أعلنت شركة بترول أبوظبي الوطنية "أدنوك" اليوم عن عزمها استثمار 165 مليار درهم (45 مليار دولار أمريكي) على مدى السنوات الخمس المقبلة إلى جانب عدد من الشركاء الاستراتيجيين لتعزز مكانتها كشركة رائدة عالمياً في مجال التكرير والبتروكيماويات، ولتحقق أقصى قيمة وعائد اقتصادي من كل برميل نفط تنتجه بما يعود بالفائدة على دولة الإمارات.
جاء ذلك خلال "ملتقى أدنوك للاستثمار في التكرير والبتروكيماويات" الذي انطلقت أعماله اليوم في أبوظبي. ويعد هذا البرنامج الاستثماري غير المسبوق جزءاً من الاستراتيجية الجديدة التي تعتمدها أدنوك لتوسعة عملياتها في التكرير والبتروكيماويات في مدينة الرويس، إضافة إلى القيام باستثمارات خارجية استراتيجية تسهم في ضمان الوصول إلى الأسواق ذات معدلات النمو المرتفعة.
وستقوم أدنوك بالبناء على نقاط القوة والمزايا التنافسية لمجمع الرويس الصناعي، وتطويره وتوسعته ليصبح أكبر مجمع متكامل ومتطور للتكرير والبتروكيماويات في موقع واحد في العالم. وتعتزم أدنوك من خلال برنامجها للاستثمار والشراكات الاستراتيجية زيادة نطاق وحجم منتجاتها ذات القيمة العالية، وتحسين الوصول إلى الأسواق ذات معدلات النمو المرتفعة حول العالم، فضلاً عن خلق منظومة تصنيع في الرويس من شأنها الإسهام بصورة كبيرة في تعزيز القيمة المحلية المضافة ونمو القطاع الخاص وخلق فرص عمل جديدة. ومن المتوقع أن توفر استراتيجية أدنوك الجديدة في مجال التكرير والبتروكيماويات أكثر من 15 ألف فرصة عمل بحلول عام 2025، وأن تُساهم بإضافة 1% إلى الناتج المحلي الإجمالي سنوياً.
وبهذه المناسبة، قال معالي الدكتور سلطان أحمد الجابر، وزير دولة الرئيس التنفيذي لأدنوك ومجموعة شركاتها: "ضمن جهود أدنوك لتنفيذ توجيهات القيادة بضمان تحقيق أقصى قيمة من الموارد الهيدروكربونية، وفي ضوء الزيادة الكبيرة في الطلب على البتروكيماويات والمنتجات المكررة عالية القيمة، نسعى لترسيخ وتعزيز مكانة أدنوك لتصبح لاعباً عالمياً رائداً في مجال التكرير والبتروكيماويات. ولتحقيق ذلك، سنستثمر بكثافة في الرويس وسنتيح المزيد من فرص الشراكة الجاذبة للاستثمارات المشتركة، إلى جانب التوسع في كافة مجالات وجوانب أعمالنا لإنشاء منظومة صناعية قوية جديدة في مجال التكرير والبتروكيماويات وتحقيق النمو الذي سيعود بالفائدة على كل من دولة الإمارات وأدنوك وشركائنا".
وأضاف: "ستسهم خطط توسعة مجمع الرويس كذلك في دعم الجهود الرامية إلى دفع عجلة التنمية والتنوع الاقتصادي في دولة الإمارات وأبوظبي، وخلق فرص عمل جديدة لأصحاب المهارات العالية، وتعزيز مكانة الدولة كوجهة عالمية آمنة ومستقرة لاستقطاب الاستثمارات في مجال الطاقة".
وتأتي خطط أدنوك للاستثمار في التكرير والبتروكيماويات ضمن استراتيجتها المتكاملة 2030 للنمو الذكي الرامية إلى تعزيز الربحية في مجال الاستكشاف والتطوير والإنتاج، وزيادة القيمة في مجال التكرير والبتروكيماويات، والمحافظة على إمدادات اقتصادية ومستدامة من الغاز، مدعومة بتعزيز التسويق الاستباقي المرن. واستناداً إلى إرثها العريق من النجاحات، شرعت أدنوك في تنفيذ برنامج طموح على مدى العامين الماضيين يسعى إلى إحداث نقلة نوعية على مستوى المجموعة. وقامت الشركة في هذا الإطار بتحسين الكفاءة التشغيلية والارتقاء بالأداء وإعادة تنظيم إدارة محفظة الأصول ورأس المال وتوسيع نطاق الشراكات وخلق فرص جديدة للاستثمار.
وتعمل أدنوك على تسريع تنفيذ هذه النقلة النوعية من خلال تعزيز مكانتها كلاعب عالمي رائد في مجال التكرير والبتروكيماويات. وترتكز الاستراتيجية الجديدة على إرث أدنوك الفريد والحافل بالإنجازات منذ ما يزيد على 45 عاماً، ونهجها المنفتح على توسيع نطاق الشراكات، وكذلك على الأسس الصلبة التي توفرها دولة الإمارات والتي تشمل القيم الراسخة، والثقة، والبيئة الجاذبة للاستثمار. وستركز أدنوك على إبرام شراكات بعيدة المدى في مجال التكرير والبتروكيماويات للاستفادة من الجوانب الأكثر جدوى في القطاع وتعزيز النمو المستقبلي للشركة.
وستركز أدنوك على استقطاب شركاء يقومون بنقل الخبرة التشغيلية والتكنولوجيا والخبرة المالية والقدرة على تطوير وفتح أسواق جديدة، والذين سيستفيدون بدورهم من نقاط القوة والمزايا التنافسية التي يتمتع بها مجمع الرويس الصناعي، بما في ذلك الوصول المضمون للمواد الخام ذات التنافسية العالية، ومجالات التكامل، وموقع يديره مالك واحد بما يسهل التعاون بين مختلف المراحل والجوانب، وموقع جغرافي متميز في ملتقى طرق التجارة بين الشرق والغرب، وميناء متطور، وبنية تحتية للخدمات اللوجستية.
وقال معالي الدكتور سلطان أحمد الجابر: "إن المزايا التنافسية الفريدة والمكانة المرموقة عالمياً لمجمع الرويس مدعوماً باستثمارات تقدر بنحو 165 مليار درهم واستراتيجية الشركة الطموحة للنمو الذكي، جميعها عوامل من شأنها خلق فرصة فريدة أمام أدنوك لإعادة صياغة مشهد قطاع التكرير والبتروكيماويات العالمي. وسنعمل على تسريع تحقيق أهدافنا من خلال عقد الشراكات الاستراتيجية المناسبة التي تسهم في تحقيق قيمة إضافية. وندعو الشركاء الحاليين والجدد للتعاون معنا في بناء مجمع متطور ومنظومة صناعية عالمية رائدة للتكرير والبتروكيماويات في الرويس".
وتمتلك أدنوك حالياً محفظة ضخمة في التكرير والبتروكيماويات تضم ثماني شركات تقوم بمعالجة 10.5 مليار قدم مكعب من الغاز يومياً، وبطاقة تكريرية تبلغ 922 ألف برميل يومياً من المكثفات والنفط الخام. وتنتج هذه الشركات حوالي 40 مليون طن سنوياً من المنتجات المكررة، ومجموعة من المنتجات الأخرى التي تشمل حبيبات سماد اليوريا، والغاز البترولي المسال، والنافتا، والجازولين، ووقود الطائرات، وزيت الغاز والزيوت الأساسية، وزيت الوقود، وغيرها من المواد الخام الأخرى المستخدمة في صناعة البتروكيماويات.
وهناك خطط متقدمة لزيادة الطاقة التكريرية للمجمع بأكثر من 65% أي نحو 600 ألف برميل يومياً بحلول عام 2025 من خلال إضافة مصفاة ثالثة جديدة، ليصل إجمالي الطاقة التكريرية إلى 1.5 مليون برميل يومياً. وستسهم المصفاة الجديدة التي يصاحبها مشاريع أخرى قيد التنفيذ في مجمع الرويس، في تعزيز قدرة ومرونة وإنتاجية عمليات تكرير النفط الخام في أبوظبي من خلال زيادة أنواع النفط الخام التي يمكن معالجتها بما يتيح زيادة صادرات خام مربان المحلي ذي القيمة العالية.
كما سيشهد برنامج التوسعة الاستثماري البالغ تكلفته 165 مليار درهم تطوير مجمع الرويس بشكل كامل لتعزيز مرونته وقدراته التكاملية لإنتاج كميات أكبر من المنتجات البتروكيماوية والمشتقات ذات القيمة العالية. ويتضمن البرنامج خطة لبناء واحدة من أكبر كسّارات المواد الخام في العالم، ما يضاعف الطاقة الإنتاجية ثلاث مرات من 4.5 مليون طن سنوياً في 2016 إلى 14.4 مليون طن سنوياً بحلول عام 2025.
وتعتزم أدنوك كذلك تطوير منظومة صناعية جديدة واسعة النطاق في الرويس من خلال إنشاء مجمعين جديدين للصناعات التحويلية والمشتقات البتروكيماوية. وسيتم بناء "مجمع الرويس للمشتقات البتروكيماوية" في منطقة مجاورة لمجمع الرويس الصناعي تبلغ مساحتها ستة كيلومترات مربعة بحيث تتكامل معه. وسيعمل هذا المجمع كحافز أساسي للمرحلة المقبلة من النقلة النوعية من خلال دعوة الشركاء للاستثمار وإنتاج منتجات وحلول جديدة من المجموعة المتنامية من المواد الخام المستخدمة في صناعة البتروكيماويات ما يساهم في خلق مجموعة جديدة ومتنوعة من أنشطة ومختلف مجالات وأعمال البتروكيماويات مثل المواد الكيماوية المستخدمة في البناء، والمواد الكيماوية الخاصة بالنفط والغاز، ومخفضات التوتر السطحي والمنظفات.
ومن جانبه سيحفز "مجمع الرويس للصناعات التحويلية" الجديد على خلق المزيد من مجالات الأعمال الجديدة، وذلك من خلال إمكانية استخدام مواد خام من "مجمع الرويس المشتقات البتروكيماوية" وغيره من المرافق والأصول لتصنيع منتجات ذات قيمة عالية، بما في ذلك مواد التعبئة والتغليف، والطلاء، والأرضيات، ومواد العزل عالية الجهد، والقطع التي تدخل في صناعة السيارات. وسيشغل مجمع الصناعات التحويلية مساحة تقدر بـ 3.6 كيلومتر مربع، وسيعمل كمسرع لإنشاء مجمعات صناعية متخصصة قادرة على توريد المنتجات والحلول باستخدام المشتقات والمرافق الأخرى المتاحة، وكذلك سيستفيد المجمع من قرب هذه المنظومة المتداخلة لتعزيز الخبرة والابتكار وريادة الأعمال.
وسيعمل مجمع "الرويس للمشتقات البتروكيماوية" ومجمع "الرويس للصناعات التحويلية" كمركز محوري ضمن صناعة البتروكيماويات العالمية، كما سيعززان من مكانة الرويس كلاعب رئيسي في سلسلة التوريد العالمية لمنتجات التكرير والبتروكيماويات. وإلى جانب توريد المواد الخام، ستقوم أدنوك من خلال هذين المجمعين بتأمين الأرض والبنية التحتية والمرافق والخدمات المشتركة بأسعار مناسبة للشركاء، بحيث تصبح وجهة مفضلة للشركاء المحليين والدوليين الراغبين بتأسيس أعمالهم أو منشآتهم الصناعية في دولة الإمارات نظراً لما تنعم به من بيئة آمنة ومستقرة وجاذبة للاستثمار.
وضمن خطتها الشاملة لتطوير الرويس التي تقع في منطقة الظفرة، ستقوم أدنوك بعملية توسعة وتطوير كبيرة لتلبية الطلب المتزايد على الإسكان والمرافق الأخرى المصاحبة للتوسعة الضخمة لمجمع الرويس الصناعي، وتهدف الخطة إلى جعل المدينة أكثر جاذبية ونشاطاً لتلبي الاحتياجات المختلفة للكوادر العاملة ذات المهارات العالية. وإلى جانب بناء عدد من المنازل الجديدة، تقوم أدنوك أيضاً بإنشاء مشاريع البنية التحتية وتحسين الخدمات المجتمعية الأخرى في مدينة الرويس والتي تشمل توسعة نظام النقل العام والعديد من المرافق المجتمعية وغيرها مثل مرافق الرعاية الصحية الجديدة، والمرافق التعليمية الثانوية وما بعد التعليم الثانوي، والمنتزهات المركزية وأماكن الترفيه، ومركز تجاري جديد، ومرافق شاطئية جديدة وسوق تراثي.
يشار إلى أن أدنوك تلقت اهتماماً كبيراً من عدد من شركات الطاقة العالمية للمشاركة في فرص الاستثمارات الجديدة المتاحة في مجال التكرير والبتروكيماويات، وتجري الآن مناقشة تلك الشركات وغيرها من المستثمرين المحليين من ذوي الخبرة التشغيلية والقوة المالية والرؤية طويلة الأمد المطلوبة لتنفيذ هذه الخطط الاستثمارية.