زار معالي عمر بن سلطان العلماء، وزير دولة للذكاء الاصطناعي، مركز الذكاء الاصطناعي "بانوراما" ومركز "ثمامة" لدارسة المكامن البترولية، التابعين لشركة بترول أبوظبي الوطنية "أدنوك" للتعرف على آلية توظيف الشركة لتقنيات البيانات الضخمة والذكاء الاصطناعي للمساهمة في تحقيق أقصى قيمة ممكنة من أصولها وعملياتها ومواردها.
واستمع معالي عمر بن سلطان العلماء إلى شرح حول التحول الرقمي الذي تشهده المجموعة والتقدم الذي تحرزه في استخدام التقنيات الرقمية وتطبيقات التعلم الآلي والشبكات العصبية والبيانات التنبؤية لتعزيز الكفاءة والإنتاجية والربحية في كافة مجالات ومراحل قطاع النفط والغاز.
وبهذه المناسبة، قال معالي عمر بن سلطان العلماء: "إن دولة الإمارات تهدف إلى أن تصبح مركزاً إقليمياً للذكاء الاصطناعي وتوظيف التطبيقات العملية لهذه التكنولوجيا بما يعود بالنفع والفائدة على كافة القطاعات في الدولة".
وأضاف: "تعكس ريادة أدنوك الإقليمية من خلال تركيزها على تبني التقنيات المتقدمة مثل الذكاء الاصطناعي والبيانات التنبؤية، كيفية الاستفادة من هاتين التقنيتين في خلق قيمة مستدامة بعيدة المدى بما يضمن مواصلة اضطلاع أدنوك بدور محوري في نهضة وتطور الاقتصاد الوطني لعقود مقبلة".
وأتاحت الزيارة فرصة للاطلاع على ريادة أدنوك في تطبيق التقنيات المتقدمة لزيادة الإنتاجية وتحفيز النمو وفتح المجال أمام حلول جديدة من شأنها أن تسهم في تشكيل وتحديد سلسلة القيمة لقطاع النفط والغاز في المستقبل، وذلك من خلال الاستثمار في الذكاء الاصطناعي وإدارة البيانات الضخمة وتأهيل وتمكين الكوادر المتخصصة للاستفادة من مزايا التحول الرقمي والتكامل وتعزيز القيمة في كافة العمليات، سواء في مجال الاستكشاف والتطوير والإنتاج أو الغاز والتكرير والبتروكيماويات.
وتحرص أدنوك على قيادة جهود التحول الرقمي في قطاع النفط والغاز، من خلال الاستفادة من التقنيات الحديثة والتوسع في استخدامها كركيزة أساسية لتحقيق أهداف استراتيجية 2030 للنمو الذكي والمتمثلة في تعزيز الربحية في مجال الاستكشاف والتطوير والإنتاج، وزيادة القيمة في مجال معالجة الغاز والتكرير والبتروكيماويات، والمحافظة على إمدادات اقتصادية ومستدامة من الغاز.
ويوفر مركز "بانوراما" نافذة موحدة تعرض بيانات مباشرة تغطي كافة عمليات "أدنوك" في مجالات الاستكشاف والتطوير والإنتاج، ومعالجة الغاز والتكرير والبتروكيماويات، وحجم المبيعات والتسويق ونقل المنتجات للعملاء في جميع أنحاء العالم وكذلك الخدمات والإمداد، وذلك من خلال شاشة حديثة بطول 50 متراً تمتد من الأرضية إلى السقف.
وباستخدام نماذج تحليل ذكية ومنصات متطورة للذكاء الاصطناعي والبيانات الضخمة، يوفر المركز وسيلة فعالة ودقيقة عن العمليات تتيح لأدنوك معرفة واقتراح أفضل الطرق والوسائل التي تضمن الاستغلال الأمثل للأصول.
وفي مركز "ثمامة" لدراسات المكامن البترولية، الذي يتكامل مع مركز "بانوراما"، تستخدم أدنوك طرق التحليل الذكية ومنصات الذكاء الاصطناعي لإيجاد الحلول للمشكلات التي تواجه العمليات تحت سطح الأرض. ويُسهم المركز في استغلال العديد من الموارد التي يصعب الوصول إليها وتحسين خطط تطوير الحقول، وكذلك خفض تكاليف الحفر وإدارة السعة الإنتاجية في الحقول البرية والبحرية.
وتم تجهيز المركز بتطبيقات ذكية لتحليل البيانات لبناء نماذج ديناميكية لباطن الأرض تساعد المتخصصين على تكوين صورة مفصلة للمكامن في أبوظبي بما يسهم في تعزيز الفرص والحد من المخاطر. ويتيح القسم المخصص للحفر في مركز "ثمامة" إمكانية متابعة متزامنة وبشكل مباشر للعمل في 120 موقعاً للحفر، ومقارنة أداء الآبار بالخطط والمعايير لخفض تكاليف الحفر وتحسين كفاءة الحفارات وزيادة الإنتاجية.
وتأتي زيارة معالي عمر بن سلطان العلماء لأدنوك متزامنةً مع افتتاح "قمة أدنوك الاستراتيجية للابتكار والتكنولوجيا" بهدف التعرف على الحلول التقنية الجديدة وطرق الاستفادة منها، بما في ذلك الحلول التي تُسهم في تحقيق نقلة نوعية تعزز تطور شركات المجموعة من خلال تطبيق وترسيخ ثقافة التحول الرقمي والذكاء الاصطناعي والبيانات الضخمة.
واستعرضت القمة، التي استمرت ليوم واحد، على خبراء التكنولوجيا من أدنوك وشركائها الاستراتيجيين الدوليين، الذين سلطوا الضوء على الدور الذي يمكن أن تلعبه التقنيات المتقدمة في تسريع وتيرة تنفيذ أدنوك لاستراتيجيتها للنمو الذكي 2030. وتناولت العروض التوضيحية في القمة أحدث التطبيقات التقنية المتطورة وأفضل الممارسات في تطبيق التقنيات في قطاع الطاقة.
وضمن مخرجات القمة، ستقوم أدنوك بتطوير "خريطة طريق استراتيجية الابتكار والتكنولوجيا - أدنوك واحدة"، بهدف توحيد المبادرات ذات الصلة على مستوى المجموعة لتحقيق أقصى قيمة ممكنة من الأصول والعمليات والموارد.