تعتبر الحساسية من المشاكل الصحية المتكررة عموماً في دولة الإمارات العربية المتحدة، ويسببها عث الغبار والعفن والشرى (الحمى القراصية). وتتفاقم أعراض المصابين بالحساسية مع ارتفاع درجات الحرارة، حيث تؤدي الحرارة المرتفعة والبيئة الغبارية في فصل الصيف إلى زيادة استنشاق ذرات الرمل مما يؤدي إلى حالات شديدة من الحساسية. وتتمثل الأعراض في انسداد المجاري التنفسية وسيلان الأنف والعطاس والسعال وصعوبة التنفس بسبب الاستجابة عالية الحساسية للجهاز المناعي لهذه المواد التي لا تعد ضارة بطبيعة الحال وأكثرها شيوعاً هو الغبار. ووفقاً لأحدث التقارير، فإن خمس سكان دولة الإمارات يعانون من الحساسية وتستمر هذه النسبة بالارتفاع.
وفي هذا الإطار قال الدكتور علي أكبر، رئيس قسم الأمراض الجلدية في المستشفى الكندي التخصصي: "يصاب الأشخاص بالحساسية بسبب مسار الجهاز المناعي الذي يؤدي إلى الإصابة بالالتهاب عند التعرض للبروتينات المسببة للحساسية في البيئة، مما يتسبب بحكة شديدة تظهر وتختفي في جميع أنحاء الجسم، إضافة إلى احتقان الأنف والعطاس والسيلان الأنفي والحكة في الأنف والأذن والحنجرة؛ كما تصاب العين بالحكة والاحمرار وتصبح دامعة. وقد يصاب المريض أحياناً بالشرى والوذمة الوعائية والاختناق في حالات الحساسية الشديدة".
وغالباً ما يتم تشخيص التهاب الأنف التحسسي بطريقة خاطئة على أنه نزلة برد ويتم علاجه على هذا الأساس نظراً لتشابه الأعراض. ولكن في حالة الحساسية، تتطور الأعراض على الفور وتستمر لأكثر من 10 أيام قد يصاب المريض خلالها بحكة في العينين وتصبحان دامعتين؛ في حين لا تستمر نزلات البرد الشائعة لأكثر من 10 أيام مع شعور بآلام في العضلات.
وينبغي معالجة الحساسية لمنع تطورها إلى حالات حرجة مثل الربو أو الجيوب الأنفية. ولتحديد مسببات الحساسية، ينصح المرضى بإجراء فحص للدم أو الجلد. وحالما يتم تحديد سبب الحساسية، يمكن للمريض تفادي مسبباتها مع وصف الأدوية المناسبة لعلاجها.
وأضاف الدكتور أكبر: "يمكن للحساسية أن تشتد بمرور الوقت لدى الأشخاص الذين لديهم حساسية تجاه مادة ما. وتترواح ردود فعل الجسم للحساسية بين الخفيفة والشديدة والمميتة. وتتسم الحساسية الشديدة بأعراض أكثر خطورة مثل صعوبة التنفس وعدم انتظامه، وضيق الصدر، والقلق، وتورم الوجه أو العينين أو اللسان، وتسارع دقات القلب؛ وقد تؤدي هذه الأعراض إلى فقدان الوعي أو حتى الموت. وفي حال شعرتم بأي من هذه الأعراض، فمن الأفضل استشارة الطبيب على الفور".
وفي حالة حساسية الغبار، فإن الممارسة الأهم التي ينبغي القيام بها للحد من التعرض لمسببات الحساسية البيئية هي خفض رطوبة المنزل، حيث يجب استخدام المكيف أو منقي الهواء وإرجاء القيام بالأنشطة الخارجية حتى نهاية اليوم. ويتوجب كذلك الابتعاد عن السجاد والحيوانات الأليفة والأغطية والوسائد لتفادي التعرض لعث الغبار أو العفن. كما ينصح بتنظيف المنزل باستخدام المكنسة الكهربائية لتجنب تطاير الغبار.