يمر يوم الثالث والعشرين من شهر سبتمبر من كل عام ليرشدنا التاريخ إلى قيم من التضحيات قدمها الإمام المؤسس الملك عبد العزيز بن عبد الرحمن –طيب الله ثراه- في مسيرة وحدة وطن يستذكرها كل مواطن بمداد من الفخر والاعتزاز، يمضي في مسيرتها أبناؤه الملوك البررة في عقود من التقدم والازدهار والأمن والاستقرار.
ويطل اليوم الأول من الميزان هذا العام مقروناً بولاء وطن ومواطنين لخادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز –حفظه الله-، قائد حزم وضع ركائزَ من الأمن والرفعة وفق هدى القرآن الكريم وسنة نبينا محمد صلى الله عليه وسلم، بمنهاج من الوسطية والاعتدال في نعمة من الله على ما وهبنا إياه من شرف خدمة الحرمين الشريفين، ومكانة بين الأمم لوطنٍ تهوي إليه أفئدة المسلمين، وقيادةٍ رشيدةٍ نذرت نفسها لخدمة شعبها، ورعاية شؤونهم، والحفاظ على مصالحهم.
وإذ نحتفي اليوم بوطننا الغالي في عامه الـ 88؛ فإننا نشهد نتاج مرحلة جديدة من التطلعات تضع المملكة في مكانتها المستحقة، مقرونة بشواهد ماثلة على عزيمة تهدف إلى تطبيق أهداف تنموية محددة، في بيئة عمل وطنية تدعمها قرارات رشيدة محفزة، تهيئ أفضل الممارسات العملية، وتقوم بتبسيط الإجراءات، وتعزيز التشريعات، ضمن حراكٍ معززٍ برؤية مستقبلية طموحة للوطن.
ونحن في قطاع توزيع المياه نمضي قدماً مع هذا الحراك في تطبيق تحولنا الوطني لتحقيق هذه الرؤية المستقبلية، من خلال مبادراتنا التي تستهدف رفع مستوى الخدمات المقدمة، وتعزيز كفاءة الأداء، وضبط الإنفاق، والتوسع في خدمات المياه، وزيادة التغطية، بالإضافة إلى تحسين وتطوير البنية التحتيّة للخدمات الرقميّة. وندعم ذلك بسرعة الاستجابة للمتطلبات التطويرية للأداء، واستدامة أعمالنا.
ففي نهاية الشهر الثامن من العام الحالي انتهينا من تنفيذ 62 مشروعاً مائياً وبيئياً دخلت الخدمة في مختلف مناطق المملكة بتكلفة مالية تجاوزت 1,8 مليار ريال. كما نعمل حالياً على تنفيذ 917 مشروع مائي وبيئي بتكلفة مالية قاربت 46 مليار ريال، وفق الجداول الزمنية المقررة الرامية إلى الوصول للنسب المستهدفة في التغطية بالخدمات المائية والبيئية؛
وبالإضافة إلى ذلك فإن جهودنا مستمرة في تعزيز مصادر وأمن الإمدادات وإدارة الطلب على المياه من خلال المنظومة الفريدة من الخزن الاستراتيجي، وزيادة الاستفادة من مياه الصرف الصحي المعالجة كمصدر بديل للمياه؛ للمحافظة على المياه الجوفية عن طريق تنفيذ محطات المعالجة.
ووفق توجهات مبادراتنا في قطاع توزيع المياه نضيف شراكات مع القطاع الخاص في الإنتاج والتوزيع والمعالجة؛ حيث نعمل على جذب أفضل الممارسات لضبط الإنفاق والتقنيات الرائدة لتشغيل المشاريع وتوفير فرص العمل ورفع جاذبية الاستثمار في القطاع لتمكين القطاع الخاص من المساهمة في التنمية الاقتصادية.
واستجابة لأهداف القطاع ضمن مبادراته للتحول الوطني في الارتقاء المستمر والسريع بمستوى الخدمات المقدمة للعملاء، فالعمل مستمر في تحسين وتطوير البنية التحتيّة للخدمات الرقميّة؛ حيث تم إطلاق العديد من البرامج التقنية وإيجاد القنوات الإلكترونية لسرعة إيصال الخدمات، والاستجابة السريعة للعملاء، مع الاستمرار في تعزيز البنية التحتية لاستيعاب المزيد من الخدمات بجودة عالية. ضمن هذا المضمار قمنا بتركيب وتوصيل أكثر من 800 ألف عدادات إلكتروني.
وتأتي تلك الجهود التي يقوم بها قطاع توزيع المياه ضمن استراتيجية تستهدف رفع كفاءة الإنفاق والتشغيل، مع التنفيذ وفق المسارات الزمنية الموضوعة بالجودة والسرعة، ومواجهة كافة التحديات، وتعظيم المكتسبات، والاستغلال الأمثل للموارد.
وفي الختام يشرفني ونيابة عن إخواني منسوبي ومنسوبات الشركة أن أتقدم لمقام خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز -يحفظه الله-، وإلى صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سلمان بن عبد العزيز ولي العهد -رعاه الله-، ولكافة أبناء الوطن الكريم بأجمل التبريكات، مقرونة بالوفاء والولاء، سائلاً الله أن يسدد على دروب الخير خطانا، وأن يديم علينا أمننا واستقرارنا.