قال مساعد القائد العام لشرطة دبي لشؤون البحث الجنائي، اللواء خليل إبراهيم المنصوري، إن «مراقبة الأبناء ركن أساسي في حمايتهم من خطر المخدرات، إذ إن إهمالهم وعدم التقارب معهم يدفعانهم إلى أحضان أصدقاء السوء، الذين يمثلون أبرز أسباب التعاطي، وفق دراسة تحليلية أجرتها الإدارة العامة لمكافحة المخدرات».
فيما كشف مدير الإدارة العامة لمكافحة المخدرات في دبي، العقيد عيد ثاني حارب، عن انخفاض مؤشر المتعاطين الجدد في الإمارة بشكل لافت، خلال النصف الأول من العام الجاري، مقارنة مع الفترة ذاتها من العام الماضي، عازياً ذلك إلى حملات التوعية، والتركيز على الفئات التي يستهدفها المروجون من الشباب والمراهقين.
وتفصيلاً، ذكر اللواء خليل إبراهيم المنصوري، خلال افتتاح فعالية اليوم العالمي لمكافحة المخدرات 2017، تحت شعار: «كن مع أبنائك.. يكونوا بخير)، أن البيئة الاجتماعية هي المحدد الأول لسلوكيات الأبناء، فكثير من حالات التعاطي تحدث نتيجة التفكك الأسري، أو إهمال الأبناء من قبل ذويهم، ما يدفعهم إلى البحث عن بديل يحتضنهم، ويملأ الفراغ الذي خلفه التفكك الأسري.
وأكد ضرورة أن تكون الرقابة من جانب الأسرة إيجابية، تعتمد على تكوين نوع من الصداقة مع الأبناء، والاستماع إليهم جيداً، للحصول على ثقتهم، والتعرف إلى أصدقائهم، لافتاً إلى أن بعض الآباء يعتقدون أن توفير رفاهية العيش يمكن أن تعوض الأبناء الرعاية الاجتماعية الحقيقية، لكن هذا له انعكاس سلبي، خصوصاً إذا توافرت الأموال مع الأبناء، دون وجود إشراف أو متابعة لكيفية إنفاقها.
وأشار إلى أن تعاطي المخدرات مثل المرض المعدي، فالمتعاطي لا يحب أن يكون وحيداً، وتتولد لديه رغبة في أن يجر الآخرين إلى المستنقع الذي وقع فيه، حتى لو كان شقيقه، لذا سجلت حالات لأسر تورط أكثر من فرد بها في التعاطي، بل إن هناك أشقاء قدموا الجرعة الأولى لأشقائهم، مؤكداً أن الآباء يجب أن يتحملوا مسؤولياتهم في هذا الشأن، ويراقبوا أبناءهم جيداً، حتى لا يتسبب أحدهم في إفساد البقية.
ولفت إلى أن فعالية اليوم العالمي لمكافحة المخدرات من المناسبات البارزة بأجندة التوعية، لدى الإدارة العامة لمكافحة المخدرات بشرطة دبي، إذ تعد بمثابة جرس تنبيه لكل أفراد المجتمع، بهدف تحفيزهم على ضرورة التكاتف، والعمل صفاً واحداً ضد عدو جنَّد كل طاقاته من أجل هدم الأسرة.
وتابع: «نسعى لأن نسخر كل طاقاتنا، من أجل توفير التوعية بكل أشكالها، للوقوف سداً منيعاً أمام ذلك العدو، من خلال تحصين الأسرة والفرد، وتفعيل الشراكات المجتمعية لمواجهة تلك التحديات، بالتعاون مع شركاء رئيسين، مثل مستشفى الأمل لعلاج الإدمان والصحة النفسية، ومؤسسة الأوقاف وشؤون القُصَّر».
من جهته، قال مدير الإدارة العامة لمكافحة المخدرات، العقيد عيد ثاني حارب، إن «هناك انخفاضاً في مؤشر المتعاطين الجدد في دبي، خلال النصف الأول من العام الجاري، مقارنة بالفترة ذاتها من العام الماضي» (دون أن يعطي رقماً لأعداد المتعاطين)، لافتاً إلى أن القبض على عدد كبير من المروجين والتجار كان له أثر واضح في خفض المؤشر، إضافة إلى التركيز على التوعية، سواء للآباء أو الأبناء.
وأضاف أن الإدارة لجأت إلى وسائل توعية مبتكرة، بلغة تتناسب مع الفئات المستهدفة من قبل مروجي وتجار المخدرات، وتم تنظيم محاضرات عبر الفيديو بالمدارس والجامعات، إضافة إلى منصات التواصل الاجتماعي، منوهاً بتعاون كثير من الأسر في هذا الجانب، وزيادة الوعي المتعلق بضرورة الإبلاغ عن أي شخص يتورط في التعاطي لتوفير العلاج السريع له، خصوصاً أن القانون يعفي من يتم الإبلاغ عنه بهذه الآلية من المساءلة.
وأشار إلى أن «فعالية اليوم العالمي لمكافحة المخدرات تتضمن أنشطة عدة، منها الرسم تحت إشراف إدارة التوعية والوقاية، التي لمست أثرها الإيجابي بين الطلاب وأولياء الأمور».