أعاد مسرح "حكايا مسك" يوم أمس الإثنين ذكريات استشهاد أبرز المرابطين في عاصفة الحزم على الحد الجنوبي للمملكة، والذين خلدوا قصص أبطال رحلوا عن الدنيا دفاعاً عن الوطن لكنهم لايزالون في قلوب السعوديين.
ووقف جمهور المسرح في مهرجان حكايا مسك، الذي تنظمه مؤسسة محمد بن سلمان بن عبدالعزيز "مسك الخيرية" احتراماً للشهيد العقيد حسن عقيلي، وتضحياته بعد عرض صور، ومقاطع فيديو يتحدث فيها عن دفاعه عن حدود المملكة، وبث الحماس في نفوس المرابطين هناك.
كانت قصة وحكاية العقيد العقيلي مختلفة مع الاعلامي السعودي سامي جميل الذي يعتبر أول صحافي ينتقل بكاميراته إلى الحد الجنوبي في نفس الليلة التي انطلقت فيها عاصفة الحزم على الحدود الجنوبية للمملكة لنقل تضحيات الجنود في تلك المناطق الحدودية.
كانت ملازمة سامي للعقيد حسن عقيلي خلال الأيام الأولى للعاصفة محتوى متكامل من الحكايا، والقصص البطولية للشهيد في ثغور الحدود الجنوبية للمملكة، حيث تنقلا سوياً في عدد من المواقع القتالية داخل الحدود اليمنية لصد الميليشات الحوثية.
وقال الاعلامي سامي جميل خلال حديثه في مسرح "حكايا مسك"، يوم أمس أن العقيد العقيلي كان في خندق واحد مع الجنود، ولَم يكن هناك فرق بين جندي وضابط، بل كانوا جميعا يقفون في صفا واحد للدفاع عن حدود المملكة طوال الْيَوْمَ ، ويقضون ساعات طويله في التنقل بين جبهات القتال.
وأضاف أنه عرف بتسهيلاته للإعلاميين القادمين إلى الحد الجنوبي، مشيراً إلى أن شخصيته كانت تعكس قائدا كبيراً، لا يهدأ بتحركاته وملاحظاته في ميدان المعركة، حيث كانت توجيهاته لحظة بلحظه حتى استشهد في ميدان المعركة.
وذكر جميل أن أبرز مشاهداته في الحد الجنوبي هي تسابق المرابطون إلى الجبهات القتالية للدفاع عن الوطن، وطلباً للشهادة في أرض المعركة بالحد الجنوبي.
ولَم يغفل الاعلامي سامي جميل دور أحد الأبطال الذين لازمهم كثيراً قبل أن يستشهد، مشيراً إلى أنه لايزال يتذكر الشهيد عبدالرحمن هزازي الذي كان يقوم بإلباسه السترة الواقية في كل يوم لأداء مهامه الإعلامية.
وعن تجربته في الحد الجنوبي للمملكة، أوضح أنها كانت تجربة ثريه بكل ما تعنيه الكلمة، مشيراً إلى أن انطلاقته بدأت بعد ساعات من بدء عاصفة الحزم، حيث توجه من مكة المكرمة فوراً عبر رحلة بريه استغرقت عدة ساعات حتى وصل إلى الحد الجنوبي.
وقال أنه تلقى اتصال من أسرته للسؤال عن ذهابه، وأبلغهم أنه متوجها إلى الحد الجنوبي لآداء رسالته الوطنية.
وأشار إلى أنه على الرغم من تغطيته في الحدود السورية الأردنية، إلا أن تجربته في الحد الجنوبي كانت مختلفة بشكل كبير كونها كانت تغطية تحمل حس وطني غير مسبوق، الأمر الذي جعله يتنقل بين عدة مواقع قتاليه في الحد الجنوبي رغم رفض القوات العسكرية لذلك بسبب خطورة الوضع الأمني.
ويرجع السبب في ذلك إلى أن عمل والده في أحد القطاعات العسكرية كان له دور كبير في الحماس الذي جعله يقف بجانب الآليات العسكرية التي تطلق النار على العدو لحظة بلحظة.
وتحدث سامي عن تجربته في الصعود إلى الجبل الشهير على الحدود السعودية "جبل دخان"، مشيرا إلى أنه أصر على قائد القوات البرية هناك بالسماح له بالذهاب إلى الجبل حتى تمت الموافقة على ذلك رغم خطورة التحركات الحوثية.
ولفت الاعلامي سامي جميل إلى أن إصراره على ذلك بسبب رسالة يرغب في تأديتها على هذه البقعة الغاليه من أرض الوطن، مشيراً إلى أنه وجد القوات المسلحة هناك، وهو ما أراد إيصاله للمشاهد بعد تناقل الأخبار الكاذب عن ذلك الموقع في وقت سابق.
وتطرق في حديثه على مسرح "حكايا مسك"، إلى ضرورة استسقاء المعلومات الصحيحة من المصادر الرسمية، والبعد عن ما تبثه مواقع التواصل الاجتماعي.
وأكد أن المملكة قدمت جهوداً كبيرة في الحد الجنوبي من خلال إخلاء قرابة ٥٠٠٠ آلاف قريه حدودية، ونقلهم إلى مدن حديثه مكتملة الخدمات، والتسهيلات التي تضمن لهم العيش في حياة الكريمة.
وأوضح أن المملكة راعت النواحي الإنسانية على الحدود الجنوبية، وقدمت الإسعافات والخدمات الطبية لليمنيين في المنافذ، وهو ما يؤكد حرص المملكة على الشعب اليمني، إضافة إلى إدراكها أنها تدخلت من أجل الحكومة الشرعية في اليمن.