تتنافس 100 شركة سعودية وأجنبية على استقطاب المستثمرين في صناعة الطاقة والكهرباء، وذلك في المعرض الدولي الـ 21 للكهرباء والطاقة المتجددة وتقنية المياه والإنارة والتكييف الذي افتتح أبوابه يوم الاثنين، ويستمر حتى غدٍ الأربعاء بمركز الرياض الدولي للمؤتمرات والمعارض.
ويشارك بالمعرض نحو 67 شركة أجنبية متخصصة، من دول الصين وإيطاليا وتركيا وجنوب أفريقيا وكوريا الجنوبية والمملكة المتحدة ودولة الإمارات العربية المتحدة، حيث يوفرون تحت سقف واحد عشرات التقنيات الحديثة والمبتكرة، وتوفر للموزعين والمصنعين والمستثمرين فرصة المقارنة بين المنتجات، والحصول عليها دون تكلف عناء السفر وصعوبات التواصل مع هذه الشركات.
بدوره علق أحد العارضين من جمهورية الصين "شين وان" إن زيارته للمملكة هي الأولى، وأنهم حرصوا من خلال المشاركة في معرض الكهرباء السعودي على إطلاع المستثمرين على أحدث التقنيات في مجال الطاقة الشمسية، والتي تعد أحد اتجاهات المملكة نحو توفير الطاقة، مضيفاً أن شركته تبحث عن موزعين معتمدين سعوديين، لتسويق منتجاتهم أو منح وكالة حصرية لأحد المستثمرين لإنشاء مصانع لمنتجاتهم في المملكة، مما يهدف إلى توطين التقنية وتوليد فرص عمل للشباب، فضلاً عن تحقيق أبعاد الاستدامة في توفير الوقود المكافئ المستهلك في توليد الطاقة الكهربائية، وتقليل انبعاثات ثاني أكسيد الكربون، مما يحافظ على البيئة، ويزيح آلاف الشاحنات عن الطرق كانت يمكن أن تحمل وقوداً لمحطات الكهرباء التقليدية.
وتابع "وان" بأن المنتجات الصينية تتوافق مع أحدث المواصفات العالمية، تتوافق مع متطلبات الآيزو 9001، كما أنهم يجرون اختبارات صارمة لجودة المنتج النهائي، مضيفاً أن الاستثمار في مجال الطاقة الشمسية يعد استثماراً مجدياً، كونه هذه المنتجات حديثة في المملكة، في ظل ندرة الشركات التي توفر هذه الإمكانيات، بالإضافة إلى عدم وجود خبرة في التركيب والتصنيع، مبيناً أن الشركات الصينية المشاركة في المعرض وضعت تصوراً لطبيعة العلاقة مع الشركاء السعوديين، حيث يهدفون إلى توفير تقنياتهم للمستهلك عبر شركات سعودية أكبر خبرة بطبيعة السوق واحتياجاته، باستثمارات تقديرية تتجاوز 500 مليون ريال كمرحلة أولى.
من جانب آخر، توقع متخصص في مجال الطاقة أن يصل حجم الاستثمارات في مجال الطاقة الشمسية بالمملكة إلى نحو 350 مليار ريال خلال العشرين عاماً المقبلة.
وقال محمد أمين الخبير الاقتصادي والمتخصص في مجال الطاقة على هامش زيارة للمعرض الدولي الـ 21 للكهرباء والطاقة المتجددة وتقنية المياه والإنارة والتكييف، بأن إقبال الشركات وحتى ملاك المنازل على تركيب الطاقة الشمسية سيوفر عليهم تكاليف الطاقة الكهربائية، متوقعاً بأن يتم استرداد تكلفة التركيب وشراء الجهاز خلال 15 عاماً كحد أقصى، وفقاً للمعدلات العالمية.
وقال إن المملكة تتوفر بها مقومات النهوض بصناعة الطاقة الشمسية، فعلى سبيل المثال تتوفر الأراضي الشاسعة، وحجم الإسقاط الشمسي المرتفع، والمواد الخام مثل السيلكا، بنقاوة تصل إلى 99%, فيما سيعود ذلك على المواطن بأسعار كهرباء منخفضة، وانبعاثات كربونية أقل.
وأضاف أمين بأن توقيع سمو ولي العهد الأمير محمد بن سلمان عقوداً ضخمة في الولايات المتحدة الأمريكية لاستغلال الطاقة الشمسية في المملكة وإنتاج 200 غيغاوات من الكهرباء بحلول عام 2030م سيولد نحو 100 ألف فرصة عمل، ورفد الناتج المحلي بـ 15 مليار ريال سنوياً، وتوفير أكثر من 100 مليار ريال إذا ما أنتجت الطاقة بالطرق التقليدية، وحتى ذلك الحين يجب أن يتفاعل القطاعين العام والخاص مع توجهات قطاع الطاقة السعودي الجديدة، والذي سيساهم في تنويع مصادر الدخل في مرحلة اقتصاد ما بعد النفط، وسد احتياجات المملكة والعالم من الطاقة الشمسية.
وبيّن أن المملكة تسير بخطى ثابتة نحو هدفها، حيث سيتجاوز مشروع الطاقة الشمسية الجديد في مقاييسه كل الأرقام القياسية العالمية، ففي أستراليا مشروع ضخم لإنتاج الطاقة من الشمس لا تتجاوز قدرته 2 غيغاوات، وفي الصين مشروع مماثل، أما مشروع المملكة للطاقة الشمسية فسيكون في قدرته 100 ضعف.