في خطوة تهدف إلى نقل المعرفة والتكنولوجيا وسد الفجوه بين مخرجات التعليم ومتطلبات سوق العمل، بمشاركة ما يزيد على 50 شركة ومنظمة عالمية ومحلية متخصصة في الشهادات الاحترافية والتدريب، تستضيف العاصمة الرياض اليوم ولمدة يومين، أول مؤتمر ومعرض دوليين للشهادات الاحترافية "سرتكس 2017 " في فندق رافال كمبينسكي.
وأوضح خالد الهفتاء رئيس لجنة التنظيم، أن "سرتكس 2017" يعد فرصة كبيرة لتعريف الخريجين وأصحاب الشهادات على العارضين ومزودي الشهادات الاحترافية الدولية، والتأكد من القيمة السوقية لهذه الشهادات، وما عليهم فعله بناء على هذه المعلومات من حيث الحصول على التدريب المناسب والمسارات الوظيفية الأكثر طلباً وبالتالي تعزز فرص النجاح في الحصول على وظائف أكثر مردودية مادية ومعنوية.
وأكد ضرورة التكامل بين التعليم الأكاديمي والشهادات الاحترافية وذلك لسد الفجوة بين مخرجات التعليم والشهادات الاحترافية الأكثر طلباً في سوق العمل، لافتا إلى أن العلاقة بين الشهادات الاحترافية والتعليم الأكاديمي من بين المواضيع المطروحة في المؤتمر، إذ تهدف إلى إحداث حالة من التكامل مع المؤسسات التعليمية الكبرى كالجامعات، الأمر الذي يعد ضرورة ملحة خلال الفترة الحالية.
وأضاف الهفتاء أن هناك تجربة ممتازة تحت اسم قياس لتقييم الأفراد والخريجين ولا غبار عليها، ولكنها تختلف عن الشهادات الاحترافية التي هي تخصصية بالأساس، أما بالنسبة للاستفادة من المشروع "سرتكس" فنحن لنا تصور مع شركائنا بالاستفادة من هذه التجربة وإمكانية تطويرها وكذلك مساعدة الجهات المحلية الراغبة في بناء أو تطوير شهادات احترافية مستقبلاً ومساعدتهم على تسويقها محلياً وعالمياً. ويشارك في المؤتمر 400 شخص من مؤسسات ومنظمات رئيسية في هذا المجال وصناع قرار وكبار الشخصيات وقادة الفكر، ويناقش عديدا من المواضيع منها "رؤية المملكة 2030 " وأهميتها ودورها المهم في المستقبل. كما يتضمن المؤتمر ورش عمل منها دور المنظمات السعودية في أيجاد موارد بشرية مدربة ومنافسة من خلال الشهادات الاحترافية، ودور الشهادات الاحترافية في تقليص الفجوة بين البرامج التعليمية وسوق العمل.
وحول وجود إحصائيات وأرقام عن حجم حاملي الشهادات الاحترافية في السعودية قال "إنه لا توجد إحصائيات وأرقام دقيقة لمثل الشهادات الاحترافية، ولا توجد أي جهة في العالم تمتلك مثل هذه المعطيات، والأرقام الموجودة عند مزودي الشهادات الاحترافية أو مراكز الاختبارات ليست دقيقة ومتفرقة، وسوف نعمل من خلال هذا الحدث والمنصة المتواصلة ومن خلال شركائنا المحليين والدوليين على إطلاق مشروع قاعد بيانات دقيقة وطنية لحاملي الشهادات تخدم سوق العمل القائمة في الأساس على المعرفة والاحتراف".
وقال رئيس لجنة التنظيم إن رؤية المؤتمر عموماً تدفع إلى بناء وتنمية اقتصاد ومجتمع قائم على المعرفة وهذا ما يتم العمل عليه من خلال منصة "سرتكس"، لافتا إلى أن الاختصاصات الأكثر طلباً مبدئيا هي الخاصة بتقنية المعلومات، إذ إن الرقمنة هي حديث الساعة على مستوى العالم بمختلف مظاهرها الجديدة مثل الحوسبة السحابية والذكاء الاصطناعي وإنترنت الأشياء وأمن المعلومات وغيرها من المجالات التي لا غنى عنها للمنظمات مثل الموارد البشرية والمالية والهندسة وغيرها.
وأبان أن كل هذه المجالات لها شهادات تسهم في تعزيز الحوكمة واحتراف الأعمال وإيجاد منظمات تنافسية قادرة على الصمود أمام المنافسين وتستطيع التوسع داخل وخارج الحدود بكفاءات وطنية قادرة وخلاقة ومحترفة عالمياً.
وسيتخلّل المؤتمر ورش عمل بحضور أكثر من 200 متحدثاً من الخبراء من دول مختلفة، وستركز النقاشات على التطورات الأخيرة في قطاع تنمية الموارد البشرية، ودور الشهادات الاحترافية في تطوير المهارات والمعارف حول الموارد البشرية المحلية، إضافة إلى كيفية تعاون القطاعين العام والخاص، وملء الفجوة بين مخرجات التعليم ومتطلبات سوق العمل.