ضمن جهودها الرامية إلى تعزيز ثقافة الطفل، وتعريفه بأهمية الكتاب، استضافت فعاليات اليوم الأول من النسخة العاشرة لمهرجان الشارقة القرائي للطفل، التي تقام في مركز إكسبو الشارقة خلال الفترة من 18 إلى 28 أبريل الجاري، تحت شعار "مستقبلك ... على بعد كتاب"، فيمختبر الهندسيات ورشة عمل تعليمية للأطفال بعنوان "جسور".
وهدفت الورشة التي أشرف عليها نخبة من المعلمين المتخصصين في مجال علوم الهندسة والرياضيات، إلى تعليم الأطفال البنى الأساسية لنوعين من الجسور هما: الجسر الشعاعي، والجسر القوسي بالَاضافة إلى تعريفهم الأشكال الهندسية القوية من الناحية الهيكلية.
وتطرقت الورشة إلى أساليب التصميم، وبناء الجسور القوسية البسيطة باستخدام حزمة من العيدان والحلوى اللينة، التي تم توزيعها على الأطفال بغية الشروع ببناء الجسر، من دون إغفال النواحي الجمالية في التصميمات الأساسية.
وشهدت الورشة تفاعلاً كبيراً من الأطفال، إذ باشروا بتشييد الجسر ضمن عدد من الخطوات ابتدأت بغرس العيدان في الحلوى من أجل تصميم ثلاثة مربعات متصلة، ثم الانتقال إلى تركيب مثلثات متقابلة ومثبتة على القاعدة الأساسية التي تمثلها المربعات، تعلوها عيدان أفقية متصلة تربطها ببعضها البعض.
وأكدت متخصصة العلوم الهندسية ميرنا ماسين: "جميع الأطفال يتشابهون في رغبتهم ببناء الأشياء باستخدام الألعاب، ومن خلال هذه الورش التعليمية، فإننا نوظف هذه الرغبة التي يتشارك فيها الصغار، بطريقة شيقة وترفيهية لتوسيع مداركهم، وإطلاق مخيلاتهم لبناء الأشكال والتصميمات وفق أسس علمية بسيطة وسهلة".
وقالت ماسين" إن تعليم الأطفال من خلال الورش الترفيهية، يفيدهم في حياتهم المستقبلية، ويسهم في تعزيز قدراتهم على اتخاذ القرار المناسب في نوع التخصص الأكاديمي الذي يختارونه لأنفسهم، إذ تظهر هذه الورش المواهب الكامنة في الأطفال الذين يملكون مهارات في الهندسة والبناء".
وبدوره توقف أستاذ الرياضيات إيرلاند عند أهمية ورش العمل الهندسية في تعليم الأطفال أسس الرياضيات، وتعريفهم بمدى أهميتها في الحياة العلمية والعملية، ودور العلوم في نطاق تشييد وبناء الجسور والمباني وغيرها، مشيراً إلى أن ورشة جسور تهدف إلى تقريب هذا العلم إلى قلوب الأطفال وعقولهم بشكل سلس.
ويعتبر مهرجان الشارقة القرائي للطفل من أهم الفعاليات الثقافية والمعرفية الموجهة للأطفال واليافعين في دولة الإمارات العربية المتحدة والمنطقة، حيث يسهم في إثراء معارفهم بالعلوم والآداب النافعة، بمشاركة نخبة من المؤسسات والجمعيات والمراكز المعنية بالأطفال.