخطيب الأندلسي (713-776هـ) الطبية من خلال مؤلفه: (رسالة مقنعة السائل عن المرض الهائل)، مشيرةً إلى أنه كان مؤرخا وأديبا وعالما موسوعيا خاض غمار مختلف ميادين العلم والمعرفة وأبدع فيها شعرا ،ونثرا ،وكتابة ،وأدبا، وتاريخا، ورحلة ،وفلسفا،وطبا ، وصنف مؤلفات نفيسة ذات قيمة علمية كبيرة أثرت المكتبة الأندلسية .

وأبرز الدكتور إيهاب خفاجي في ورقته التي حمل عنوان: "إسهامات العلماء العرب في مجالات العلوم الهندسية (العمارة)، إلى أن الفهم الواعي للمعماريين المسلمين للبيئة استطاعوا الحصول على أفضل استخدام لعناصر البيئة الطبيعية وتطوير عناصر البيئة المبنية وقاموا بتوظيف هذه العناصر لراحة الإنسان فاستخدموا الماء والنباتات ووضعوا الحلو المعمارية للأحوال الجوية والمناخية دون إغفال الناحية الجمالية وأيضا تم استخدام النباتات على السطوح الأبنية وفي الأفنية لتحقيق العزل الحراري للمنازل والأبنية قد ثبت علماً أن استخدام النباتات بهذا الشكل هو من أنجع طرق العزل الحراري للسقوف.

واختتمت الجلسة بورقة كلا الدكتور بندر بن عبدالله المشاري آل سعود، والدكتور  عبدالحميد العبدالجبار، والتي حملت عنوان: "عوامل بروز العلماء في مجال العلوم التطبيقية في الحضارة الإسلامية"، إلى أن أهم العوامل والظروف المحيطة بالعلماء التي أدت إلى بروزهم في عصور الحضارة الإسلامية في مجال العلوم التطبيقية في قرونها الذهبية وذلك من خلال النظر في سيرهم وبيئاتهم وخلفياتهم الفكرية والثقافية عبر الاستقراء والنظر الفردي، دون استحضار أو دراسة للثقافة العامة الشاملة للحضارة الإسلامية التي عادة ما تُستَجلب في السرد العام حين تناول إسهامات العلماء المسلمين في العلوم الطبيعية.

مشاركة:
طباعة
اكتب تعليقك
إضافة إلى عين الرياض
أخبار متعلقة
الأخبار المفضلة