وضعت هيئة الطرق والمواصلات في دبي خططاً تطويرية حتى عام 2020 لمركز التحكم الموحد لأنظمة النقل، الذي افتتحته في مايو الماضي، ويهدف إلى تحسين تجربة المتعاملين وإسعادهم من خلال توفير معلومات حية عن الوضع المروري، وحالة شبكة المواصلات، ما سيعمل على تخفيف الزحام عبر التنبؤ بأية مشكلات مرورية ناتجة عن أي نوع من الأزمات، خصوصا وأن المركزيعد بمثابة مختبر للتحقيق في حوادث المواصلات، إضافة إلى دوره الأساسي في إدارة وتخطيط الأحداث على نطاق واسع ومترابط وإدارة الطوارئ والأزمات.
ووفق الهيئة، فإن الخطة التطويرية تضم ثلاث مراحل لرفع مستوى النضج التشغيلي للمركز، وربطه وتكامله مع الدوائر الحكومية الأخرى، وإضافة خدمات جديدة.
ولدى المركز خطة بديلة في حال حصول خطأ تقني أو تعطل مفاجئ، لضمان سير عمل المركز، وإدارة شبكة النقل الجماعي في دبي، إذ توجد في المركز محطتا كهرباء فرعيتان، لتغذية المبنى من مصدرين مختلفين للكهرباء، ومولد كهرباء احتياطي، مع خزان الوقود اللازم له، إضافة إلى وحدة بطاريات خاصة، لضمان استمرارية إمداد المركز بالطاقة الكهربائية بصورة دائمة تكفل عدم تأثر أجهزة تقنية المعلومات.
وكانت الهيئة أنشأت المركز على مساحة 7000 متر مربع، ويتكون من خمسة طوابق ومهبط للطائرات العمودية، ويتضمن غرفة تحكم رئيسة، وخمس غرف تحكم فرعية لإدارة منظومة النقل والمواصلات في إمارة دبي.
كما يضم مركز تدريب متكاملاً يتسع لـ24 متدرباً، ويتم تدريب الموظفين على الأنظمة التقنية للمركز، وسيناريوهات مختلفة لتخطيط الأحداث والفعاليات، إضافة إلى كيفية الاستجابة للطوارئ والأزمات.
وسيسهم المركز في تطوير آليات متابعة أوضاع شبكة المواصلات، إذ لديه القدرة على سرعة اكتشاف الحوادث، واستباق المشكلات المرورية وحالات الازدحام الآنية والمحتملة، عبر توظيف أدواته التقنية المتطورة، ما سيتيح لأصحاب اتخاذ القرار تقديم حلول أفضل وأسرع للتحديات التي تواجه كل وسائل النقل في دبي.
ويعمل المركز وفق آلية واضحة للتحرك إذا ما تسبب وقوع حادث في أحد شوارع دبي في نشوب أزمة مرورية، وتتضمن الآلية تنفيذ إجراءات للتدخل السريع، لتقليص الخسائر في الأرواح والممتلكات. ويستقبل المركز معلومات واضحة ومدعمة بالشروح البيانية والمرئية، ولديه القدرة على استقبال نحو 55 مليون معلومة يومياً، تغطي حركة النقل بكل وسائل المواصلات، وكل أنواع المركبات التي تسير في طرق وشوارع الإمارة، ما يتيح لأصحاب القرار التعامل بشكل ممنهج وسريع ومباشر مع أي أزمة ناتجه عن أي حالة طارئة أو أزمة ازدحام مروري، نتيجة أي سبب، مثل تلك التي تنشأ عن سقوط مياه الأمطار وتجمعها في مواقع تعرقل السير.
ويستطيع المركز، عبر غرفة التخطيط التي تعرف بـ«الكهف»، أن يرسم سيناريوهات محتملة عبر تمثيلها بشكل حي باستخدام التقنيات الافتراضية، ليتم لاحقاً إعادة عرض البيانات التي حفظت على شكل أحداث محتملة أثناء تنظيم الحدث الحقيقي أو وقت وقوع الحادث، ما يتيح التدخل بالإجراء الصحيح والمناسب، وحل المشكلة بأسرع وقت.
كما يتميز مركز التحكم الموحد بتوظيفه أحدث التقنيات لمواجهة تحديات النقل المستقبلية، مثل استخدام البيانات الضخمة، ونظام المحاكاة والتنبؤ بحركة النقل والحشود، واستخدام تقنية الذكاء الاصطناعي، وخاصية التعلم الذاتي لبناء قدرات للتعامل مع وسائل النقل المستقبلية والاستعداد للمستقبل من الآن، كما يحتوي المركز على قاعات مصممة للعمل مراكز تحكم بديلة للمراكز التشغيلية المختلفة عند الحاجة، مثل مركز التحكم بتشغيل ترام دبي.