ضمن جهودها الرامية إلى تثقيف اللاعبات وزيادة وعيهن حول خطورة تناول المواد المنشطة، عقدت لجنة الرقابة على المنشطات التابعة للجنة التنفيذية لدورة الألعاب للأندية العربية للسيدات مؤخراً، ورشة عمل بعنوان "مكافحة المنشطات في الرياضة"، جمعت أكثر من 50 لاعبة من نادي سيدات الشارقة المشارك بمنافسات النسخة الرابعة من الدورة، التي تنطلق تحت شعار (العالم ملعبكِ... شاركوها لحظات الفوز) بالشارقة، خلال الفترة ما بين 2 وحتى 12 فبراير المقبل.
وهدفت الورشة التي عُقدت في نادي سيدات الشارقة، إلى تعزيز وعي اللاعبات المشاركات في الدورة، ولفت انتباههن إلى المخاطر الناجمة عن تعاطي المنشطات وآثارها على الصحة الجسدية، والمستقبل الرياضي، كما عرّفت الورشة بلائحة العقاقير المنشطة التي تندرج ضمن قائمة الحظر في سجلات الوكالة الدولية للمنشطات، والتي يتم تحديثها من قبل الوكالة الدولية لمكافحة المنشطات بشكل دوري.
وعرّفت الورشة بأسماء المواد المنشطة التي تدخل في تركيبة بعض الأدوية، والتي تشتمل على مهدئات، أو مثيرات للجهاز العصبي المركزي بحسب الرياضة التي يمارسها اللاعب، مثل: الكـورامين، والاستكرانين، والمواد المخدرة التي تساعد على عدم الإحساس بالألم مثل الكـودايين، والانابول، وسترويد، والميثانينون.
وشرحت الورشة من خلال مادة مصوّرة، الطرق المتّبعة في أخذ العينات من اللاعبات، وأساليب الاختيار العشوائي لإجراء الفحوصات، إضافة إلى إمكانية اختبار اللاعبات اللواتي حققن انجازات على صعيد المراكز الأولى وإخضاعهن لفحوصات الكشف عن المنشطات، كما عرضت المادة بعض الحالات للرياضيين العالميين الذين وقعوا في فخ العقاقير المنشطة التي أسهمت في تدمير صحتهم ومستقبلهم الرياضي.
وقدم الورشة الدكتور عبد العزيز المهيري رئيس لجنة الرقابة على المنشطات، بحضور سعادة ندى عسكر النقبي، رئيس اللجنة التنفيذية لدورة الألعاب للأندية العربية للسيدات، مدير عام مؤسسة الشارقة لرياضة المرأة، وهند الحوسني مديرة الدورة، بالإضافة إلى نورة الحمر رئيس لجنة الفرق الرياضية، وعدد من ممثلي الأندية المشاركة في الحدث.
وقالت سعادة ندى عسكر النقبي، نائب رئيس اللجنة العليا لدورة الألعاب للأندية العربية للسيدات، مدير عام مؤسسة الشارقة لرياضة المرأة :" منذ انطلاقة الدورة في العام 2012 اعتمدنا أكثر الممارسات تقدماً على صعيد الكشف عن تناول المواد المنشطة، كما خصصنا برامج تثقيفية وتوعوية لجميع اللاعبات من خطورة الاقبال على مثل هكذا عقاقير وتوجههم نحو معرفة عواقبها الوخيمة وآثارها السلبية الخطرة، وقد تعلمنا من البحوث الوقائية الكثيرة التي تجريها الوكالة العالمية لمكافحة المنشطات كيفية تعزيز البرامج الوقائية من أجل مكافحة المنشطات وورشتنا هذه تسهم في تحقيق هذا الهدف".
وتابعت:" قطعت دولة الإمارات العربية المتحدة وإمارة الشارقة شوطاً طويلاً في محاربة المنشطات الرياضية التي لها آثار سلبية على الصحة الجسدية ومستقبل اللاعبين، ونمتلك لاعبات مميزات يتمتعن بقدرات بدنية وذهنية وجسدية عالية يلقى على عاتقهن مسؤولية كبيرة في رفع راية بلادهن عالياً في جميع المحافل الرياضية اللواتي يخضنها، وهذا بحدّ ذاته عامل حافز يمنحهم عزيمة كبيرة وثقة بأن يخضن غمار المنافسات دون اللجوء إلى العقاقير الضارة، وثقتنا كبيرة بلاعباتنا اللواتي أصبحن الآن شريكات لنا في مكافحة المواد المنشطة".
وأضافت النقبي :" عملت اللجنة الفنية للدورة بالشراكة مع اللجان المختصة وعلى رأسها لجنة الرقابة على المنشطات بجهد للوصول إلى برامج وقائي شامل تستهدف للاعبات قبيل انطلاق المنافسات حرصاً على الارتقاء بالدورة حيث جرى أخذ 45 عينة من اللاعبات المشاركات في المنافسات وخارجها، ليتم ارسالها إلى مختبر برشلونة في إسبانيا أحد المختبرات المعتمدة من قبل الوكالة الدولية لمكافحة المنشطات، للكشف عن احتوائها على المنشطات، كما تم اعتماد مختبر باريس بفرنسا كمختبر بديل، وستشارك اللجنة الوطنية للرقابة على المنشطات في الاجتماعات الفنية للألعاب خلال الحدث".
ومن جانبه قال الدكتور عبد العزيز المهيري، رئيس لجنة الرقابة على المنشطات:" حرصت اللجنة العليا المنظمة، من خلال لجنة مكافحة المنشطات، على تنظيم هذه الورش التوعوية منذ انطلاق النسخة الأولى من الحدث بهدف التوعية ولفت الانتباه حول مخاطر تناول العقاقير المنشطة وآثارها، والحثّ على الالتزام بأفضل المعايير العالمية المتّبعة في مجال المحافظة على ممارسة الرياضة بشكلها الطبيعي، والابتعاد عن العقاقير التي تسهم في تدمير الصحة الجسدية".
وأضاف " كشفت الفحوصات التي أجريت في الدورات السابقة خلوّ اللاعبات من أي حالة تعاطي للمنشطات، الأمر الذي يؤكد جدوى ورش العمل التوعوية هذه، كما يعكس الحس المسؤول والثقافة العالية لدى اللاعبات، ونؤكد حرصنا الكبير على أن تكون النسخة المقبلة كسابقاتها خالية من المنشطات وبيئة مثالية لممارسة الرياضة الصحية بالطرق والأساليب المتعارف عليها".
وعلى صعيد اللاعبات اللواتي يتناولن أدوية بوصفات طبية ويطلبن الإعفاء العلاجي، أشار المهيري إلى ضرورة أن تتقدّم اللاعبة بطلب إلى لجنة مكافحة المنشطات تحدّد فيه نوعية الأدوية التي تتناولها، لتقوم اللجنة من خلال الجهات الطبية التابعة بمنح اللاعبة إعفاءً علاجياً، لافتاً إلى أنه يمكن رفض الطلب في حال تم الاشتباه بحالة تعاطي عقاقير منشطة وإخضاع اللاعبة للكشف عن تناول المنشطات.
ووفقاً للوكالة الدولية لمكافحة المنشطات فإن المنشط، هو كل مادة أو دواء يدخل الجسم بكميات غير اعتيادية، تهدف إلى زيادة الكفاءة البدنية للحصول على إنجاز رياضي أعلى بطرق غير مشروعة.
يشار إلى أن الأعوام الثلاثة الأولى في خمسينيات القرن الماضي، شهدت ارتفاعاً غير مسبوق في استخدام العقاقير لدى الرياضيين في مختلف أنحاء العالم، الأمر الذي أدى إلى ظهور العديد من الجهات التي تدعو إلى حظر استخدام المنشطات، حيث بدأت الحملة في إيطاليا سنة 1954 من خلال عقد سلسلة من الندوات العلمية استمرت حتى عـام 1961، الذي شهد تأسيس أول مختبر علمي لاكتشاف استخدام الرياضيين للمنشطات بمدينة فلورنسا الإيطالية، ثم عقد في فرنسا أول مؤتمر بهذا الشأن، وأفضى إلى إصدار قانون لمعاقبة مستخدمي المنشطات عام 1964.
يذكر أن دورة الألعاب للأندية العربية للسيدات انطلقت في العام 2012 بمبادرة كريمة من قرينة صاحب السمو حاكم الشارقة، سمو الشيخة جواهر بنت محمد القاسمي، رئيسة المجلس الأعلى لشؤون الأسرة، رئيسة مؤسسة الشارقة لرياضة المرأة، وتقام منافساتها في إمارة الشارقة كل عامين، وتعكُف مؤسسة الشارقة لرياضة المرأة حالياً على الاستعداد لتنظيم نسختها الرابعة في فبراير المقبل.