وجد الطفل ريان أحمد (10 أعوام) نفسه محبا لتخصص الهندسة، بعد أن حضر ورشة تفاعلية على طريقة المحاكاة، خلال تواجده في مهرجان "أسوة" الذي تدعمه الهيئة العامة للترفيه بالشراكة مع مسك الخيرية.
وقرر ريان الانخراط في كلية الهندسة عقب تخرجه من الثانوية العامة بعد سبعة أعوام من الآن، بعد أن اكتشف أنه يملك موهبة هندسية ستنميها الأيام المقبلة.
وأتاحت الورش التفاعلية المخصصة للأطفال بالمهرجان، التعرف على كيفية صناعة الغرفة المظلمة، التي استطاع العالم المسلم الحسن ابن الهيثم، من خلال ثقب صغير، تفسير رؤية الأشياء من حولنا عن طريق العين.
وارتكزت تلك الورش على تبسيط أسلوب العرض لتنمية المهارات الهندسية والعقلية للأطفال، وهذا ما كانت تفعله تحديداً الشابة (فرح أكبر) في إحدى زوايا المهرجان، وهي تجلس على طاولة مستديرة بصحبة أربعة أطفال، تشرح لهم فكرة إنشاء الغرفة المظلمة بطريقة المحاكاة، بأدوات بسيطة، بهدف غرس شخصية ابن الهيثم في نفوسهم وإيصال المعلومة لهم بطريقة مسلية.
وتبدأ فرح شرح خطوات إنشاء الغرفة المظلمة، وكيفية رؤية الأشياء التي حولنا من خلال ثقب صغير في الغرفة بطريقة مقلوبة، لكن العقل يقوم بتصحيح الصورة وترجمتها بحيث تراها العين بشكل سليم.
وبعد انتهاء الشرح وتوفير متطلبات البناء عن طريق المحاكاة، تعلن فرح عن بدء المنافسة بين الأطفال في بناء أجمل الغرف المظلمة بطريقة هندسية، وتضع معايير للمنافسة، كتحديد وقت للانتهاء من الأعمال لا يتجاوز 10 دقائق، كما أن جميع الأعمال
تخضع للتقييم، ليتم بعدها إعلان النتائج وسط تصفيق حار من الأطفال وعوائلهم الذين يشاهدونهم.
وتبين فرح بطريقتها المسلية للأطفال بعد الانتهاء من صناعة الغرفة المظلمة، إمكانية مشاهدة الصورة بشكل مقلوب، معللة لهم بأن الضوء عندما يسير بشكل مستقيم يدخل إلى طبقة العين بتلك الطريقة.
فيما اقترح الطفل هاني الكتبي (11 عاما) على كل طفل شارك في الورش التفاعلية نقل التجربة لأصدقائهم وجيرانهم، بهدف تبيان جهود العالم الحسن ابن الهيثم في اكتشاف "كيف نرى الأشياء من حولنا"، مع إقامة معارض مصغرة في البيوت للتعريف بإسهامات ابن الهيثم العلمية.