١٨ جمادى الأولى ١٤٤٦هـ - ١٩ نوفمبر ٢٠٢٤م
الاشتراك في النشرة البريدية
عين الرياض
الثقافة والتعليم | الثلاثاء 7 أغسطس, 2018 3:01 صباحاً |
مشاركة:

"لغتي" تدعو الأسر إلى توفير بيئة لغوية مناسبة للأطفال

بعدما كشفتدراسة ميدانية حديثة أجرتها إدارة المعرفة في دائرة الخدمات الاجتماعية في الشارقة الأثر السلبي لقضاء الأطفال غالبية أوقاتهم مع العاملات الأجنبيات على قدرات الطفل اللغوية، بسبب ضعف خبراتهن بالتعامل مع مواضيع النطق واللغة السليمة، نوهت بدرية آل علي مدير مبادرة "لغتي" التعليمية الرامية إلى تشجيع الأطفال على استخدام اللغة العربية بوسائل ذكية، بضرورة الوقوف أمام هذه الظاهرة، مؤكدةً على أهمية التعامل السريع والفعال مع نتائج هذه الدراسة، لأن تأثر الطفل لغوياً بالعاملات الأجنبيات لا يطال معجمه اللغوي وطريقة نطقه للحروف فحسب، بل سيؤثر على كيفية تعاطي الطفل مع اللغة مستقبلاً وكيفية تعبيره عن ذاته وتواصله مع الآخر باستخدام هذه الأداة، كما أنه سيؤدي الى تشويه اللغتين الأم والأخرى التي تنطق بها العاملة.  

 

وكانت الدراسة قد بيَنت أن حوالي50 في المئة من الأسر التي شملها الاستبيان وعددها 600 أسرة، أكدت تأثر قدرات أطفالهم اللغوية سلباً بسبب قضائهم أوقاتاً طويلة برفقة العاملة الأجنبية، وذلك لأن سنوات الطفولة الأولى وصولاً إلى عمر ثلاثة سنوات ونصف هي السنوات التي يبدأ فيها الطفل بالتعرف على نفسه والعالم وتعلم المهارات الجديدة. ويحتاج الطفل خلال هذه السنوات وبعدها إلى عناية وتواصل نوعي وفعّال مع الأبوين بما يتناسب مع مراحل نموهم العمرية، بحسب ما ذكر صندوق الأمم المتحدة للطفولة "يونيسيف" في توصياته لتنشئة الأطفال في شكل صحي. 

 

واقترحت آل علي على أولياء الأمور جملةً من الحلول التي يمكن أن تنمي لغة أطفالهم وتحافظ على سلامتها وترفع من قدرات الطفل اللغوية مثل: قضاء المزيد من الوقت مع الأطفال واستغلاله بالحوار معهم حتى لو كانوا في سن لا يسمح لهم بالرد أو فهم الكلمات، إلى جانب قراءة القصص واستعمال التطبيقات الرقمية التعلمية بالعربية.  

 

وشددت آل علي على أنه من الضروري أن يكون الحوار مع الأطفال تفاعلياً أي ألا يكتفي الأبوان بالاستماع إلى الطفل، بل أن يحفزاه على طرح التساؤلات وتشجيعه للرد عليها كي ينمي مهاراته اللغوية، حيث أظهرت دراسة من كلية ماساشوستس للتكنولوجيا أن إمكانات الطفل اللغوية لا تعتمد فقط على عدد المفردات التي يسمعها من بيئته بل تعتمد بشكل كبير على الحوار المتبادل والذي يعبر فيه الطفل عن نفسه وعن أحاسيسه واهتماماته.

 

وأكدت آل علي على أهمية تعويض الأطفال عاطفياً عن الوقت الذي يمضيه أولياء الأمور خارج البيت، حيث توضح دراسات عدة أن الأطفال الذين يقضون أوقاتاً طويلة بعيدين عن الوالدين، هم الأكثر تأخراً في تطورهم اللغوي، وأن التشجيع والدعم العاطفي يمنح الأطفال الثقة في اختبار كل جديد بالنسبة لهم، بما في ذلك نطق الأحرف والكلمات في سنواتهم المبكرة.  

 

ونوهت آل علي إلى حقيقة أن الأطفال يحبون التكنولوجيا والألواح الذكية، حيث بإمكان الأهل اختيار الألعاب والبرامج والفيديوهات المصممة باللغة العربية الفصحى لأطفالهم والتي من شأنها أن ترفع المخزون اللغوي لدى الأطفال وتحببهم بلغتهم وتساعدهم على النطق السليم، وتنمي قدراتهم ومهاراتهم في الكتابة والاستماع والتحدث.

 

وأشارتبدرية آل علي إلى توصيات منظمة "يونيسيف" المعنية بشؤون الطفل وتنميته في تقريرها حول "تنمية الطفولة المبكرة" بأهمية تحفيز الطفل على تعلم النطق منذ لحظة ولادته، فمنذ الأشهر القليلة الأولى يبدأ الطفل بالإصغاء الى ما يقال حوله ويبدأ بالتعبير عن رد عندما يتم التوجه إليه بالحديث، وفي الشهر السابع يبدأ بتمييز الأصوات وفهم اسمه وبعض الكلمات ذات المعنى، كما انه يبدأ مع إتمامه عامه الأول بلفظ بعض الكلمات وفهم معناها، ثم يبدأ بمرحلة التعلم السريع للغة مع دخوله العام الثاني. 

 

يذكر أن صاحب السمو الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي، عضو المجلس الأعلى حاكم الشارقة، كان قد أطلق مبادرة دعم التعليم باللغة العربية بوسائل ذكية في مدارس الشارقة، في العام 2013، ضمن مبادرات سموه الرامية إلى تطوير قطاع التعليم في الإمارة، والمحافظة على اللغة العربية وتحبيبها إلى الأطفال بطريقة عصرية علمية مبسطة. 

 

وفي يناير 2016 اعتمد صاحب السمو حاكم الشارقة، الهوية الجديدة لمبادرة تعلم اللغة العربية في مدارس الشارقة تحت مسمى "لغتي"، وتمثل هذه المبادرة استجابة تربوية وعلمية لمتطلبات التطور في أساليب التعلم الذكي التي تؤسس لمجتمع المعرفة وتسهم في الارتقاء بمخرجات التعليم.

 

وتقضي مبادرة "لغتي" بتزويدجميعطلابمدارسالشارقةالحكوميةفيرياضالأطفالوالمرحلة الابتدائيةبأجهزةلوحيةمعمحتوىفريدمننوعهيدعماللغةالعربية،إضافةإلىخزائنلحفظوشحنالأجهزة،ليصلالعددالإجماليإلىحوالي25,000 طالب وطالبة و1000 منالهيئةالتدريسيةفي80 مدرسةموزّعةفيجميعمدنإمارةالشارقة.

مشاركة:
طباعة
اكتب تعليقك
إضافة إلى عين الرياض
أخبار متعلقة
الأخبار المفضلة