أعلنت هيئة الثقافة والفنون في دبي (دبي للثقافة)، الهيئة المعنية بشؤون الثقافة والفنون والتراث والآداب في الإمارة، عن تنظيمها معرض "و"أول معرض استعادي دولي للفنان الإماراتي عبدالقادر الريس، وذلك في معهد العالم العربي في باريس، وسيفتح أبوابه للجمهور خلال الفترة من 25 سبتمبر إلى 21 أكتوبر 2018.
سيقدم معرض "و" عرضًا شاملاً،يضم أكثر من 50 عملاً فنيًا من فترة الستينيات حتى اليوم، ويغطي فترات مختلفة في مسيرة الفنان، بدءًا من انطلاقته في الكويت، وصولاً إلى حياته الحالية في دبي. ويعتبر عبدالقادر الريس المولود في دبي في العام 1951، أحد رواد الفن المعاصر في منطقة الخليج العربي، حيث لعب دورًا محوريًا في إثراء المشهد الفني لدولة الإمارات.
وتنظم دبي للثقافة سلسلة من الجلسات النقاشية وورش العمل خلال الأسبوع الافتتاحي للمعرض، والتي سيستضيفها معهد العالم العربي في باريس، بما في ذلك ورشة عمل سيتولى عبدالقادر الريس استضافتها بنفسه، من أجل تسليط الضوء على المكونات الغنية للحياة الثقافية في دبي، مع التركيز على إبراز المشهد الفني الحيوي المعاصر في الإمارة. وبالإضافة إلى ذلك، سيقوم أعضاء وفد دبي للثقافة بعقد لقاءات مع نظرائهم الفرنسيين خلال الأسبوع الافتتاحي.
وقال معالي عبد الرحمن بن محمد العويس، رئيس مجلس الإدارة في هيئة الثقافة والفنون في دبي: "إن هذه المبادرة تتماشى مع أهداف "مجلس القوة الناعمة لدولة الإماراتالعربية المتحدة" الذي أطلقه صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي – "رعاه الله"، حيث يتمثل الهدف الأساسي للمعرض في إبراز تاريخ دولة الإمارت العربية المتحدة وثقافتها أمام الجمهور العالمي، حيث تعتبر المعارض الفنية مصدر إلهام ووسيلة لنقل رسالة حضارية وثقافية واجتماعية. ومن خلال دعمنا لمبادرة عام "الحوار الثقافي الإماراتي - الفرنسي 2018" ومبادرة "عام زايد"، نهدف إلى المحافظة على الإرث الدبلوماسي للمغفور له "بإذن الله" الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان – "طيب الله ثراه"، وتعزيز علاقات الصداقة الطويلة والعلاقات الثقافية الوثيقة مع فرنسا. إن هذه الخطوة تكمل الجهود المستمرة التي تبذلها دبي للثقافة لتطوير التعاون الثقافي، كوسيلة لتعزيز المشهد الفني والثقافي في دبي على المستوى الدولي، وتوسيع نطاق فهم ثقافة دولة الإمارات العربية المتحدة في جميع أنحاء العالم، وتوطيد العلاقات مع السفارات على المستويين الإقليمي والعالمي".
وأضاف معاليه: "نفخر أيضًا بأن تكون الهيئة أول جهة تنظم أول معرض استعادي دولي للفنان عبدالقادر الريس من خلال إيجاد بانوراما عالمية على المسيرة الاستثنائية لواحد من الفنانين الإماراتيين البارزين، بما يتماشى مع هدفنا الاستراتيجيللترويج للمواهب المحلية ودعمها وتمكينها، وتوفير منصات عالمية لعرض أعمالهم. وعن طريق تفعيل التأثير الثقافي لدبي، وتقديم أحد فنانينا المشهورين للجمهور العالمي، فإننا نعمل على ترسيخ سمعة دبي كمدينة عالمية مستدامة للثقافة والفنون. إن تنظيم هذا المعرض يمثل بادرة تكريم لفناننا الذي يعد بحق من رواد مسيرة الفن المعاصر في الإمارات، من خلال الترويج لأسلوبه المتميز في المحافل الدولية، لاسيما وأنه يجمع بين حداثة الأسلوب وأصالة الموضوع. ونظرًا لإنتاجه مجموعة من أبرز الأعمال الفنية التي تسلط الضوء على ثقافتنا وحضارتنا الأصيلة، يستحق منا الفنان كل الدعم، تقديرًا لتأثيره الإيجابي الهائل في إثراء مشهد الإمارات الثقافي".
وقال معالي جاك لانغ، رئيس معهد العالم العربي في باريس: "يعتبر عبدالقادر الريس مستكشفًا رائعًا للأنماط والأشكال والألوان. ومع أنه لم يسبق له عرض أعماله في فرنسا، إلا أنه يحظى بشهرة واسعة ومكانة مرموقة في دولة الإمارات العربية المتحدة، حيث يعدّ واحدًا من كبار الفنانين، ومصدر إلهام للجيل الجديد. وسيستضيف معهد العالم العربي بكل فخر مجموعة كاملة من أعمال الريس التي تعود إلى عقد الستينيات من القرن الماضي، بما في ذلك عدد من أعماله التجريدية والهندسية والمستوحاة من فن الخط العربي، إضافة إلى لوحة أبدعها خصيصًا لهذا المعرض".
وقال الفنان عبدالقادر الريس: "كرّست جهودي طوال حياتي المهنية، لتعزيز المشهد الإبداعي لدولة الإمارات، وإبراز ثقافتنا الغنية، والمشاركة في أعمالي الفنية حول العالم. ويعد معرض باريس المقبل علامة فارقة جديدة في هذه الرحلة، وأود أن أعرب عن عظيم شكري لهيئة الثقافة والفنون في دبي لتنظيمها المعرض في معهد العالم العربي في باريس. إنني أشعر بالفخر بشكل خاص، لأن المعرض سيعقد خلال "عام زايد"، وأتمنى أن يكون بمثابة فرصة للزوار للتعرف على قيم الوحدة والتسامح والتنوع الثقافي الذي حرص عليه مؤسس الإمارات من خلال الفنون".
وفي إطار جهودها المتواصلة لتعزيز القوة الناعمة، تسعى "دبي للثقافة" عبر العلاقات مع سفارات الدول الصديقة في الإمارات، ومن خلال سفارات الإمارات العربية المتحدة في مدن العالم، لإبراز مكانة دبي كمركز عالمي للإبداع، وتعزيز سمعة الإمارات عالمياً، ومشاركة المشهد الإبداعي المزدهر في دبي مع العالم.
يذكر أن دبي للثقافة تلتزم بإثراء المشهد الثقافي لإمارة دبي انطلاقًا من تراث دولة الإمارات العربية المتحدة، وتعمل على مد جسور الحوار البنّاء بين مختلف الحضارات والثقافات، والمساهمة في المبادرات الاجتماعية والخيرية لما فيه الخير والفائدة للمواطنين والمقيمين في دبي على حدٍ سواء.