أعلنت شركة بترول أبوظبي الوطنية (أدنوك) اليوم عن إغلاق الإصدار الناجح الذي قامت به شركة "خط أنابيب أبوظبي للنفط الخام" (أدكوب) لسندات بقيمة 3 مليارات دولار، والذي يُعتبر من أكبر إصدارات السندات لجهة غير سيادية في منطقة الشرق الأوسط. وتأتي هذه السندات التي أصدرتها "أدكوب"، المملوكة بالكامل لمجموعة "أدنوك"، تماشياً مع استراتيجية "أدنوك" للنمو الذكي والهادفة لتعزيز الإدارة الاستباقية والمرنة لمحفظة الأصول ورأس المال.
وتمتلك "أدكوب" خط أنابيب بطولٍ يبلغ نحو 406 كم، ينقل النفط الخام الذي تنتجه "أدنوك البريّة" من مركز للتجميع في إمارة أبوظبي إلى ميناء الفجيرة الذي تنطلق منه العديد من شحنات النفط الخام إلى الأسواق العالمية. وتعد "أدنوك البريّة" الشركة الرائدة في استخراج النفط من العمليات البرية في مجموعة "أدنوك".
ويُعد خط الأنابيب أحد أهم الأصول الاستراتيجية لقطاع النفط ومن أهم المشاريع الحيوية في دولة الإمارات، ويتيح حالياً نقل نسبة مهمة من إجمالي إنتاج دولة الإمارات من النفط الخام من إمارة أبوظبي مباشرة إلى بحر العرب مستفيداً من الموقع الاستراتيجي لإمارة الفجيرة.
وبهذه المناسبة، قال معالي الدكتور سلطان أحمد الجابر، وزير دولة الرئيس التنفيذي لأدنوك ومجموعة شركاتها: "حظي هذا الطرح بإقبال كبير من المستثمرين في مختلف أنحاء العالم كما تم تسعيره بشكل مناسب، وما هذا إلا نتيجة طبيعية لجاذبية واستقرار البيئة الاستثمارية في دولة الإمارات، وتأكيداً على استمرار خطط النمو الذكي للصناعة بالدولة ونجاح برنامج المبادرات النوعية لتعزيز الشراكات وخلق فرص استثمارية والاستفادة من خيارات التمويل بعيد المدى".
وأوضح معاليه أن الإصدار يعتبر مثالاً ملموساً عن المبادرات الجديدة التي تقوم بها "أدنوك" للإدارة الاستباقية لمحفظة الأصول، بما فيها مشاريع البنية التحتية، بهدف تحقيق أفضل قيمة من كافة الأعمال والمشاريع، وأضاف: "يمثل هذا الإصدار إنجازاً مهماً ضمن جهودنا الرامية لإدارة رأس المال بطريقة ذكية وأكثر كفاءة ومرونة، حيث أتاحت هذه الخطوة الاستفادة للمرة الأولى من خيارات التمويل المتوفرة في الأسواق العالمية مما يُمهّد الطريق أمام المزيد من الخيارات المُجدية على المدى البعيد".
وأضاف: "تسهم هذه السندات في تعزيز جهودنا لتوسيع نطاق الشراكات الاستراتيجية، كما أنها تمثل فرصة أمام الجهات الاستثمارية والشركات العاملة في قطاع البنية التحتية للدخول في شراكات وثيقة ومجدية مع ’أدنوك‘ في عدد من المشاريع الناجحة".
بدأ خط الأنابيب العمل منذ عام 2012، وبلغ متوسط طاقته التشغيلية عام 2016 حوالي 615 ألف برميل يومياً، وهو مصممٌ لنقل 1.5 مليون برميل يومياً من النفط الخام، مع إمكانية زيادة قدرته إلى 1.8 مليون برميل من خلال تعزيز انسيابية تدفق النفط. ويتم تغذية خط الأنابيب من الإمدادات المستقرة للنفط الخام من حقول "أدنوك البرية"، التي تملك امتيازاً لاستخراج النفط لأكثر من 37 عاماً من 11 حقلاً في إمارة أبوظبي هي: بو حصا، وعصب، وسهل، وشاه، وباب، والضبعية، ورميثة، وشنايل، وحويلة، وجسيورة، وبدع القمزان.
وكانت أدنوك قد أعلنت في يوليو الماضي برنامج مبادرات جديداً لتوسيع نطاق الشراكات الاستراتيجية وخلق فرص استثمارية جديدة في كافة مجالات ومراحل عملياتها، إضافة لاعتماد نهج استباقي لتعزيز فعالية إدارة الأعمال ومحفظة الأصول. ويتماشى إصدار السندات، الذي تم طرحه على مستوى الأصول التابعة للمجموعة، ضمن الاستراتيجية الشاملة التي تعتمدها "أدنوك" لتعزيز القيمة وتحرير رأس المال من محفظة الأصول الكبيرة والمتنوعة التي تمتلكها في قطاع البنية التحتية. وتدرس "أدنوك" إنشاء مشروع للبنية التحتية في قطاع الطاقة بهدف تحقيق قيمة أكبر وضمان الاستفادة المثلى من محفظة الأصول، ومن المحتمل أن يشمل المشروع تجميع بعض أصول البنية التحتية الخاصة بقطاع الطاقة مثل خطوط أنابيب ومرافق تخزين النفط والغاز والمنتجات المكررة.
وفاق الإقبال على السندات القيمة المطلوبة بأكثر من ثلاث مرات ونصف، وبلغت قيمة طلبات الاكتتاب أكثر من 11 مليار دولار، مدفوعة بطلب قوي من جهات استثمارية من مختلف أنحاء العالم ومنطقة الشرق الأوسط. وحصلت السندات على تقييم AA من وكالة فيتش للتصنيف الائتماني، وتقييم AA من وكالة S&P، وهو مماثل للتصنيف الائتماني لسندات أبوظبي السيادية، الأمر الذي يؤكد الكفاءة المالية والاستقرار الذي تتمتع به "أدنوك".
وستستخدم "أدنوك" عائدات الإصدار لدعم خطط النمو الطموحة وتمويل برامج الاستثمارات المستقبلية.
تم تنسيق إدارة عملية الإصدار من قبل مجموعة من البنوك تضم: بنك أبوظبي الأول، وبنك HSBC، وJP مورغان، وميتسوبيشي UFG؛ كما ساهمت أيضاً بنوك BNP باريبا، وسيتي جروب، وميزوهو سيكيوريتيز، وسوسيتيه جنرال، وستاندرد تشارترد في عملية الإصدار؛ في حين عملت موليس آند كومباني كمستشار مالي لمجموعة "أدنوك".