أعلنت شركة بترول أبوظبي الوطنية "أدنوك" اليوم عن تلقيها اهتماماً كبيراً من عدد من الشركاء المحتملين في المشاريع والمبادرات الجديدة ضمن استراتيجيتها للنمو والتوسع في مجال التكرير والبتروكيماويات التي تم الإعلان عنها مؤخراً خلال ملتقى الاستثمار في التكرير والبتروكيماويات، الذي استضافته في أبوظبي في 13 مايو الجاري وتم خلاله استعراض خطط استثمار 165 مليار درهم لتعزيز مكانتها كشركة رائدة عالمياً في مجال التكرير والبتروكيماويات، وتحقيق أقصى قيمة وعائد اقتصادي من كل برميل نفط تنتجه بما يعود بالنفع والفائدة على كل من دولة الإمارات وأدنوك وشركائها، ويخلق مجموعة من الفرص للشركاء والمستثمرين الحاليين والجدد.
وتعد استراتيجية أدنوك الجديدة للتكرير والبتروكيماويات جزءاً أساسياً من النقلة النوعية التي بدأت العمل على تحقيقها منذ عامين والتي تركز على تعزيز القيمة من خلال رفع الكفاءة التشغيلية، والارتقاء بالأداء، وإعادة هيكلة وتعزيز إدارة محفظة أصول الشركة، وتوسعة نموذج الشراكات الاستراتيجية والاستثمارات المشتركة.
وبهذه المناسبة، قال معالي الدكتور سلطان أحمد الجابر، وزير دولة الرئيس التنفيذي لأدنوك ومجموعة شركاتها: "نحن مستمرون في العمل على تنفيذ توجيهات القيادة بتحقيق أقصى قيمة من كل برميل نفط ننتجه في كافة مراحل وجوانب الأعمال. وسيكون إنشاء منظومة متكاملة للتكرير والبتروكيماويات في الرويس دافعاً قوياً للنمو في هذا المجال الذي يعد واحداً من الركائز الأساسية لاستراتيجية أدنوك للنمو الذكي. وندرس حالياً مجموعة من الخيارات، بما في ذلك استقطاب شركاء استراتيجيين يشاركوننا رؤيتنا في تطوير أعمال جديدة من شأنها تسريع نمو مجمع الرويس".
وأضاف: "تعد توسعة وتعزيز الطاقة التكريرية في الرويس، إلى جانب تطوير مجمّعين جديدين للمشتقات البتروكيماوية والصناعات التحويلية، من المبادرات الرئيسة التي تهدف إلى توسعة عمليات أدنوك في مجال التكرير والبتروكيماويات. وتتيح هذه المبادرات للقطاع الخاص المحلي والشركات العالمية فرصة للتعاون مع أدنوك في مرحلة الإنشاء وأيضاً تحقيق عوائد اقتصادية مجزية نتيجة التوسع في مختلف مراحل وجوانب البتروكيماويات. كما ستسهم هذه المبادرات في دفع عجلة التنمية والتنوع الاقتصادي في دولة الإمارات، وخلق فرص عمل متخصصة لذوي المهارات العالية، والمساهمة في نمو الناتج المحلي الإجمالي".
وتعمل أدنوك على تسريع النقلة النوعية التي تشهدها من خلال تنفيذ استراتيجيتها للتكرير والبتروكيماويات المتماشية مع استراتيجيتها المتكاملة 2030 للنمو الذكي والتي تركز على زيادة العائد الاقتصادي والربحية في مجال الاستكشاف والتطوير والإنتاج، وتعزيز القيمة في مجال التكرير والبتروكيماويات، وضمان إمدادات اقتصادية ومستدامة من الغاز مدعومة بتعزيز التسويق الاستباقي المرن. وستعمل أدنوك على إبرام شراكات بعيدة المدى في مجال التكرير والبتروكيماويات موفرةً بذلك فرصاً مجدية في مختلف مراحل وجوانب القطاع أمام المستثمرين والشركاء.
من جانبه، أشاد بوب دادلي، الرئيس التنفيذي لشركة بي بي، بنموذج الشراكات الذي تطبقه أدنوك والفرص الاستثمارية التي يوفرها هذا النموذج قائلاً: "تعتبر أبوظبي من أهم شركائنا الاستراتيجيين ووجهةً ممتازة للاستثمار، حيث تمتلك دولة الإمارات موارد هيدروكربونية غزيرة تقوم بتصديرها، وهي تعمل الآن على تحسين استغلال هذه الموارد لتحقيق قيمة أكبر من كل برميل تنتجه وذلك بتحويله إلى منتجات أخرى وتصديرها. وهذا يبدو أمراً طبيعياً لأن أبوظبي تتمركز في موقع يتوسط حركة التجارة العالمية، ولديها الأفكار الطموحة التي ستمكنها من تنفيذ هذه المشاريع المخطط لها في مجال التكرير والبتروكيماويات".
من جهته، أعرب جون فلينت، الرئيس التنفيذي لمجموعة "إتش إس بي سي"، عن ثقته بأن برنامج أدنوك الجديد سيحقق آثاراً إيجابية ملموسة لدولة الإمارات، حيث قال: "إن النقلة النوعية التي تنفذها أدنوك تستقطب اهتماماً كبيراً من المستثمرين من حول العالم، وتعد دولة الإمارات من الأماكن المميزة للاستثمار في هذا الوقت نظراً لطموحاتها الكبيرة وديناميكيتها وريادتها الواضحة".
وأشاد مارك غاريت، الرئيس التنفيذي لشركة بورياليس، الشريك النمساوي الرئيسي لأدنوك في مشروعها المشترك بروج بالمزايا العديدة للشراكة مع أدنوك قائلاً: "عندما نستثمر، نحرص على ضمان إمداداتٍ ثابتة وآمنة ومستقرة على المدى البعيد من المواد الأولية، إضافة إلى القدرة على الوصول إلى الأسواق، وتوظيف التكنولوجيا المتطورة وإمكانيات التمويل القوية، وفي أبوظبي وبالتعاون مع أدنوك استطعنا تحقيق كل هذه العوامل الحيوية والضامنة للنجاح".
ويأتي في صلب هذه الخطط الجديدة عملية تطوير وتوسع كبيرة لأعمال أدنوك في التكرير والبتروكيماويات والتصنيع، والتي تشمل البناء على نقاط القوة والمزايا التنافسية الفريدة لمجمع الرويس الصناعي، حيث تعتزم أدنوك، من خلال برنامجها للاستثمار والشراكات الاستراتيجية، زيادة نطاق وحجم منتجاتها ذات القيمة العالية لتلبية الطلب العالمي المتزايد عليها. كما سيسهم تعزيز القدرات التكريرية في خلق منظومة صناعية متكاملة في الرويس من خلال إنشاء مجمّعين جديدين للصناعات التحويلية والمشتقات البتروكيماوية، مما سيسهم في تعزيز القيمة المحلية المضافة بشكل أكبر وتحفيز نمو القطاع الخاص وخلق فرص عمل جديدة. وتهدف الخطط الجديدة إلى مضاعفة طاقة تكرير النفط الخام وزيادة الطاقة الإنتاجية من البتروكيماويات بنحو ثلاث أضعاف بحلول عام 2025. وبالإضافة لذلك ستوفر هذه الخطط أكثر من 15 ألف فرصة عمل جديدة لذوي المهارات العالية والمتخصصة في البتروكيماويات والتكرير بحلول عام 2025 وإضافة 1% إلى الناتج المحلي الإجمالي سنوياً.
ومن خلال إجمالي طاقة التكرير التي تقدر بـ 922 ألف برميل يومياً من النفط الخام والمكثفات، يعد مجمّع أدنوك في الرويس حالياً رابع أكبر مجمع للتكرير على مستوى العالم، حيث يمثل 10% من طاقة التكرير في الشرق الأوسط. وتهدف أدنوك إلى تطوير قدرات مصفاة الرويس ومجمع البتروكيماويات من خلال مجموعة من المبادرات والاستثمارات الجديدة، من خلال بناء مصفاة جديدة لتكرير النفط الخام بطاقة 600 ألف برميل يومياً، إضافة إلى مشروع لتعزيز مرونة تكرير مختلف أنواع النفط الخام لإتاحة المجال أمام معالجة خامات أثقل. وستتيح هذه المبادرة تصدير المزيد من خام مربان ذي القيمة العالية، بالإضافة إلى دعم أنشطتها الجديدة للتجارة المدعّمة بالأصول.
ومن المبادرات المميزة الأخرى مشروع الجازولين والعطريات الذي يهدف إلى تطوير وحدات معالجة جديدة لتحسين إنتاج الشركة من النافتا الخفيفة والثقيلة، مما سيسمح لأدنوك زيادة إنتاجها من البنزين ويمكنها من إضافة مجال آخر ضمن الصناعات البتروكيماوية من خلال تطوير العطريات، وهذا بدوره سيخلق المزيد من الأعمال والأنشطة الاستثمارية في مجال التكرير والبتروكيماويات داخل المجمعين الجديدين للصناعات التحويلية والمشتقات البتروكيماوية مع إمكانية التصدير إلى الأسواق ذات معدلات النمو العالية.
ومن المشاريع الجديدة أيضاً هناك مصنع إنتاج "ألكيل البنزين الخطي" الذي سيتكامل مع مجمع أدنوك للتكرير، وسيقوم بالاستفادة من الكيروسين والبنزين لإنتاج المادة الخام الأكثر شيوعاً في صناعة المنظفات المنزلية والصناعية القابلة للتحلل وعدد من المنتجات الأخرى.
وتشمل المشاريع المميزة الأخرى وحدة تكسير مزيج المواد الخام عالمية المستوى التي ستتكامل مع مصافي الرويس ضمن مجمع بروج 4 الذي تقوم كل من أدنوك وبورياليس بإنشائه ودخل مرحلة التصاميم الهندسية الأولية في يوليو 2017.
وهناك أيضاً مصنع البولي بروبلين الإضافي الجديد الذي تم الإعلان في يوليو 2017 عن وصوله لمرحلة طرح مناقصة أعمال الهندسية والمشتريات والإنشاءات، وسيستخدم هذا المصنع تقنية "بورستار" المملوكة لشركة "بورياليس"، وسيتم دمجه مع مجمع "بروج 3" القائم حالياً.
ومن المشاريع الجديدة أيضاً ضمن خطط أدنوك للتوسع في مجال التكرير والبتروكيماويات مشروع أسود الكربون وفحم الأنود البترولي، والتي تسهم في تحسين استخلاص المُنتج وتحقيق أقصى قيمة من كل برميل نفط.
وبالإضافة إلى ذلك، سيتيح مجمع "الرويس للمشتقات البتروكيماوية" للشركاء إمكانية التعاون مع أدنوك بغرض الاستثمار في الأصول وإنتاج مجموعة جديدة من المنتجات الكيماوية الأساسية مستفيدين من التنوع في المواد الخام التي ستوفرها توسعة مصفاة الرويس ووحدة تكسير مزيج المواد الخام الجديدة.
وسيساهم مجمع "الرويس للصناعات التحويلية" في تمكين المشاريع والاستثمارات الجديدة من الحصول على المواد الخام من "أدنوك للتكرير" و"بروج" و"مجمع الرويس للمشتقات البتروكيماوية" لإنتاج منتجات تحويلية نهائية ذات قيمة عالية، بما في ذلك مواد التعبئة والتغليف، والطلاء، ومواد عزل كابلات الجهد العالي، والأنابيب، والقطع التي تدخل في صناعة السيارات. وإلى جانب توفير المواد الخام، ستوفر أدنوك كذلك الأراضي والبنية التحتية والمرافق المتطورة والخدمات المشتركة بأسعار مناسبة للمستثمرين المحتملين.
وكانت أدنوك قد أعلنت عن عدد من المبادرات والمشاريع المهمة مؤخراً والتي شملت توقيع اتفاقية لبحث فرص تطوير مشروع عالمي مشترك على مراحل لإنتاج الأسمدة بالتعاون مع "المجمع الشريف للفوسفات" المغربي، وتوقيع مذكرة تفاهم مع مجموعة "رافاجو" الرائدة في توفير حلول الخدمات في أسواق البوليمرات والمواد الكيميائية العالمية لبحث فرص التعاون المشترك في مجمع الرويس الصناعي، واتفاقية تطوير مشروع لإنتاج مادة ألكيل البنزين الخطي مع "سيبسا" الاسبانية لتشييد مصنع عالمي المستوى لإنتاج هذه المادة في الرويس، علماً بأن هذا المشروع قد أصبح في مرحلة التصاميم الهندسية الأولية.
وإلى جانب الاستثمارات ومشاريع تطوير عملياتها المحلية للتكرير في الرويس، تسعى أدنوك كذلك إلى التوسع عالمياً من خلال اغتنام الفرص المتاحة في الأسواق ذات معدلات النمو المرتفعة لإنشاء عمليات جديدة في التكرير والبتروكيماويات في كافة مجالات وجوانب الأعمال، وتعزيز وصول منتجاتها إلى الأسواق.