قدم وفد رسمي من وكالة الإمارات للفضاء ومركز محمد بن راشد للفضاء، برئاسة معالي الدكتور أحمد بالهول الفلاسي وزير الدولة لشؤون التعليم العالي ورئيس مجلس إدارة الوكالة، ثمانية أوراق بحثيةً ودراسات أكاديميةً نوعية سلطت الضوء على التجارب الناجحة لقطاع الفضاء الإماراتي وبرنامجه، خلال مشاركتهم في فعاليات الدورة الـ68 من المؤتمر الدولي للملاحة الفضائية، الذي عقد في مدينة أديلايد الأسترالية.
وأكد معالي الدكتور أحمد بالهول الفلاسي، إن المشاركة الفاعلة لوفد الدولة في فعاليات المؤتمر الدولي للملاحة الفضائية تأتي كونه يعتبر واحداً من بين أهم وأبرز فعاليات قطاع الفضاء على مستوى العالم، حيث يوفر فرصة لتعريف مجتمع الفضاء العالمي بآخر المستجدات على المستوى الوطني، مشيراً إلى أن تقديم الأوراق البحثية يظهر للعالم حجم مساهمة دولة الإمارات في الجهود العلمية والعالمية للقطاع.
وِأشار معاليه إلى أن مشاركة دولة الإمارات في المؤتمر تأتي في إطار الخطط الاستراتيجية للوكالة الرامية إلى تعزيز أواصر التعاون والعمل المشترك مع مجتمع الفضاء الدولي لتعزيز دور دولة الإمارات ضمن القطاع، مشيراً إلى أن المؤتمر قدم فرصة حقيقية للنهوض بالعلاقات مع الشركاء الاستراتيجيين التي نجحت الدولة بتأسيسها خلال الفترة الماضية على المستوى العالمي.
من جهته، أكد سعادة الدكتور المهندس محمد ناصر الأحبابي مدير عام وكالة الإمارات للفضاء، على أهمية المشاركة في المؤتمر بسبب الطبيعة المتغيرة لعلوم الفضاء واستكشافه، مشيراً إلى عزم الوكالة رفد القطاع الوطني بأحدث التطورات الدولية التي ستنعكس على المشاريع القائمة والمستقبلية بما ينسجم مع الخطط الاستراتيجية للوكالة.
وقال الأحبابي: "إن الوكالة مسؤولة عن العديد من المبادرات العلمية والاستكشافية، وهو ما يدفعها للحفاظ على نهجها المستمر في الاطلاع آخر ما وصلت إليه جهود استكشاف الفضاء على المستوى الدولي، حيث يعتبر المؤتمر فرصة لتطوير فهم متعمق حول أحدث الابتكارات والتقنيات في القطاع".
وقدم كل من الدكتور مثنى المحمود أخصائي أول الهندسة والتصميم في وكالة الإمارات للفضاء، والدكتور إنجين زاو من جامعة نيويورك أبوظبي ورقة بحثية بعنوان "فوائد وجود محطة أرضية للفضاء العميق في دولة الإمارات"، حيث عملت على تقييم الفوائد والمزايا الفريدة لموقع دولة الإمارات الجغرافي من أجل بناء موقع شبيه بشبكة الفضاء العميق التابعة لوكالة "ناسا".
وأشارت الدراسة إلى إمكانية المساهمة في بعثات الفضاء العميق المستقبلية فضلاً عن أنشطة علم الفلك من خلال الانضمام إلى الشبكات الحالية طويلة المدى.
بدورها قدمت الدكتورة فاطمة العيدروس أخصائي أول علوم الفضاء في وكالة الإمارات للفضاء ورقةً بحثيةً حملت عنوان "كيف يمكن للتجربة التفاعلية الشاملة أن تلهم جيل الشباب من خلال المشاركة التطوعية"، وناقشت الورقة وسائل إلهام الشباب لتفعيل مشاركتهم في المجالات ذات الصلة بالفضاء وعلومه، حيث قدمت تقييماً لتأثير التجارب الغامرة أو العملية، كما هو الحال بالنسبة لكبسولة "بوينج" ومسابقة "الجينات في الفضاء" و"تلسكوب جيمس ويب الفضائي". وتعتبر مسألة احتضان ورعاية الجيل القادم من رواد الفضاء بمثابة محور تركيز رئيسي بالنسبة لوكالة الإمارات للفضاء مع سعيها الدؤوب نحو إرسال بعثات فضائية هامة، بما يشمل مشروع "مسبار الأمل" لاستكشاف المريخ.
وقدمت هيام البلوشي مهندس تصميم في وكالة الإمارات للفضاء، ورقة بحثية تقيّم دور برنامج التدريب على أساسيات الفضاء الذي أطلق بالتعاون بين وكالة الإمارات للفضاء و"لوكهيد مارتن" و"مبادلة"، حيث عملت على تقديم لمحة شاملة عن البرنامج قبل مناقشة دوره في تعزيز التعاون الدولي وتبادل المعارف وتسليط الضوء على الأهمية التقنية والاستراتيجية لمثل هذا النوع من البرامج والدورات.
وقدم عبدالله الشحي مهندس متدرب في الوكالة، ورقة بحثية أخرى قدمت تحليلاً في مجال الديناميكية الهوائية للمركبات الفضائية الهابطة على سطح المريخ. وبالرغم من الاهتمام العلمي الواسع بكوكب المريخ، لم يتمكن أي جسم من صنع الإنسان من الانحدار إلى الغلاف الجوي للكوكب الأحمر، حيث استخدمت الورقة البحثية عمليات محاكاة محوسبة لديناميكيات السوائل وتحليلات نفق الرياح الاختبارية لاقتراح وتعديل التصاميم التصورية.
وقدمت المهندسة مريم الشامسي قائد فريق الأدوات العلمية في "مشروع الإمارات لاكتشاف المريخ" – "مسبار الأمل"، ورقة عمل بعنوان "مشروع الإمارات لإستكشاف المريخ: أهداف ورصد علمي"، حيث رّكزت على الأهداف العلمية والأبحاث التي ستسهم في تطور فهم المجتمع العلمي حول الحركة السائدة في الطبقة السفلية في الغلاف الجوي للمريخ وعلاقتها بحركة الطاقة الصاعدة لجسيمات الغلاف الجوي الهاربة من الطبقة العلوية للغلاف الجوي للمريخ، وسيتم تحقيق ذلك باستخدام مجموعة من الأدوات التي تغطي نطاق الأشعة تحت الحمراء، والأشعة فوق البنفسجية وأجهزة التصوير الضوئية. كما سلّطت الورقة الضوء على استراتيجيات الرصد المختلفة للأدوات العلمية.
وعرضت المهندسة أمل أمين، مهندس أول التخطيط الاستراتيجي، ورقة بعنوان "مشروع الإمارات لإستكشاف المريخ 2020: التعليم، تحديات التوعية عن الفضاء، النتائج". رّكزت الورقة على كيفية تحقيق فريق العمل في المشروع أهدافه الاستراتيجية من خلال المبادرات التعليمية والتوعوية، كما سلطت الضوء على البرامج المختلفة في إطار المشروع، بالإضافة الى الأنشطة والبرامج الخاصة بجميع أفراد المجتمع.
من جانبه، قدم المهندس محسن العوضي مهندس أنظمة في "مشروع الإمارات لاستكشاف المريخ"، ورقتي عمل خلال المؤتمر. ففي الورقة الأولى شرح العوضي الأهداف الإستراتيجية والعلمية للمشروع بالإَضافة الى الهيكل الهندسي للمسبار والأدوات العلمية التي يتضمنها. أما الورقة الثانية تطرقت الى التصميم الكامل للمسبار من حيث تصميم المركبة والأنظمة الفرعية.
وقدم المهندس خالد الزرعوني، مهندس إلكترونيات يعمل على الأداة العلمية للمقياس الطيفي بالأشعة تحت الحمراء في مسبار الأمل، ورقة عمل تناولت تصميم ومهام والمعلومات الناتجة عن الأدوات العلمية الثلاث التي يحتويها المسبار، إذ تطرق الى كل آداه على حدة ، من الناحيتين الهندسية والعلمية.
يذكر أن المؤتمر الدولي للملاحة الفضائية ينظمه الاتحاد الدولي للملاحة الفضائية بشكل سنوي، وحصلت وكالة الإمارات للفضاء على عضوية "الاتحاد" العام الماضي.